باحث سوري يكشف حقائق مخفية عن ترامب في شمال شرق سوريا
متابعة الوسيلة:
نشر المجلس الروسي للشؤون الدولية مقالاً للكاتب والباحث في الشأن التركي الدكتور باسل الحاج جاسم تحدث فيه عن انشغال العالم بتصوير الميليشيات الكردية على أنها ضحية وتعامل الجميع مع ما يجري في مناطق شرق الفرات من زاوية تركيا فقط, في حين يتم تجاهل الخطر الذي يهدد ملايين العرب المهجرين من قراهم وبلداتهم العربية والذي يشكلون غالبية في كل المناطق لا سيما تل أبيض ورأس العين ومنبج وتل رفعت.
وأشار الدكتور الحاج جاسم في مقدمة مقاله الذي رصدته الوسيلة إلى استمرار الانتقادات والضغوط السياسية والإعلامية على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بسبب قراراته الأخيرة حول سورية.
وأضاف الدكتور الجاسم: الواضح أن أغلب تلك الانتقادات يحركها تصفية حسابات سياسية وإعلامية، ودوافع أخرى، في قضايا وملفات وصفقات لا علاقة لسورية والسوريين بها، ووجد معظم المنتقدين لترامب، الحدث السوري فرصة للانتقام.
قرارات ترامب العقلانية الأخيرة التي اتخذها في سورية، تنفيذًا لوعود انتخابية سابقة، تصب أولًا و أخيرًا في مصلحة المواطن الأميركي “أميركا أولًا”، لم تجعله بمنأى عن الانتقادات, وفق الكاتب السوري.
وأكد الدكتور الجاسم أن المواطن الأميركي قد لا يعلم أن بعض الأجهزة والادارات الأميركية الرسمية، دعمت وزودت الأسلحة للميليشيات الكردية “ي ب ك/ ب ي د” (امتداد سوري لتنظيم بي كي كي المدرج على قوائم الإرهاب في الناتو)، التي نفذت عمليات تطهير عرقي للعرب في سوريا، وجرائم حرب وفقًا لتقارير منظمة العفو الدولية، قبل وفي أثناء وبعد الحرب على داعش.
وأوضح الباحث السوري أن تلك الجرائم هي جرائم حرب عجز أعتى ديكتاتور في العالم على تنفيذها، تضمنت عمليات تهجير وهدم وحرق منازل، ومسح قرى بأكملها من على وجه الأرض.
وتساءل د. الحاج جاسم إن كان ترامب والمواطن الأميركي دافع الضرائب، يعلمان شيئاً عن الجرائم والفظائع التي ارتكبتها تلك الميليشيات “ي ب ك/ ب ي د” التي استغلت الدعم العسكري الأميركي بحجة محاربة داعش.
إقرأ أيضاً: أردوغان يتوجه بالشكر للجيش الوطني السوري.. هذا دور تركيا في منبج وعين العرب
ولفت جاسم إلى أن هذه الميليشيات بدأت تعمل على بناء كيان انفصالي لا يملك أي مقومات ديمغرافية او جغرافية داخل أراضي الجمهورية العربية السورية، فنسبة الأكراد لا تتجاوز ستة بالمئة في سورية.
كما استذكر الحاج جاسم ما كشفه المبعوث الدولي السابق إلى سورية ستيفان ديمستورا أن نسبة الأكراد هي خمسة بالمئة، وبالإضافة إلى أن المناطق التي يسكنون فيها لا يوجد أي تواصل جغرافي بينها، ولا يمتلكون فيها أغلبية مطلقة.
لكن, وفق الدكتور الحاج جاسم, فإن الحرب على داعش جعلت تلك الميليشيات تتمدد وتسيطر على مدن وبلدات عربية، مثل الرقة، وتل رفعت ومحيطها، ومنبج، ودير الزور، وبلدات في ريف الحسكة.
ورأى الحاج جاسم أن الأمر الذي لا مفر من ذكره، أن الكل يتعامل مع ما يجري شرق الفرات من زاوية تتعلق بتركيا فقط، ويتم تجاهل أن هذا الخطر اليوم يهدد ملايين العرب، داخل سورية، حيث يشكلون أكثرية مطلقة وفق معظم الدراسات والبيانات.
وحول نسبة العرب في مناطق سيطرة التنظيمات الانفصالية, بين الدكتور الحاج جاسم: ” الرقة يشكل العرب فيها اكثر من 92 بالمئة، الحسكة يشكل العرب فيها أكثر من 75 بالمئة، ودير الزور يشكل العرب فيها 100 بالمئة، منبج يشكل العرب فيها أكثر من 94 بالمئة، تل رفعت العرب فيها 100 بالمئة، والباقي خليط عرقي من أكراد وتركمان وجركس وشيشان وآشوريين وسريان وأرمن”.
واعتبر الحاج جاسم أن العالم ورغم كل ذلك يتجاهل أن مصير هؤلاء الملايين من العرب قرابة نصف سكان سورية بات في مهب الريح، بعد التقارير التي صدرت عن منظمة العفو الدولية وتحدثت بوضوح عن جرائم حرب تعرض لها العرب شمال و شرق سورية على يد الميليشيات “ب ي د/ ي ب ك – بي كي كي ” التي تشكل عموداً فقرياً لما يعرف بقوات سورية الديمقراطية، مذكراً أن ترامب كشف قبل أيام انها أطلقت سراح بعض سجناء داعش بهدف الإساءة إلى الولايات المتحدة.
ونوه الحاج جاسم في مقاله إلى تقرير منظمة العفو الدولية، الصادر أواخر عام 2015، الذي أكدت فيه أن بعثتها لتقصي الحقائق في شمال سورية كشفت عن موجة من عمليات التهجير القسري وتدمير المنازل، تعد بمثابة جرائم حرب نفذتها الإدارة الذاتية بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د”،الحزب الكردي السوري الذي يسيطر على المنطقة.
وتعليقاً على تلك الممارسات, قالت لمى فقيه، مستشارة الأزمات لدى المنظمة: “إن الإدارة الذاتية، بإقدامها عمدًا على تدمير منازل مدنيين، وفي بعض الحالات تدمير وإحراق قرى بأكملها، وتشريد سكانها من دون أية أسباب عسكرية يمكن تبريرها، إنما تسيء استخدام سلطتها، وتنتهك بصفاقة القانون الإنساني الدولي في هجمات تعد بمثابة جرائم حرب”.
وحمل د. باسل الحاج جاسم الولايات المتحدة مسؤولية التسبب في قلب التوزع السكاني في المنطقة رأسًا على عقب، وبظهور هذا المشهد المعقد اليوم، بحجة مكافحة تنظيم داعش.
وبين جاسم ذلك قائلاً: اعتمدت الولايات المتحدة على ميليشيات عرقية يسيطر عليها تنظيم “بي كي كي، و”وصفه الرئيس الأميركي قبل أيام بأنه أسوا من داعش”.
إقرأ أيضاً: أردوغان يتوعد أوروبا باللاجئين ويلوح باستئناف نبع السلام
وتابع الباحث المهتم بالشأن التركي أن الميليشيات الانفصالية قامت بدورها بعمليات تهجير طالت الأغلبية العربية، وبعض الأكراد والتركمان من المناطق الممتدة بين ريف الحسكة والرقة، وريف عين العرب في بلدة الشيوخ، كما أنها عمدت إلى تغيير أسماء المدن والبلدات العربية، وفرضت على العرب السوريين من مدن سورية أخرى نظام الكفيل من أجل دخول المناطق التي تسيطر عليها.
كما فرضت تلك الميليشيات الكردية مناهج تعليم اللغة الكردية في مدن وبلدات وقرى لا يوجد ولا كردي واحد فيها، ورفعت صور زعيم “بي كي كي” عبد الله أوجلان في شوارع وساحات ومدارس كل تلك المدن العربية، مع أن أوجلان مواطن تركي وليس سوري, بحسب الكاتب السوري.
وانتقد الحاج جاسم معظم وسائل الإعلام التي جعلت من تلك الميليشات “ضحايا” وهي المسؤولة عن جرائم حرب، مبيناً أن السبب الرئيسي هو أنها تريد الإساءة إلى قرارات ترامب.
وأضاف الدكتور جاسم” ويبدو أن الجغرافيا اختلطت عليهم، ويعتقدون أن تلك المنطقة هي حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، ويتحدثون عن خشيتهم من تغيير ديمغرافي، ولا يعرفون أن المنطقة بين رأس العين وتل أبيض هي منطقة عربية بشكل شبه كامل”.
وأعرب الدكتور الحاج جاسم في ختام مقاله عن استغرابه من تلك التصرفات, حيث أنه بدل أن يلتفتوا إلى حدود بلادهم مع المكسيك، يبدو أنهم يريدون تثبيت التغيير الديمغرافي الذي قامت به تلك الميليشيات العرقية “ي ب ك” التي قامت واشنطن بتسليحها ودعمها.