أخبار سوريا

مكاسب بشار الأسد من اتفاق أردوغان وبوتين حول سوريا

متابعة الوسيلة:

نشر أندريه ياشلافسكي وكريستينا تتارنيكوفا، تقريراً في “موسكوفسكي كومسوموليتس”، يتطرق لأهمية مذكرة التفاهم الموقعة بين بوتين وأردوغان، بخصوص شمال شرق سوريا.

وأشار الكاتبان تحت “الخاسر الأكبر الولايات المتحدة: تفاصيل صفقة بوتين وأردوغان السورية إلى أن مساء الثلاثاء، انتهت مهلة الـ 120 ساعة في العملية التركية في شمال سوريا.

ولفت الكاتبان إلى إعلان رئيسي روسيا وتركيا، للعالم، ليلة الثلاثاء عن التوصل، في سوتشي، إلى اتفاق بشأن السيطرة المشتركة على “المنطقة الأمنية” على طول الحدود التركية السورية.

وتعليقاً على هذا الاتفاق, قال الباحث السياسي في مجال العلاقات الروسية التركية أورهان غفارلي: إن للمباحثات بين زعيمي تركيا وروسيا أهمية استراتيجية.

وبين بهذا الخصوص أن أنقرة، تمكنت من الاتفاق على منطقة أمنية على طول الحدود التركية السورية؛ وموافقة موسكو تعني أيضا موافقة النظام السوري؛ وكان هناك أيضا اتفاق بين الجانب التركي والزملاء الأمريكيين على إنشاء منطقة خفض تصعيد.

وأضاف الباحث السياسي أنه إذا تحدثنا عن مصالح أنقرة الوطنية، فإن أردوغان تمكن من ضمان الأمن على الحدود مع سوريا، والقضاء على ما يهدد سيادة البلاد.

أما عن مكاسب روسيا, أوضح الباحث السياسي أن روسيا خرجت أيضا منتصرة، فقد تمكنت من مساعدة دمشق في ضمان وحدة أراضي سوريا، وحل مسألة الاتفاق مع الأكراد.

كما أن حكومة النظام السوري، استطاعت الوصول إلى اعتراف أطراف أخرى، بالإضافة إلى المشاركين في عملية أستانا، بشرعية سلطة بشار الأسد, وفق غفارلي.

وتابع غفارلي: فإلى ما قبل الأحداث الأخيرة، كان الأكراد يتفاوضون بشكل رئيس مع الولايات المتحدة، ظانين بأنهم قادرون على ضمان أمنهم وإنشاء كردستانهم.

وادعى غفارلي أن تلك كانت سياسة خاطئة، فبالنتيجة، تبين أن الأكراد هم الجهة الخاسرة. ومع ذلك،

وزعم الباحث غفارلي أن الأكراد دخلوا الآن في مفاوضات مع موسكو ودمشق للمشاركة في بناء سوريا جديدة ودستور جديد، والحفاظ على وحدة البلاد.

من جانبه, أكد الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، نيقولاي سوخوف أن أردوغان في هذه المرحلة، ساعد نظام الأسد بشكل كبير، من خلال عمليته العسكرية.

وبين سوخوف أن أردوغان دفع الأكراد إلى أحضان الأسد, إذ أنه على مدى السنوات الأخيرة، جرت مفاوضات. لكن الأكراد لم ينفكوا عن التطلع إلى الأمريكيين خلال تفاوضهم مع الحكومة السورية على تنازلات.

ولفت الخبير الروسي إلى أن الأكراد، الآن، في مواجهة آلة عسكرية تركية أقوى من أن يصمدوا في وجهها، ولذلك اندفعوا إلى يدي الأسد بلا شروط خاصة. لقد انتصرت دمشق عمليا، بلا قتال، بلا دم.

سوخوف لا يوافق غفارلي على أن “تقاعس الولايات المتحدة” في هذا الصراع، خطأ استراتيجي من ترامب.

ورأى سوخوف أن الرئيس الأمريكي، يؤثر بشكل أساسي في موقف الناخبين. المهمة الأولى أمامه، هي الوفاء بوعوده الانتخابية والحصول على أصوات لإعادة انتخابه لولاية ثانية.

إقرأ أيضاً: قوات بشار الأسد تدخل إلى مناطق قريبة من الحدود مع تركيا

وجدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تهديداته بأن تركيا ستتولى تطهير المناطق الحدودية من الإرهابيين “وحدات حماية الشعب الكردية”, في حال لم ينسحبوا من تلك المناطق في نهاية مهلة الـ15 ساعة المحددة مع روسيا.

وقال أردوغان, اليوم السبت إن بلاده تعمل على تأسيس منطقة آمنة من أجل منع هجمات “بي كا كا” و”ي ب ك” و”داعش” من سوريا ضدها.

وشدد أردوغان على ضرورة تطهير المنطقة من الإرهابيين, مبيناً أنه “إذا لم ينسحب الإرهابيون من شمال سوريا في نهاية مهلة الـ 150 ساعة، فإننا سنتولى الأمر ونقوم بتطهير المنطقة من الإرهابيين”.

وأعلن النظام السوري اليوم السبت عن دخول قواته، إلى الحدود الإدارية لمدينة رأس العين على محور طريق تل تمر رأس العين بريف الحسكة الشمالي.

وجاء انتشار قوات الأسد, وفق ما ذكرت وكالة أنباء النظام (سانا) لمواجهة ما أسمته بـ”العدوان التركي وحماية الأهالي من اعتداءات التنظيمات الإرهابية التي تتبع له”.

وأوضحت الوكالة الموالية بأن “وحدات من الجيش تابعت انتشارها في ريف الحسكة الشمالي الغربي ودخلت منذ صباح اليوم ثمان قرى على طريق تل تمر رأس العين وهي (السيباطية، والجميلية، وخربة الدبس، والقاسمية، والرشيدية، والداوودية، والعزيزية، والظهرة) لتصل إلى مشارف الحدود السورية التركية”.

واعتبرت الوكالة دخول قوات الأسد إلى ذلك المحور “متابعة لتقدمها وانتشارها في ريف المدينة وصولاً إلى الحدود السورية التركية”.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء 22 من تشرين الأول وقف عملية نبع السلام في مناطق شرق الفرات عقب اتفاق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وصف بالتاريخي ويقضي بانسحاب الوحدات الكردية من المنطقة الآمنة بعمق 30 كم بما فيها منبج وعين العرب مع بقاء المنطقة من تل أبيض ورأس العين على حالها إضافة لتسيير دوريات مشتركة بين الطرفين بعمق 10 كم وعلى طول الحدود مع تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى