بلا تصنيف

سوريون ينامون في الحدائق ويحلمون بسقف يستر عائلاتهم في دمشق.. شاهد

متابعة الوسيلة:

كشف موقع روسيا اليوم عن معاناة عدد من السوريين ممن يفترشون الحدائق أو الأرصفة لعجزهم عن تأمين غرفة متواضعة تأويهم برد الشتاء وماء المطر القادم على عجالة.

وصارت مشاهد مفترشي الأرصفة والحدائق العامة من الظواهر المألوفة والاعتيادية في العاصمة السورية دمشق, بحسب القناة التي رأت في تلك المشاهد “ندوباً” خلفتها سنوات الحرب الثمانية الماضية.

أبو ابراهيم يصف ليلة الأمس التي فاجأه فيها المطر كغيره من نزلاء الحدائق, قائلاً: “أن أنام على فراش رقيق من الإسفنج، تحت سقف لا يخترقه المطر، صار حلما، شعرت أمس أنه صعب المنال”.

ونهض أبو ابراهيم يقول أبو إبراهيم، باحثاً عن سقف يمضي ليلته تحته.

بينما تتحدث أم أحمد القادمة من القامشلي لإجراء عملية في الغدة الدرقية عن ليلتها الثامنة تحت سماء الحديقة المقابلة لمشفى المواساة، الشهير الذي يشهد حركة واكتظاظاً كبيرين على مستوى سوريا, وذلك قبل ساعات من المطر الغزيز الذي تساقط على دمشق.

في تلك الأوقات كانت أم أحمد وزوجها يفترشان بضع قطع قماش على الأرض، تغطيهما “بطانية” واحدة في ليلة باردة، تنذر بالمطر.

لكن, باغتها المطر في اليوم التالي، ولم تجد كباقي مفترشي الحدائق سوى الذهاب إلى المشفى، رغم أن الباب المفتوح لم يرد البرد عنها. تكمل أم أحمد: “بكيت, بل كدت أختنق, صعب صعب كتير والله كأنك حطيت المشنقة بحلقي”.

جاء دور زوجها, يقول أبو أحمد: “بس إيش ما بي فَيْ، أو دروة وشقد تطول الأمور معانا ما حدا يعرف.

إقرأ أيضاً: روسيا تُجبر بشار طلال الأسد على إخلاء القرداحة

أم أحمد وزوجها ليسا لوحدهما, بل هناك أسرة محمود أيضاً لا تعرف إلى متى ستبقى تحت السماء، أسرة بأكملها لا سقف لها سوى أوراق شجرة.

تتألف عائلة محمود من: رجل مع أمه، وزوجته، وأخته المصابة بكسر في الحوض، واثنين من أبنائه, غادروا البوكمال منذ سنوات، هو لا يتذكرها بالضبط، ومؤخرا غادروا منزلا كانوا يستأجرونه في جرمانا.

عادت أسرة محمود من جديد إلى الحديقة بعد أن رفع صاحب البيت السعر إلى نحو 90 ألف ليرة، وسط العاصمة يجلس مع العائلة، بانتظار موعد حدده لهم المشفى للمراجعة، لمتابعة علاج أخته التي لا تستطيع الحراك.

يقول محمود: “والله صارلنا يجي 8 تيام هين”, ورداً على سؤال عن سبب عدم ذهاب الأكبر الذي تجاوز الثانية عشرة، يبتسم قائلاً: “أنا ما أقدر أشتريله دفتر واحد”.”

تنوعت الأسباب التي دفعت أعداداً من السوريين تتوافد للنوم في الحدائق وعلى الأرصفة ولعل أبرزها كان السبب المادي الصعب وعدم قدرة النازحين أو غيرهم من فقراء العاصمة تأمين غرفة تأويهم مع أطفالهم.

ورغم أنه لا توجد إحصائية معينة لأعداد النازحين أو السوريين من عدة مناطق ومحافظات, إلا أن تلك الظاهرة باتت إحدى الملامح في دمشق. أصبح لنزلاء الحدائق باعتهم الجوالين ومشاهد لحياة ترافقهم في نزلهم التي لا يسترها سقف ولا حيطان.

معالم حياة خاصة بـ “نزلاء الحدائق” صارت من الممكنة في وسط دمشق (التي بقيت نسبيا بعيدة عن الدمار), وفق القناة الروسية. حيث تجد: أطفال يحاولون أن يألفوا الحياة، باعة الشاي والسندويش، باعة الأغطية، عروض الفنادق الرخيصة لكن الباهظة بالنسبة لهم.

نزيلة أخرى مع زوجها في الحديقة، تقول إنها اعتادت النوم في مكان آخر قريب حيث تنضم إلى زوجها الذي يحول “بسطة” تجارته الرخيصة، إلى فراش للنوم، كما اعتادت أن “تستأجر” غرفة في أحد الفنادق المجاورة كي تقضي يوما يكون الهدف الأساسي منه الاستحمام.

غلاء أجور الفنادق يحجم الكثير عنها حتى ممن يقدرون على ذلك فالأجور من الليلة الواحدة في الفنادق المجاورة وسط العاصمة تتراوح بين ألفي ليرة، وحتى ثمانية آلاف.

أحد العاملين في فندق هناك قال إنهم يقدمون عروضا متباينة: تأجير غرف مشتركة، أو أسرة ضمن غرفة واحدة، بأسعار “رمزية”. وما دفعهم لتلك العروض وفق أحدهم, كي لا يقضوا أيامهم في “كش الذباب”.

إقرأ أيضاً: سوزان نجم الدين تعتذر من الشعب السوري.. شاهد

ومع أن تلك العروض أرخص مقارنة بأسعارها النظامية, لكنها لا تتدنى إلى ما دون الألفي ليرة، ما دفع أحدهم لاستثمار منزله ليصير فندقا “على قد الحال” بلا أسرّة، ولا “تفييش” ولا أي شيء يكفي فقط 800 ليرة أجرة تأمين “المنامة تحت سقف، وبين جدران” وفقط.

ولأن هذا العرض أيضاً دون استطاعة آخرين، لجأوا إلى العرض الأرخص: تأجير الفراش، أو البطانية، دون سقف أو جدران طبعاً.

وحول أجور الأغراض الخاصة بالنوم في تلك الحدائق, أوضح أبو ابراهيم: أجرة “الطرّاحة” أو البطانية: 200 ليرة في اليوم، مؤكداً أن هذا العرض رغم أنه الأرخص، يبقى دون استطاعة البعض.

ولا يجد أبو إبراهيم أرخص وأفضل من تلك “الكرتونة” التي يفرشها ويستلقي، ثم يتنهد مختصراً معاناته ومعاناة باقي نزلاء الحداق, فيقول:”الصباح رباح”.

https://youtu.be/nFapDlCY8Ns

زر الذهاب إلى الأعلى