انباء عن مهلة جديدة للسوريين المخالفين في اسطنبول
خاص الوسيلة – محمد ابو سالم:
تنتهي الخميس 31 شرين الأول، المهلة التي منحتها ولاية اسطنبول للسوريين اللاجئين في المدينة، ممن لا يحملون بطاقة الحماية المؤقتة الصادرة عنها، لمغادرة المدينة الأكبر في البلاد، باتجاه مدن أخرى، وإلا فانهم سيواجهون خطر الترحيل والقاء القبـ.ض عليهم.
كانت السلطات التركية قد اعلنت في تموز الماضي عن اطلاقها لحملة “مكافحة الهجرة غير الشرعية” حيث ألقت القبـ.ض على آلاف من السوريين ورحلتهم إلى ولايات أخرى، فيما سجلت عمليات ترحيل باتجاه الأراضي السورية أيضاً.
وينتظر آلاف من السوريين في اسطنبول، تمديد المهلة وفق انباء غير رسمية تم تسريبها عن طريق جمعيات، بعد أن سمحت الولاية لذوي التلاميذ المسجلين العام الماضي في مدارس اسطنبول، بنقل قيودهم إلى الولاية، حيث تعذر اتمام عملية النقل، خلال المهلة الثانية التي منحتها الولاية.
كانت الولاية قد منحب مهلة أولى انتهت في الحادي والعشرين من آب الماضي، لتمدد المهلة حتى 31 من تشرين الأول، فيما غادرت آلاف العائلات اسطنبول بالفعل باتجاه ولايات أخرى.
تشديد أخف
كان السوريون المخالفون المقيمون في إسطنبول، قد لاحظوا تخفيف التشديد الذي عاشوه خلال تموز الماضي، حين انتشرت دوريات الشرطة في الساحات العامة، ووسائل النقل الرئيسية، لتفتيش المارة، وإلقاء القبض عليهم، فيما تراجع ذلك خلال المهلة الثانية، واقتصر وجود دوريات الشرطة على بعض الساحات الاكثر اكتظاظاً.
وفيما يتعلق بإذن العمل، والذي ترافق مع عمليات البحث عن السوريين المخالفين، بدأت وزارة العمل في منح الأذن للسوريين، بشروط أخف مما سبق، فيما سمحت الولاية لمن يحملون ذلك الأذن بالبقاء في اسطنبول، ونقل قيودهم إلى الولاية.
سلطان بيله، العشرات في الشوراع
يساعم التدفق الكبير، لمركز إدارة الهجرة في القسم الاسيوي من اسطنبول في منطقة “سلطان بيله” في ترجيح تمديد المهلة، حيث كانت السلطات قد قررت منح إذن سفر داخلي لجميع السوريين الراغبين بمغادرة اسطنبول، يمنح من ذلك المركز حصراً، إلا أن آلاف من السوريين وصلوا المركز للحصول على الإذن ما أربك إدراة الهجرة، فعطلت الموقع الالكتروني الخاص بمنح مواعيد للحصول على الإذن.
الوسيلة رصت أن عشرات من السوريين ينتظرون أمام مركز الهجرة ذاته لساعات وأيام كي يحصلوا على إذن سفر، يخولهم اصدار بطاقة حماية من ولايات محددة يتم تخييرهم بينها، حيث يكتظ المركز صباحاً ولساعات طويلة.
إقرأ أيضاً: أكرم إمام أوغلو: لن نترك السوريين لقدرهم أبداً
ترغب ادارة الهجرة، ليس في أن يغادر السوريون اسطنبول فقط، بل تسعى للحصول على رقم واضح لعدد المخالفين المقيمن في الولاية، وهو أمر سعت إليه أكثر من مرة وبأكثر من طريقة إلا أنها فشلت حتى الآن، إذ سبق ان اطلق منبر الجميعات السورية، وهو منظمة مجتمع مدني سوري ترتبط بوزارة الداخلية التركية، رابطاً خاصاً بعلمية الإحصاء، إلا أن من سجلوا اسمه في ذلك الرابط، لم يتجاوز عددهم 30 ألفاً، في وقت تتحدث فيه الداخلية عن أكثر من نصف مليون سوري مقيمون في المدينة.
أساليب أخرى
بالتزامن مع تخفيف الملاحقية، لجئت ولاية اسطنبول إلى اساليب أخرى للتضييق على السورين المخالفين، فبات من شبه المستحيل، استئجار منزل ممن لا يحملون بطاقة الحماية المؤقتة، او يحملونها من ولايات أخرى، كذلك الأمر بالنسبة للاشتراك في خدمات المياه والكهرباء، وحتى الخطوط الهاتفية وخدمات الأنترنت.
في المقابل استغنى عشرات من أرباب العمل عن العمال السوريين المخالفين، إما خوفاً من وضعهم القانوني، أو رغبة بعدم إصدار إذن العمل لهم، وما يعنيه ذلك من تكاليف اضافية على صاحب العمل، إذ تقدر تكلفة إذن العمل للعامل السوري الواحد بحوالي 1000 ليرة سورية، لا يرغب صاحب العمل بتحملها، رغم ان القانون ينص على ذلك.
زلزل وحرب وسوريون
عرفت اسطنبول خلال المهلة الثانية التي تنتهي غداً، هزة أرضية بقوة 5.9 على مقياس ريختر، في التاسع والعشرين من شهر أيلول الماضي، فيما أعلنت تركيا عملية عسكرية في شمال شرق سوريا في التاسع من تشرين الأول.
السوريون عاشوا الحدثان بكثير من الترقب والخوف، بالذات وأن السلطات كانت أعلنت فور بدء العمل العسكري، إن الهدف منه هو إعادة مليوني سوري إلى منطقة أمنة تنوي أنقرة انشاءها في شمال شرق سوريا.
الإعلان التركي ترافق مع مخاوف من عمليات إعادة قسرية قد تطال السوريين في اسطنبول وولايات أخرى، حيث سبق وأن أعادت تركيا اكثر من 300 ألف سوري الى مناطق عملياتها السابقة “درع الفرات وغصن الزيتون” قالت إنهم عادوا بشكل طوعي إلى بلادهم، رغم أن قسماً كبيراً منهم لا ينتمى إلى تلك المناطق في الأصل.