انتقادات تركية لاذعة وغير مسبوقة ضد السعودية والإمارات
متابعة الوسيلة:
وجه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو انتـقادات كبيرة لكل من السعودية والإمارات بسبب مواقف البلدين العدائية ضد تركيا وانزعاجهما من اهتمام تركيا بالشؤون الإسلامية أكثر منهما.
وقال تشاوويش أوغلو في مقابلة مع الجزيرة بحسب ما رصدت الوسيلة إن انزعاج الرياض وأبو ظبي من أنقرة يعود إلى اهتمام تركيا بشؤون الأمة الإسلامية أكثر منهما.
وأكد وزير الخارجية التركي أن لا مشكلة لبلاده مع السعودية والإمارات. لكن, بحسب تشاوويش أوغلو, فإن “هذه الدول لديها مشاكل مع تركيا”.
ورأى تشاوويش أوغلو أن السعودية حوّلت قضية اغـ.تيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول إلى أزمة بينها وبين تركيا.
وعن السبب في ذلك, أوضح الوزير التركي أن أنقرة “لم تقم بالتغطية على الجـ.ريمة ولم نأخذ النقود كما فعل الآخرون”.
وبين تشاوويش أوغلو أن بلاده “أرادت العمل مع السعودية بشأن قضية خاشقجي من أجل العدالة ولكنها لم تتعاون معنا”.
وكشف تشاوويش أوغلو عن تعرض السعودية لضغوطات من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل, في حين أن السعودية تضغط على الأردن والسلطة الفلسطينية كي تسكت عن الوضع في القدس.
وقارن الوزير التركي بين العملية العسكرية التركية في الشمال السوري وحرب اليمن، محملاً السعودية مسؤولية التسبب في كارثة إنسانية في اليمن بسبب حربها هناك.
وأوضح الوزير التركي أن: “هناك مئات الآلاف من الذين قضوا بسبب الجوع والوباء والحصار في اليمن”.
ودعا تشاوويش أوغلو إلى محاسبة السعودية “على ما فعلته في اليمن بعد أن دخلتها وأفسدتها”.
دحلان في الإمارات
وفيما يخص اليمن, أشار وزير الخارجية التركي إلى أن الإمارات تأوي إرهابياً اسمه محمد دحلان.
وتابع تشاوويش أوغلو: “هناك إرهابي اسمه محمد دحلان، وقد هرب عندكم لأنه عميل لإسرائيل”، ويتعلق الأمر بالقيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والذي يقيم حاليا في أبو ظبي.
وهاجم الوزير التركي سياسة الإمارات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, مبيناً أن “الإمارات حاولت أن تأتي بدحلان بدلا من أبو مازن، (محمود عباس) ونحن نعرف جميع هذه الأمور”.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قد أصدر في العام 2012 قرارا بفصل دحلان من حركة فتح بعد اتهامه بالتورط في قضايا فساد.
وحول محاربة تركيا عبر الاقتصاد, أكد وزير الخارجية التركي أن هناك دولا عربية -لم يسمها- شاركت في ضرب الليرة التركية عن طريق شرائها الدولار, بهدف إضعاف الاقتصاد التركي.
وتشهد علاقات تركيا مع كل من السعودية والإمارات توترات عديدة نتيجة سياسات البلدين المعادية لتركيا إضافة لدعم الإمارات لوحدات حماية الشعب الكردية والتعاون مع نظام الأسد ضد تركيا.
إقرأ أيضاً: أردوغان يتحدث عن توسيع المنطقة الآمنة في سوريا.. بهذه الكلمات دافع عن الجيش الوطني
وكانت قد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة والرياض بتاريخ 3 أغسطس/ آب 1929، أعقبتها العديد من الزيارات المتبادلة، وتوقيع اتفاقات ومعاهدات في شتى المجالات.
وفي بدايات الألفية الثانية، ترسخت علاقات البلدين تزامنا مع زيادة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.
وشكلت زيارة العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى تركيا في 8 أغسطس 2006، نقطة تحول مهمة في تاريخ العلاقات، وشهدت توقيع 6 اتفاقات بين أنقرة والرياض.
وبحلول عام 2015، وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض، وقع البلدان اتفاقية التعاون الاستراتيجي.
وفي أبريل/ نيسان 2016 وخلال زيارة الملك سلمان إلى تركيا، وقع البلدان معاهدة لتأسيس مجلس التنسيق التركي السعودي، وعقد المجلس اجتماعه الأول برئاسة وزيري خارجية البلدين، في أنقرة بتاريخ 7 ـ 8 فبراير 2017.
وتبنت تركيا منذ اللحظات الأولى لجريمة اغتيال خاشقجي، داخل مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2018، موقفا إيجابيا عبر دعوة السلطات السعودية إلى التعاون لكشف الحقيقة.
حتى أن الرئيس أردوغان، وجه شخصيا دعوة إلى العاهل السعودي، للتعاون من أجل كشف الحقيقة في القضية، مستثنيا تورط الملك سلمان بهذه الحادثة بشكل كامل.
وواصلت أنقرة تبني لغة حذرة ومعتدلة تجاه الرياض بهذا الصدد، في خطوة الهدف الحفاظ على استقرار السعودية والمنطقة، وعدم السماح بأن تتسبب جريمة خاشقجي في زعزعته.