نجل مصطفى طلاس يكشف تفاصيل مثيرة عن توريث سوريا لـ”بشار الأسد”
الوسيلة – متابعات:
أكد رجل الأعمال فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السوري الأسبق الراحل مصطفى طلاس، أن الأخير أخبرهم بأن نظام الأسد لن يسقط حتى لو دمـ.ر البلد كاملاً (وهذا ما حصل), لأن حافظ الأسد نسج نظامه داخل النظام العالمي.
وتحدث طلاس في حوار مع قناة روسيا اليوم رصدته الوسيلة عن تفاصيل مثيرة تتعلق بإشراف والده على إحباط مخطط رفعت الأسد ومحاولته الانقلاب على أخيه, إضافة لعملية توريث والده بشار الأسد رئاسة سوريا بعد وفاة حافظ الأسد.
وقال طلاس: “في يوم وفـ.اة حافظ الأسد، اتصل القصر بمنزلنا وقال لوالدي إن الرئيس يطلبك، فاتجه على الفور، وهناك شاهد بشار وماهر وقال الاثنان له إن حافظ توفـ.ي وأنه طلب منهما التواصل معه من أجل الترتيبات التي كان أخبره بها سابقاً”.
وأضاف طلاس: “موضوع تسليم مصطفى طلاس السلطة في سوريا لبشار الأسد أخبره بها حافظ قبل وفـ.اته واتفقا عليها مسبقاً”. وجاءت موافقة طلاس على هذا الأمر لأنه كان يعتبر حافظ الأسد معلمه ولن يرفض له طلباً، وفق فراس.
وتابع فراس طلاس: “بعد لقائه ببشار وماهر، قام طلاس بجمع كبار الضباط والمسؤولين وأمر بترفيع بشار وتسليمه قيادة الجيش والقيادة القطرية، ثم طلب من عبد القادر قدورة جمع أعضاء مجلس الشعب لتعديل الدستور الذي تم، كما هو معروف، خلال خمس دقائق”.
فراس طلاس رأى أن ما حدث عام 2011 ليس ثورة, مطلقاً عليها “انفـ.جاراً”, تحول فيما بعد إلى حرب, وفق تعبيره.
وأوضح فراس ما جرى في بدايات الثورة: “مجموعة من كبار الضباط (علي دوبا – بدر حسن ابراهيم – شفيق فياض – عز الدين ناصر – أحمد ضرغام) قدموا إلى والدي بعد ما حصل في الجامع العمري بدرعا، وطلبوا منه أن يذهبوا معاً لبشار الأسد ليعترضوا عن ما يحصل ويرفضوا طريقة تعامل النظام، وقام والدي بالتواصل مع أبو سليم دعبول (مدير مكتب حافظ ومن بعده بشار) وطلب منه موعداً مستعجلاً مع بشار إلا أنه قال له سأتواصل معك لاحقاً، ولم يفعل ذلك”.
بشار الأسد رفض مقابلة كبار الضباط معتبراً أن لا شأن لهم في أمور البلد, وأنه لن يسمع لما سيقولونه له, حسب ما ذكر فراس.
وتابع فراس: “مساء، اتصل أخي مناف بوالدي، وقال له إن بشار اتصل به وقال له إنه يقبل بزيارة هو فقط ولا يقبل بزيارة الضباط لأن لا علاقة لهم بالبلد، وإن كان أحد يريد أن ينتقد سياسته فإنه لن يستمع لأحد”.
إقرأ ايضاً: كنية العائلة ليست الأسد.. ابن رفعت الأسد يكشف عن هوية والد حافظ الأسد (صورة)
وأشار فراس إلى أن الضباط كانوا قد اتفقوا مع والده على تناول الغداء في منزلهم في اليوم التالي ليتناقشوا في الموضوع، لكنهم فوجئوا بعد سماعهم رد بشار الأسد. وأكد فراس أن أحد الضباط الحاضرين أطلق شتيمة كبيرة, ولم يذهبوا للقاء بشار.
آخر مرة التقى فيها مصطفى طلاس مع بشار الأسد كانت عام 2010 (طعام غداء عند بشار)، بحسب ما لفت فراس, مبيناً أن والده لم يقابله أبداً بعد ذلك التاريخ ولم يتحدث معه بالهاتف، حتى بعد اندلاع الثورة.
ويكمل فراس سرده كواليس ما حدث بين عائلة طلاس وبشار الأسد, مشيراً إلى قرار خروجه وأخيه مع والدهما من سوريا، وذلك خوفاً من الانتقام منهم وتصفيتهم بعد أن قرروا الوقوف مع الشعب منذ الأسبوع الأول، حسب قوله.
وبين فراس قائلاً: “اجتمعنا بوالدنا وأكدنا له ضرورة خروجه معهنا من سوريا لكي لا يتم الضغط عليهما إن هو بقي في سوريا، فوافق على الخروج لحمايتهما، مقرراً الذهاب إلى منزل ابنته في باريس”.
كما تطرق فراس طلاس في حواره مع قناة روسيا للحديث عن تفاصيل ما دار بينهم بعد قرارهم مغادرة البلد, وعلاقة حديثه بالثورة السورية ومطالب الشعب بإسقاط النظام.
وقال فراس إن والده توجه له ولأخيه بالقول: “لا يمكنكم لا أنتم ولا الدول العربية إسقاط هذا النظام، سقوط هذا النظام هو تغيير لشكل النظام العالمي، لأن حافظ الأسد نسج نظامه داخل النظام العالمي”.
وبحسب فراس, فإن مصطفى طلاس كان على يقين بأن بشار الأسد لن يتنازل عن الحكم أبداً ولن يسقط نظامه حتى لو دمر سوريا بأكملها وهذا ما حصل بالفعل بعد استهداف القرى والمدن بكل أصناف السلاح والطائرات.
وأضاف فراس, نقلاً عن والده آنذاك: “لن تروا حجراً على حجر في سوريا، وهذا النظام لن يسلم الحكم”.
إقرأ أيضاً: فراس طلاس يكشف تفاصيل انقلاب رفعت على شقيقه حافظ الأسد.. ما علاقة معمر القذافي؟
وكشف فراس طلاس بأن رفعت الأسد طلب من أخيه حافظ قبل ترحيله إلى موسكو في العام 1984 مبلغ (200) مليون دولار، ما أجبر حافظ الأسد على طلب مساعدة معمر القذافي الذي قدم المبلغ المطلوب حلاً لـ”مشكلة رفعت”.
كما وجه فراس طلاس اتهامات للعميد محمد سليمان مستشار بشار الأسد، بتدبير اغتيال القيادي بحزب الله عماد مغنية، والتي دفع سليمان ثمنها لاحقاً.
مصطفى طلاس كان مجرمًا ويتفاخر في ذلك، حيث ساهم في كل مجازر حافظ الأسد الكبرى حتى نال ثقته لثلاثة عقود كاملة.
واعترف طلاس في أكثر من مكان أنه كان يوقّع شخصيًا مئات قرارات الإعدام، وهو ما جنى عليه بالنهاية مئات الملايين الدولارات، ورثها لأبنائه وأحفاده ليستطيعوا العيش في دول أوروبا الإمبريالية، بعد أن هيمنوا على إطعام الجيش لعدة عقود.
كما أن وزير الدفاع العتيد وجد في سوريا الأسد مكانًا ليؤسس دار نشر باسمه ليتقيّأ من خلالها بفنون الطبخ والسياسة والحرب التي يتقنها، ليست مزحة على الإطلاق، لطلاس كتاب عن الطبخ فعلًا.