هل توقفت الضربات الإسرائيلية في سوريا؟
الوسيلة – متابعات:
تقر قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي بأنه لن يكون بوسع إسرائيل مواصلة ضـ.رب الأهداف الإيرانية في سورية والعراق وفق ما ذكرت صحيفة إسرائيلية.
جاء ذلك في تقرير أعده المعلق العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”, يوآف ليمور، بحسب ما رصدت الوسيلة, اليوم الخميس 7 من تشرين الثاني.
وقال ليمور إن استراتيجية “المواجهة بين الحروب” التي في إطارها قامت إسرائيل على مدى أربع سنوات بضـ.رب الأهداف الإيرانية في سورية والعراق قد وصلت إلى نهايتها، في أعقاب تأكد تل أبيب من أن ثقة إيران بنفسها في أعقاب “هجـ.ومها الناجح” على المنشآت النفطية السعودية تعاظمت لدرجة جعلتها تقرر الرد على أي هجـ.وم إسرائيلي يستهدف مصالحها.
وأضاف ليمور أن قيادة الجيش تنطلق من افتراض مفاده أن عدم تعرض إيران لرد عسكري عقب الهجـ.وم على المنشآت النفطية السعودية يجعلها أكثر جرأة على اسـ.تهداف العمق الإسرائيلي، ردا على أي هجوم تتعرض له مصالحها.
وأشار ليمور إلى أن تحولاً كبيراً طرأ على استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي مؤخرا بشكل مفاجئ.
وتابع ليمور أن “المواجهة بين الحروب”، التي كانت تمثل مركز ثقل العمل العسكري في السنوات الماضية، قد انتهت دون أن يتمكن جيش الاحتلال من بلورة بديل عنها حتى الآن.
ووفق ما نوه ليمور فإن إسرائيل شرعت في تنفيذ استراتيجية “المواجهة بين الحروب” مطلع العقد الماضي، ووصل تطبيقها إلى ذروته أثناء الحرب الأهلية في سورية.
كما أن إسرائيل استغلت سنوات الحرب الأهلية بتحقيق خارطة مصالحها في سورية عبر شن العمليات العسكرية التي اعتمدت بشكل أساس على الغارات الجوية، حيث هدفت إلى: منع وصول أسلحة متطورة لـ”حزب الله” في لبنان، والحيلولة دون تمكن إيران من التمركز عسكرياً في سورية، وعدم السماح للتنظيمات “الإرهابية” باستهداف العمق الإسرائيلي انطلاقاً من الحدود السورية, على حد قول ليمور.
وأضاف ليمور أن إسرائيل صممت العمليات التي نفذتها في إطار هاته الاستراتيجية، بحيث لا تسهم في انفجار حرب في حال تم الكشف عن مسؤولية إسرائيل عنها.
إقرأ أيضاً: إسرائيل تؤكد دعمها لـ “قسد” وتوضح مصلحتها منهم
وأوضح ليمور في تقريره أنه: “لم يكن يمر أسبوع في الماضي دون أن تقوم إسرائيل بشن عمليات في عمق سورية، فقد مضت الآن عدة أسابيع دون أن تنفذ إسرائيل أية عملية عسكرية في العمق السوري”.
ورأى ليمور أنه على الرغم من أن الأزمة السياسية التي تمر بها إسرائيل والأعياد اليهودية التي تلعب دوراً في فرملة العمليات العسكرية، إلا أن السبب الرئيس يعود إلى إدراك القيادة العسكرية أن أي عمل عسكري ضد إيران يمكن أن يفضي حالياً إلى حرب شاملة.
إيران قامت بالرد أربع مرات على عدد كبير من الهجمات التي استهدفت مصالحها في سورية والعراق خلال العامين الماضيين بشكل مباشر وغير مباشر, وفق ما ذكر ليمور.
وتؤكد التقديرات الإسرائيلية أن قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قام بنشر قوات وعتاد متقدم في سورية والعراق واليمن، على اعتبار أن الرد على أي هجوم يستهدف مصالح إيران سيكون فورياً ومن كل هذه الجبهات.
وفي الوقت الحالي, فإن إسرائيل مطالبة ببلورة استراتيجية جديدة تمكنها من التعاطي مع التهديدات التي تمثلها إيران في المحيط, بحسب تأكيدات ليمور.
سابقاً, رسم السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن والنائب عن حزب الليكود، مايكل أورن، صورة سوداوية لنتائج أية حرب يمكن أن تنشب بين إسرائيل من جهة، وكل من “حزب الله” وإيران من الجهة الأخرى.
ويشير أورن إلى أن أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن في إسرائيل اطلعوا على تقدير متشائم جداً من قيادة الجيش حول نتائج الحرب القادمة مع إيران.
وقال أورن، في مقال نشرته مجلة “أتلانتك” الأميركية في عددها الصادر هذا الأسبوع, إن إسرائيل تضع في الحسبان قيام إيران باستهداف مقر وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب، رداً على تعرض أحد أهدافها الحساسة لضربة إسرائيلية.
ومن الممكن أن تقوم إسرائيل في أعقاب ذلك, بحسب أورن, باستهداف قيادة “حزب الله” في لبنان، مما يؤذن باندلاع حرب شاملة، يسقط فيها على إسرائيل 4 آلاف صاروخ يومياً.
إقرأ أيضاً: أردوغان يكشف عن موقوف مهم أصبح في قبضة تركيا
ويأتي ذلك انطلاقاً من أن منظومات الدفاع الجوية التي بحوزتها ستنهار في مواجهة الهجمات الصاروخية التي ستنطلق من لبنان وسورية والعراق واليمن، مما سيجعل الجبهة الداخلية عرضة لهجمات مباشرة،وفق أورن.
ويضيف أورن في مقاله: “إن إسرائيل كلها ستتحول إلى ساحة مواجهة”.
وعما سيحدث من تبعات إثر ذلك, أكد أورن أن ملايين الإسرائيليين سينزلون إلى الملاجئ، في حين سيتم إخلاء الآلاف من المستوطنين من المناطق الحدودية خشية تعرضهم للاختطاف في عمليات توغل خاطفة.
وستفضي الحرب إلى شل الاقتصاد الإسرائيلي والمرافق الحيوية والصحية، حسبما قال أورن, مرجحاً أن إيران ستمهد للحرب بهجمة إلكترونية لشل المرافق الحيوية في الدولة.
وتسعى إسرائيل بدعم أمريكي لإخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا، حيث كثفت من غاراتها الصاروخية مستهدفة مواقع إيرانية داخل سوريا.