منوعات

ما لا تعرفه عن عشتار التي أغضبت السوريين في دمشق

الوسيلة – متابعات:

أثار نحت لـ”عشتار” في العاصمة دمشق ، موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكونها (آلهة الحب والحرب عند البابليين) ظهرت عـ.ارية, ليصار فيما بعد إلى إزالة جسـ.د عشتار والإبقاء على الرأس فقط.

نحت عشتار دفع الكثير من المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن تلك المنحوتة “عشتار” وأصلها وبم تعرف لا سيما أن هذا الاسم يتردد على ألسنة الناس منذ القدم.

تعرف إلى عشتار

عرفت عشتار عند السومريين باسم عناة، وعند العرب عشتار، أما الإغريق فأطلقوا عليها أفروديت، وعرفت عند الأقوام السامية باسم عشتار وعشتروت، والرومان اسم فينوس.

وقبل ستة آلاف عام كان ظهورها الأول في بلاد سومر في العراق وسوريا وجنوب الرافدين، سواء بشخصها المرسوم على الأختام الأسطوانية وبعض المنحوتات، أو بالرمز الذي يدل عليها في الخط المسماري، وهو النجمة الخماسية التي تشير إلى كوكب الزهرة، ألمع الكواكب.

حضارات بلاد ما بين النهرين تعرف عشتار على أنها آلهة الحب والحرب والجمال والتضحية والخصب والنماء، سماها السومريون ملكة الجنة، وظهرت في معظم الأساطير القديمة، بتصويراتها ورموزها المتعددة كما تغنى بحبها الشعراء وتفنن بتصويرها الفنانون بالرسم والنحت.

إقرأ أيضاً: مصطفى العقاد الذي أظهر عظمة الرسالة المحمدية وصلابة أسد الصحراء عمر المختار

عشتار تظهر وفق التصورات على هيئة امرأة عـ.ارية تركب وحوشاً، وترمز بشكل عام إلى الآلهة الأم الأولى منجبة الحياة، وكان أحد رموزها الأسد، ومعبدها الرئيسي في نينوى قرب مدينة الموصل في العراق.

وبحسب ما ذكر حسن النجفي في كتاب “معجم المصطلحات والأعلام في العراق القديم”, فقد سادت عبادة عشتار في جميع حواضر العراق القديم، حيث اختصت بالحب والحرب، ما جعل البابليين يسمون أشهر بوابة في بابل على اسمها “بوابة عشتار”، وهي ابنة آلهة القمر، وحبيبة تموز.

أما لطفي الخوري فيؤكد في كتاب “معجم الأساطير” أن عشتار كانت تسمي نفسها بـ” آلهة الصباح” و”آلهة المساء”، وهي من أكثر الشخصيات شهرة في المجمع الإلهي الآشوري، وهي التشخيص الإلهي لكوكب الزهرة.

أسباب ظهور عشتار عـ.ارية

وفي تفسيره ظهور عشتار عـ.ارية, أوضح أيوب أبو ديّة في كتاب “الحجاب عبر التاريخ”، إلى أن عشتار تظهر عـ.ارية في التماثيل كما تماثيل الأم الآلهة القديمة والسمينة ذات الخصوبة التي تظهر بالشكل العـ.اري في معظم الأحيان، مع التركيز بشكل خاص على الأثداء والوركين دلالة على الخصوبة، فلم تكن تظهر فكرة “العـ.ورة” بعد.

وتقول الأسطورة إن عشتار، خلعت ملابسها عندما هبطت إلى العالم السفلي، تنفيذاً لقواعد ذلك العالم ،وفق كتاب النظام الأبوي لإبراهيم الساقي.

وكانت عشتار عند كل باب من أبواب العالم السفلي السبعة تخـ.لع جزءاً من ملابسها وحليها، لتصل أخيراً إلى ذلك العالم وتقف أمام ملكته عـ.ارية تماماً، وبلا قوّة، وترك حينها العالم في حالة من الفوضى بسبب غيابها نظراً لكونها ملكة الخصب، لتحرر أخيراً من سلطة العالم السفلي وتعود مجدداً سيدة على العالم.

فاضل عبد الواحد علي يشرح بكتابه “عشتار ومأساة تموز” المعتقدات والطقوس الخاصة بآلهة الخصب وبزوجها إله الخضار والماشية في وادي الرافدين.

آلهة الخصب في وادي الرافدين عرفت باسم “إنانا” وعرف زوجها إله الخضار والماشية باسم “دموزي”، كما يسموا بـ”عشتار وتموز”.

عشتار (المتحف البريطاني)

وكانت العلامة الصورية المستخدمة في كتابة اسم إنانا قد وجدت على أقدم ألواح الطين من عصر الوركاء، التي يعود تاريخها إلى ما بين 3200 و3000 قبل الميلاد، ما اتخذ دليلاً على أن عبادة عشتار كانت معروفة في سومر في وقت مبكر جداً، ربما سبق بداية الألف الرابع قبل الميلاد, وفق ما بين فاضل عبد الواحد.

عشتار والفلاح والعقاب

ويتناول عبد الواحد إسطورة عن آلهة الحب والجنـ.س، قصة فلاح اسمه “شو كليتودو”، الذي سولت له نفسه بارتكاب الخطيئة واغتـ.صاب آلهة الحب، مما كان سبباً في إنزال العقاب به وببلده.

وتقول الأسطورة إن فلاح كان دؤوباً على العناية بأرضه وحرثها، إلا أن العواصف الرملية كانت تعصف بزرعه، فتذهب جهوده أدراج الرياح، فحار في امره وأخذ يتطلع إلى السماء يمعن في نجومها عله يصل إلى حل يهتدي إليه.

وتوصل الفلاح إلى أن يزرع شجراً في أرضه وارفة الظلال، ونجحت الفكرة ونمت المحاصيل.

وبحسب الأسطورة فإن الآلهة “إنانا” أي عشتار جاءت ذات يوم لتستريح في ظل إحدى الأشجار بعد رحلة طويلة حابت خلالها الأرض والسماء، حيث كان الفلاح يراقبها من بعيد، وحينما لاحظ انها متعبة وغير قادرة عن الدفاع عن نفسها هاجمها واغتـ.صبها.

وتذكر الأسطورة أنه لما استفاقت صباح اليوم التالي تذكرت “إنانا” ما جرى، وصممت على الانتـ.قام، وإنزال العقاب بالفلاح و أرضه وبلده، فأرسلت عليه 3 بلايا، اولها جعلت الآباء تمتلئ بالدمـ.اء بدلاً من المياه، وثانياً، جعلت الريح تعصف بالبلاد، والثالثة لم تعرف لأن النص المسماري لم يتوضح خلاله ما كتب عنها، ثم يترك الفلاح قريته ويهرب إلى المدينة فتتعقبه الآلهة إنانا، لتنتـ.قم منه شخصياً.

رحلة عشتار إلى العالم السفلي

أكدت المصادر السومرية والبابلية أن الآلهة “إنانا” عشتار، والتي أصبحت زوجة للإله “تموز”، عزمت على القيام برحلة إلى العالم الأسفل، أي عالم الأموات، وهو ذو قوانين خاصة كان تحت سيطرة أختها الكبرى “إيرشكيجال” التي لا تحب أختها، وفق كتاب “عشتار ومأساة تموز”.

وكان سبب الزيارة رغبة الآلهة عشتار في إطلاق سراح الأموات وإعادتهم إلى عالم الأحياء، حسبما قيل ، ولم تتوقع عشتار ما كان في انتظارها من مكائد أختها التي عرفت بالزيارة مقدماً.

وكان لدى عشتار شكوكها، فطلبت من أقرب موظفة لديها أنه في حالة عدم عودتها أن تذهب إلى انكي، إله الحكمة، لإنقاذها.

وتذكر المصادر أن الآلهة عشتار ذهبت مرتدية تاجاً وملابس وحلى فاخرة إلى العالم السفلي الذي كانت له 7 أبواب، حيث قام حارس الأبواب بناء على أوامر أختها الكبرى بتجريد عشتار من بعض ملابسها عند عبورها كل باب حتى وصلت إلى أختها عـ.ارية.

أمرت الأخت 7 آلهة يعملون لديها بقـ.تل عشتار مباشرة، وهذا ما حدث لتبدأ الكـ.ارثة، فبمـ.وت الآلهة عشتار توقفت الحياة لتوقف التزاوج.

إقرأ أيضاً: بعد 15 عاماً على رحيله.. حقـائق لا تعرفها عن ياسر عرفات

وبحسب المصادر السومرية والبلية وعندما سمع إله الحكمة انكي بمصير عشتار وجد سبيلا للخلاص، عن طريق الاستعانة بخدمات “آصوشونامر”، أجمل فتى على الإطلاق، وأمره بالذهاب إلى العالم السفلي والإيقاع بأخت عشتار في حبه إلى درجة الذهول، ويجعلها أن تقسم بعمل كل ما يريد، وبعد ذلك يطلب منها إعادة الآلهة عشتار إلى الحياة.

وتسرد أحداث ما جرى بعد ذلك عندما سمعت الأخت برغبته بعودة عشتار إلى الحياة استشاطت غضباً، ولكن بعد فوات الأوان لأنها الآن ملزمة بالتنفيذ، فأعادت الآلهة عشتار إلى الحياة، ولكن بشرط أن تعثر عشتار على من يحل محلها في العالم السفلي.

وبعد أن قررت الآلهة عشتار الخروج مع 7 من شياطين العالم السفلي بحثاً عن سيء الحظ وأثناء البحث شاهدت زوجها الإله “تموز” ولدهشتها لم يكن حزيناً لوفاتها.

أثار غضب عشتار حيث طلبت من الشياطين أن يأخذوه فانهالوا عليه ضرباً وسحبوه إلى العالم السفلي.

عشتار

وبحسب روايات الأسطورة رأى سكان وادي الرافدين نزول الإله تموز إلى العالم السفلي أنه بمثابة وفاته وهذا ما يشير إلى مراسيم دينية خاصة في شهر تموز، حيث سمي ذلك الشهر على اسمه، وهي الفترة التي تنعدم الأمطار في وادي الرافدين وتنقطع الزراعة، وتضمنت المراسيم نحيب وعويل وبكاء النسوة البالغ.

وتضيف المصادر أن الآلهة عشتار شعرت بتأنيب الضمير لإنزاله مكانها إلى العالم السفلي، فهي في الحقيقة مغرمة به، فطلبت من أختها تسوية لإرضاء الجميع، وكان لها ما أرادت وهي أن يقضي الإله تموز في عالم الأموات 6 أشهر تبدأ بشهر تموز وتموت أثناءها الزراعة والماشية وينتشر القحط ويغادر بعدها ذلك العالم إلى عالم الأحياء، أي أنه يعاد إلى الحياة، وتعود الزراعة والخير معه وتأخذ مكانه أخته للفترة نفسها ثم يعود تموز إلى عالم الأموات وهكذا تدار الأيام.

وقد أصبح خروج تموز من العالم السفلي بعد 6 أشهر عند أهالي وادي الرافدين بمثابة ميلاده، بينما كانت بداية السنة الجديدة عند سكان وادي الرافدين والموافق بداية شهر نيسان من كل عام بمثابة زواجه.

وأخيراً:

تعتبر عشتار إحدى الآلهة الكبرى في الشرق الأدنى القديم، إذ كان يطلق عليها إنانا في العصر السومري. واعتمادًا على الأساطير السومرية، فإن عشتار كانت شقيقة الإله شمش “شمس”، وهي إلهة العدالة، وابنة الإله أنو المتربع على عرش الآلهة في المجمع الإلهي السومري في أوروك.

نجمة الصباح، كان شعارها, حيث كانت على الدوام تعتلي الأسود، وتحمل جعبة وسلاحًا بيد وصولجان الملك بيدٍ أخرى، حين كانت تمشي بجانب الملك وتساعده في حروبه.

زر الذهاب إلى الأعلى