أخبار سوريا

حجي مارع.. تعرف على الرجل الذي دخل القلوب دون استئذان (فيديو)

الوسيلة – خاص:

في الثامن عشر من شهر تشرين الثاني نوفمبر 2013, ألمّ بالسوريين حزن كبير على رحيل أحد أبرز قيادات المعارضة السورية.

وذلك بعد أن أعلنت قيادة “لواء التوحيد” نبأ وفـ.اة قائدها العسكري عبد القـ.ادر الصالح “حجي مارع” إثر إصـ.ابته بقصـ.ف جوي.

يعد تواجده باجتماعاً عسكرياً للواء في مدرسة المشاة الواقعة بريف حلب الشمالي.

لم يكن إعلان نبأ استـ.شهاد “حجي مارع” الشخصية الأكثر شعبية في الثورة السورية، بالأمر السهل.

فقد خصص نظام الأسد مكافأة 200 ألف دولار لمن يقـ.تله، نعاه السوريون على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم.

وصار حديثهم في كل الجلسات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت بصوره التي ما زالت حاضرة إلى هذا اليوم.

بداية الحجي

قبل انخراط “الصالح” في الثورة السورية، كان يعمل في تجارة الحبوب والمواد الغذائية، وقد بدأ طريقه بتنظيم المظاهرات السلمية، في مدينته “مارع” في شمال حلب، والتي تبعد عن الحدود التركية السورية حوالي 25 كيلومتر.

ثم انتقل بعد ذلك لقيادة بضعة رجال في مدينته، ثم إلى قيادة عدة كتائب مقـ.اتلة بسيطة العدد والعتاد.

ومع ضرورة إيجاد كيان عسكري منظم وقوي يستطيع ردع قوات الأسد نجح “الحجي” في جمع الكتائب الصغيرة المقـ.اتلة ضد نظام الأسد إلى أكبر تجمع للثوار وهو “لواء التوحيد”.

عبدالقادر الصالح يتجول على الموتور في أحياء حلب المحررة – 2012

ويعد لواء التوحيد أول من دخل حلب المدينة التي تأخرت في لحاق ركب الثورة السورية، وتجلت قوة اللواء في معارك أحياء صلاح الدين والصاخور وسيف الدولة، اللواء الذي إنضم تحت رايته أكثر من 10000 مقاتل يمتلكون تسليحاً خفيفاً ومتوسطاً، والقليل من السلاح الثقيل المصادر من مخازن ومراكز ميليشيات النظام.

ترك “حجي مارع”، وراءه حملاً ثقيلاً وفصيلاً عسكرياً كان يعتبر من أكبر الفصائل العسكرية المقاتلة ضد النظام في سوريا، لكنه تفكك بعد استشهاده بوقت قصير.

الصالح عن قرب

لا يتعدى عمر عبد القادر الصالح الـ 33 عامًا آنذاك، إلا أنه صقل لنفسه شخصية جمعت العديد من الكتائب حوله، إذ أنه من القلة القليلة التي تجتمع على محبتها كل الفصائل المقـ.اتلة المعارضة في سوريا.

كان الرجل معروفاً ببساطة عيشه وبتواضعه، حتى أن عائلته مكثت في مسقط رأسه “مارع” إلى فترة ليست بالبعيدة، وقد ذكر أبناء بلدته أن “الصالح” في زيارته الأخيرة طلب أن يُحفر قبره وأوصى بأن يُدفـ.ن في “مارع”، وهو ما حدث.

أصبح “الحجي” رمزاً من رموز الثورة في حلب، وشارك في تحرير مناطق الريف الشمالي لحلب ولعب دوراً أساسياً في تحرير العديد من القطع والمنشآت العسكرية والمواقع الحساسة من قبضة النظام سواء بالتخطيط أو المشاركة مع الثوار.

حجي مارع

وللصالح مواقف مشهورة كان أهمها وأكثرها صدى هي مؤازرته لمدينة القصير بحمص في الوقت الذي امتنعت العديد من الكتائب حينها عن الذهاب للقصير لمواجهة قوات الأسد مدعومة بعناصر وميليشا حزب الله اللبناني.

وعُرف عن عبد القادر الصالح تمتعه بكاريزما عالية، وشعبية كبيرة في محافظة حلب، ومن أقوال الصالح المشهورة أن “الدولة الإسلامية لن تفرض على سوريا بقوة السـ.لاح أبداً”، وذلك على الرغم من توجهاته الدينية.

المتهـ.مة الأولى

ملف تصفـ.ية حجي مارع أثار جدلاً واسعاً بين أوساط السوريين, واتهامات وجهت إلى عدة جهات آنذاك، حيث كشفت مواقع محلية أن المتهمين غالبيتهم لديهم ملف سيء، في التعامل مع النظام، والمخالفات القانونية والأخلاقية.

وأكدت جريدة “زمان الوصل”، وفق وثائقها أن المخابرات السورية كلفت امراة تدعى “ملك أوزون”، عضو في حزب البعث، وتتعامل بشكل مباشر مع المخابرات السورية بـ”التواصل مع الجماعات الإرهـ.ابية” من أجل معرفة أماكن تواجد الحجي.

بطاقة مهمة ملك أوزون

وأضافت الجريدة أن شخصاً يدعى “عمار عساف”، قيادي سابق في “لواء التوحيد”، تزوج من شقيقة ملك أوزون، وتدعى وفاء، رغم أن الأخيرة متزوجة، ورفض زوجها الطلاق منها، ووفقاً للموقع فإن زواج عساف من وفاء جاء بعد الضغط على شقيقتها ملك التي ثبت لاحقا أنها المتهمة الأولى بالإبلاغ عن مكان عبد القادر صالح.

هل للسعودية والإمارات علاقة بتصفية الحجي؟

من جانبها قالت صحيفة “يني شفق” التركية، 4 كانون الثاني 2019، إن الإمارات والسعودية متورطتان بتصفـ.ية قيادات من المعارضة السورية العسكرية؛ بعد تزويد نظام الأسد بمواقع وجود هذه القيادات، الذين زوّدتهم مسبقاً بعشرات هواتف “الثريا” المتّصلة بالأقمار الصناعية.

وبيّنت الصحيفة في تقريرها الذي رصده موقع الوسيلة آنذاك، أن ما يقارب 80 قيادياً معارضاً لنظام الأسد اغتـ.يلوا في سوريا، بين عامي 2012 و 2014، أرسلت لهم السعودية والإمارات المئات من هواتف “ثريا” متّصلة بالأقمار الصناعية، وشاركت مواقع أهم أسماء قياديي الثورة السورية الذين يمتلكونها مع أجهزة استخبارات نظام الأسد.

صورة لجهاز الثريا

وبحسب الصحيفة، فقد تسبّبت أبوظبي والرياض عبر هذه الخدعة بمقـ.تل عبـ.د القـادر الصالح قائد “لواء التوحيد” وكل من زهـ.ران علوش قائد فصيل “جيـش الإسـ.لام”، وحسـ.ان عـبود قائد حركة “أحـ.رار الشام”.

وأوضحت يني شفق، على لسان أحد قيادات الجيش السوري الحر، أن أبوظبي أرسلت هواتف “ثريا” الإماراتية، و”إنمارست” البريطانية، وأعطوا “الشيفرات” الخاصة بهذه الهواتف لنظام الأسد في دمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى