عشيق بشرى الأسد ينتـقد بشار الأسد ويشير إلى تنحيه!
متابعة الوسيلة:
نشر موقع «روسيا اليوم» الحكومي مقالة للكاتب المقرب من الخارجية الروسية رامي الشاعر، وضع فيها تصورا للخطوات المطلوبة لتعزيز مسار التسوية، بحسب ما رصدت الوسيلة.
وبرزت في موسكو مجدداً دعوات لافتة إلى حكومة النظام السوري بالتخلي عن خطابها السابق والإقرار بأهمية القيام بخطوات أساسية لإنهاء الحرب في البلاد.
واتخذت تلك الدعوات التي جاءت على شكل «رسائل غير مباشرة» بعداً أوضح من خلال الإشارة الضمنية إلى أهمية أن يستعد “بشار الأسد” إلى التنحي عن السلطة خلال الانتخابات المقبلة.
وقال الشاعر في مقالته أن “سوريا بمعظمها غارقة في الدمار، وعملية التعافي السياسي تسير ببطء شديد، فيما العقبات على كل ناصية، وإحداها خطر تجدد الاقتتال الأهلي”.
ووضع الكاتب المقرب من الخارجية الروسية خطة لتجاوز هذا الأمر قائلاً: “لدرء هذا الأمر ينبغي على السلطة كما المعارضة توضيح وتحديد بضع المسلمات”.
وأضاف الشاعر: “أنا أعلم أن موقف سوريا الرسمي هو التالي: لا تشهد البلاد حرباً أهلية، بل مواجهة طاحنة مع داعش وحلفائه”.
وتابع: “إن هذه المواجهة حقيقة واقعة ومديدة ودموية، لكن الأحداث اندلعت من المواجهة ما بين السوريين أنفسهم، واستغل التنظيم الإرهابي ” داعش” وَهَنَ الدولة وتغلغل في سوريا وجعل من المعارضة المتشددة حليفه الأوثق”.
واعتبر أنه وطالما أن المواجهات المسلحة قد اندلعت بين القوات الحكومية والمعارضة فإن ما جرى هو “حرب أهلية” لا تحتمل أي تسميات أخرى، ورأى أن كل الأطراف تتحمل مسؤولية وذنب ذاك الانفجار.
وتابع الشاعر: “انطلاقاً من قناعتي أن الحكومة ارتكبت، بدورها، جملة أخطاء كبيرة، جرى استغلالها سواء من قبل الخصوم الداخليين، أو من الأعداء خارج الحدود، أو حتى ما وراء المحيط”.
وعدد عناصر أخرى وصفها ب “الاستفزازية” ساعدت في تأجيج الحريق وهي، تحكم مجموعة أشخاص استندت إلى قاعدة اجتماعية ضيقة، تحكمت بإدارة سوريا على مدار نصف قرن .
وقال “زد على ذلك أن تلك المجموعة تقف على رأسها سلالة، فالرئيس بشار الأسد أصبح وريث والده في الحكم، السلالة ممكن أن تكون مفيدة في مهن معينة، كالموسيقى أو الدبلوماسية وما شابه”.
وتابع: “مسألة توريث بشار الأسد أعطت المعارضة الحجة للحديث عن “لا قانونية تبادل السلطة” في الدولة، يضاف إلى ذلك أن الروابط العشائرية والطائفية كانت طافية على السطح في تركيب أجهزة الدولة”.
واعتبر أن مداواة الجراح التي أنهكت البلاد، وعودتها إلى درب السلم وبناء ما تهدّم، مهمة مستحيلة التحقيق في حال لم تتشارك فيها كافة القوى السياسية والشعب السوري بأسره.
وزاد أن التسوية تحتاج توافر جملة شروط ضرورية، أهمها «تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254» منتقدا تصريحات الأسد أخيراً حول «انتهاء مسار جنيف»0
واستدرك “يحدوني الأمل بأن الرئيس السوري لم يقصد بذلك التخلي عن القرار الأممي 2254 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي والذي على أساسه جرى إطلاق مسار جنيف الرامي إلى إحلال السلام وإجراء انتخابات حرة في سوريا”.
إقرأ أيضاً: روسيا تؤيد لقاء أردوغان وبشار الأسد.. هذا ما تنتظره لعقد اللقاء!
وشدد على أهمية أن تعي حكومة النظام السوري أن “مقررات سوتشي ومسار أستانة، والتفاهمات بين تركيا وروسيا وإيران هي الاستكمال الطبيعي لمفاوضات جنيف وصياغة تسوية سياسية”.
وأشار إلى أنه “من دون تطبيق القرار 2254 يصعب على سوريا الاعتماد على أعضاء مجلس الأمن ليس فقط في إيجاد تسوية شاملة للمسألة السورية وإنما أيضاً في انتظار المساعدة في إعادة الإعمار”.
وقال إن “الشرط الثاني الهام، هو واجب الحكومة السورية في تقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات لعمل اللجنة الدستورية في صياغة مشروع دستور جديد يحوز على رضا كافة الأطراف المعنية”.
والشرط الثالث “وفاء السلطات السورية بكافة تعهداتها، الالتزام بتطبيق قانون العفو العام والتخلي عن الملاحقات للمعارضين، ووضع خطة عقلانية ومدروسة ومعلّلة علمياٌ لإعادة إعمار الحواضر التي أصابها الدمار”، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن الأسد ارتكب أخطاء في السياسة كما في الاقتصاد، وأنه يسرف في الثقة بالمحيطين والمقرّبين وزاد: «لنعترف، بلا مواربة، أن الأمور ليست كلها في يده، فمعروفٌ أن كثيرين، ممن انتدبهم صلاحيات معينة، من أنصار السياسة القاسية الاستبدادية في إدارة البلاد، يميلون إلى الحفاظ على نمط الاستبداد في الدولة».
ونوه إلى أنه «على بشار الأسد أن يوفر الظروف لتبني الدستور الجديد، ويؤكد استعداده لتقبل إرادة السوريين في الانتخابات المرتقبة، وإذا استدعى الأمر سيكون ملزماً بالاعتراف بصوابية المرحلة الانتقالية في سوريا، بل وبحكومة انتقالية”.
وحملت تلك العبارة أول إشارة تصدر من طرف في موسكو بأن على الأسد أن يكون مستعداً للتنحي، برغم أن الكاتب أضاف أن هذا لا يعني اعتزال السياسة و”بمقدوره أن يثبت في مناسبات أخرى قدراته كسياسي وقائد، خاصة أن عمره يسمح له بذلك”، وفق تعبيره.