بوتين يبعث برسائل تحذيرية إلى بشار الأسد.. فهل نفد صبر روسيا؟
الوسيلة – خاص:
وجهت روسيا رسائل واضحة إلى رأس النظام السوري بشار الأسد بضرورة الدفع لتحريك العملية السياسية في سوريا والانخراط في الجهود التي تبذلها روسيا عبر اللجنة الدستورية.
وجاءت هذه الرسائل عبر المندوب الرئاسي الروسي إلى دمشق ألكسندر لافرنتييف الذي التقى بشار الأسد قبل أيام من اجتماع آستانة، وبعد أيام على فشل انعقاد الجولة الثانية من اجتماعات اللجنة الدستورية المصغرة بسبب تعنت وفد النظام وإصراره على ثوابت وطنية لا مكان لها في تلك الاجتماعات.
مصدر روسي, قال لصحيفة “الشرق الأوسط“، بحسب ما رصدت الوسيلة إن زيارة لافرنتييف إلى دمشق لها أهمية إضافية في توجيه رسائل واضحة إلى حكومة النظام السوري بالدفع نحو العمل السياسي في سوريا.
وأضاف المصدر الروسي الذي لم تسمه الصحيفة أنه آن الأوان لدفع التحرك السياسي، والانخراط أكثر في الجهود الجارية من جانب موسكو. وأكد المصدر الروسي أن بديل ذلك سيكون تخريب أميركي أكبر، وتعقيدات جدية جديدة.
وأشار المصدر الروسي إلى أن توفير أرضية لاستئناف الأعمال القتالية في أكثر من منطقة في سوريا قد يكون من بين تلك التعقيدات الجديدة.
مشاكل جدية لموسكو مع الأسد
ولم تخف أوساط روسية وجود مشكلة جدية لموسكو مع نظام الأسد، تتمثل في شقين: أولهما أن خطاب نظام دمشق القائم على أساس أنه خرج منتصراً من الحرب الأهلية، ما يعني عدم الاستعداد لتقديم تنازلات داخلية جدية لتحسين الأداء السياسي والاقتصادي، ولدفع ملف المصالحات على أساس يلبي مصالح كل الأطراف.
بينما يتعلق الشق الثاني, بحسب ذات المصدر الروسي, بدفع عمل اللجنة الدستورية التي رأت فيها موسكو مفتاحاً أساسياً لبلورة مسار التحرك نحو التسوية السياسية النهائية.
كما يشير ذات المصدر إلى أن أطرافاً روسية انتقدت بشكل واضح تعمد نظام الأسد التعامل بـ”عجرفة” مع الأطراف الأخرى في اللجنة، وإمعانه في اشتراط أن ينطلق عملها بإصدار “بيان سياسي”, تم إقحامه عمداً لعرقلة التقدم في هذا المسار.
إقرأ أيضاً: تركيا تعلن بدء التسوية السياسية في سوريا.. ماذا عن بشار الأسد!
ولم يصدر عن وزارة الخارجية الروسية أي توضيح حول أهداف زيارة لافرنتييف إلى دمشق على رأس وفد دبلوماسي وعسكري, مكتفية بالتعميم والحديث أن اللقاء مع بشار الأسد “تناول بشكل موسع وتفصيلي الوضع على الأرض”.
صحيفة العرب نقلت عن مصدر في المعارضة السورية تأكيده أن “وفدها (المعارضة) التقى دبلوماسيين روس في جنيف الأسبوع الماضي أكدوا أن الوضع في الجولة المقبلة لعمل اللجنة سيصبح أفضل”.
فشل الجولة الثانية
وفشلت الجولة الثانية من اجتماعات المجموعة المصغرة للجنة الدستورية في جنيف, بسبب رفض وفد النظام السوري مقترح وفد المعارضة الذي تضمن مناقشة بنود الدستور مباشرة، في حين أصر النظام على مناقشة ما أسماها “ركائز وطنية تهم الشعب السوري” قبل الخوض في بنود الدستور.
وكذلك رفضت المعارضة مقترح “الركائز الوطنية” والذي تضمن إدانة التدخل التركي في سوريا، إلى جانب الدعوة إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا, ومحاربة الإرهاب.
وسبق أن مارست روسيا ضغوطاً على نظام بشار الأسد وإجباره على الموافقة على تشكيل اللجنة الدستورية وعقد أولى اجتماعاتها أواخر تشرين الأول الماضي.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون قد أكد أهمية انعقاد “اللجنة الدستورية”، مثمناً مخرجات الجولة الأولى.
وقال غير بيدرسون في إحاطته لمجلس الأمن الدولي، في 22 من تشرين الثاني الماضي إن الجولة من اجتماعات الدستورية أتاحت تبادلًا واسع النطاق للأفكار بين مجموعات النظام والمعارضة والمجتمع المدني.