بشار الأسد يعفو عن طل الملوحي وعلي مملوك يمنع إطلاق سراحها!
تناول المحامي السوري ميشيل شماس مسألة طل الملوحي التي قضـ.ت زهرة شبابها في السجـ.ن ظلـ.ماً وبهتـ.اناً، والتي كان من المفترض أن يُطلق سـ.راحها منذ أن قررت محكـ.مة الجـ.نايات بحمص إطـ.لاق سـ.راحها في 24/10/2013.
وقال شماس في مقال نشره موقع بروكار برس ورصدته الوسيلة أنه وخلافاً لأحكام القانون السوري تم الاحتفاظ بطل الملوحي في سجـ.ن عدرا بناء على أوامر شخصية من اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني الذي أصرّ على عدم إطـ.لاق سـ.راحها حتى بعد انتهاء محكـ.وميتها.
وأضاف شماس أن الملوحي بقيت محتـ.جزة في السجـ.ن بدون أي مذكرة قضـ.ائية، إلى أن تفتقت عقلية المملوك عن تلفيق تهـ.مة “حيـ.ازة المخـ.درات بقصد التعـ.اطي” لها وهي في السجـ.ن وذلك لتبرير وتغطية احتـ.جازها غير القانوني، وحتى بعد أن أصدر الأسد “عفواً” بتاريخ 14/9/ 2019، عن كامل العقوبة المتهـ.مة بها.
وأوضح المحامي السوري أن “طل” كان من المفترض أن يطلق سـ.راحها استناداً لمرسوم العفو، إلا أن تعليمات علي مملوك قضـ.ت باستمرار احتجـ.ازها في سـ.جن عدرا، في إصرار واضح على إبقائها محتـ.جزة بأي طريقة ضـ.اربين عرض الحائط بكل القوانين ومراسيم العفو التي يتشدقون بها.
واشتهرت طل الملوحي المولودة في مدينة حمص بتاريخ 2/1/1991 قبل اعتـ.قالها بنشاطها المدني في سن مبكرة من عمرها، حيث كانت تنشر في مدونتها على الإنترنت آراءها عن الإصلاح والانتقال إلى الديمقراطية في سوريا.
ولفت شماس إلى أنه تم استدعاءها لأول مرّة من قبل أجهزة الأمن، وهي لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها بعد مناشدة وجّهتها عبر موقع “النادي السوري” إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد عام 2006.
حيث دعته إلى الإسراع في عملية التحوّل الديمقراطي بالبلاد، بصفته “رئيساً” للبلاد يحتم عليه منصبه وقف الفسـ.اد المستشري، بعد أن ذكّرته بالوعود التي سبق وأطلقها في خطاباته.
وفي العام التالي تكرّر استدعاء أجهزة الأمن السورية لها، حيث استدعيت ثلاث مرات على الأقل، قبل أن تضطر إلى الانتقال مع أسرتها للسكن في القاهرة.
وطن يرتجيك
وتابع شماس قائلاً: بقيت “طل” في القاهرة حوالي ثلاث سنوات ثم عادت مع أسرتها إلى دمشق في صيف 2009 وتابعت نشر المقالات والقصائد في مدونتها كان من بينها قصيدة بعنوان “وطن يرتجيك” مؤرخة في 8/12/2009 جاء فيها:
بئس الحياة نباع فيها ونُشرى، فمن يرتضي ذاك، فهو بالعبد أحرى، فلنا عزة، دونها الشمس، وإلا، فاحفر لنا الآن قـ.برا.
وأكد شماس أنه بتاريخ 27/ 12/ 2009 قام عناصر من أمن الدولة باعتـ.قال “طل الملوحي” واقتادوها إلى جهة مجهولة، وبقيت محتجزة في مكان مجهول حتى أوائل نوفمبر 2010 عندما أعلن المحامي خليل معتوق أنه تم إيداعها سجن دوما للنساء تمهيداً لمحـ.اكمتها أمام محكـ.مة أمن الدولة العليا.
وقال أن جـ.رمها “إفشاء معلومات يجب أن تبقى مكتومه حرصاً على سلامة الدولة لمنفعة دولة أجنبية”، وفقاً للمادة 273 من قانون العقوبات العام، على خلفية توقيعها على رسالة موجهة للرئيس الأمريكي باراك أوباما تحييه على مواقفه وتطالبه باتخاذ المزيد من المواقف المنصفة للعرب والمسلمين ولدعم قضية الديمقراطية.
وأيضاً لتلبيتها دعوة السفارة الأمريكية في القاهرة لحضور الاحتفال بعيد الاستقلال الأمريكي بالإضافة إلى نشاطاتها وآرائها التي كانت تنشرها في مدونتها على الإنترنت عن الإصلاح والانتقال إلى الديمقراطية في سوريا.
وأشار المحامي السوري إلى أنه ورغم كل ما روّجه وأشاعه الإعلام الرسمي من حكايا وقصص عن “طل الملوحي”، أصرّ الأستاذ خليل على التوكل والدفاع عنها. لاقتناعه بأن الاتهـ.امات ملفقة وغير صحيحة.
ومع إنكار “طل” كافة التهـ.م المنسوبة لها أمام محكمة أمن الدولة العليا وبحضور المحامي خليل معتوق، الذي حاول جاهداً تبرئتها، إلا أن محكـ.مة أمن الدولة تجاهلت كل دفوعه.
واعتمدت كل الاتهـ.امات التي ساقها منظمو الضبط الأمني، وأصدرت حكمها على “طل الملوحي” بالسجـ.ن لمدة خمس سنوات، تبدأ من تاريخ توقيفها في 27/12/2009 وتنتهي ضمناً بتاريخ 26/12/2014 ليكون أول حكـ.م على أصغر معتـ.قلة رأي في ذلك الحين.
وبين المحامي شماس أنه وبعد اندلاع المظاهرات الشعبية ضد نظام الأسد في آذار/ مارس 2011، قررت السلطات الأمنية نقل كل النساء من سجن دوما بمن فيهم طل الملوحي والدكتورة فداء الحوراني إلى جناح خاص في سجن عدرا خوفاً من أن يقوم أهالي دوما بإطلاق سراحهنّ.
كما اعتـ.قل النظام في العام التالي محامي طل خليل معتوق وما زال حتى تاريخه محتجزاً، من دون أن نتمكن من معرفة مصيره ولا مكان احتجازه ولا التهـ.م الموجهة له.
علي مملوك يتدخل!
وبعد قرار محكـ.مة الجنايات بمدينة حمص إعفاءها من ربع المدة، وإطلاق سـ.راحها فوراً بتاريخ 24/ 10 / 2013، لكن “طل” لم تخرج من السجـ.ن، إذ أن دورية من مخابرات أمن الدولة اعتقـ.لتها مجدداً من داخل السجن، واقتادتها إلى أقبية مكتب الأمن الوطني الذي يرأسه اللواء مملوك، وفق شماس.
وأكد المحامي السوري أنهم تفاجئوا وبعد حوالي أربعة أشهر بإعادة “طل مجدداً إلى سجـ.ن عدرا، ولكن هذه المرة بدون أي مذكرة قضائية، بل استناداً لمذكرة أمنية موقعة من علي مملوك.
وأكمل المحامي شماس: بتاريخ 26/ 12 / 2014 أنهت “طل” مدة محكوميتها البالغة خمس سنوات، وكان يجب إطلاق سراحها لتنفذيها الحكم، إلا أنه ورغم المناشدات بما فيها مناشدة الأسد شخصياً بإطلاق سراحها تنفيذاً لأحكام القانون، إلا أن قرار الأسد كان بإبقائها محتجزة في السجن.
واستدرك شماس قائلاً: منذ ذلك الحين تم التحفظ عليها في سجن عدرا بدون أي مذكرة قضائية، إلى أن لفقت لها المخابرات السورية تهـ.مة حيازة مخـ.درات بقصد التعـ.اطي بتاريخ 29 / 1 / 2018، حيث تمت محاكـ.متها بجـ.رم لم ترتكبه وحكم عليها بالسجـ.ن لمدة سنتين للتغطية على قرار احتجازها غير القانوني.
إقرأ أيضاً: برلمان بشار الأسد يجري تعديلات كارثية على قانون الخدمة العسكرية
ولم يطلق سراح الملوحي, بحسب شماس, رغم إصدار الأسد مرسوم العفو عن بعض الجـ.رائم المرتكبة قبل تاريخ 14/ 9 / 2019 , إذ أن العفو المذكور في المادة السابعة منه شمل كامل العقوبة في جـ.ريمة حيازة المخـ.درات بقصد التعاطي.
وتم التحفظ على طل مجدداً في سجن عدرا لصالح مكتب الأمن الوطني بتعليمات من اللواء علي مملوك خلافاً للقانون ولمرسوم العفو الذي أصدره رئيسه بشار الأسد.
وعلق شماس على تعنت نظام الأسد وإصراره على إبقاء الملوحي خلف القضبان, محاولاً معرفة أسباب ذلك, وقال: “سألت نفسي كثيراً عن سبب هذا الإصرار على إبقائها محتجزة مع أنها نفّذت الحكم الصادر بحقها منذ خمس سنوات، ومع أن عفواً صدر عن الأسد شمل كامل العقوبة التي لُفقتْ لها، فلم أجد أي سبب”.
ودعا المحامي السوري إلى رفع الصوت عالياً من أجل إطلاق سراح “طل الملوحي” وجميع المعـ.تقلين والمخطـ.وفين في سجون الأسد ومعارضيه من الميليشيات والجماعات المسـ.لحة, بعد مضي عشر سنوات على سـ.جنها واعتـ.قالها.