أخبار سوريا

محلل سياسي مقرب من روسيا ينتقد بشار الأسد ويحمله مسؤولية هذا الأمر!

تحدث الكاتب والمحلل السياسي المقرب من روسيا رامي الشاعر عن جهود روسيا لإيجاد حل للأزمة السورية وعرقلة رأس النظام السوري بشار الأسد هذه الجهود السياسية وعدم جدية النظام حيالها.

واستعرض الشاعر في مقال نشرته صحيفة “زافترا” الروسية، ورصدته الوسيلة أهم أحداث العام 2019 والعراقيل التي واجهت الجهود الروسية في مواجهة أزمات العام الحالي.

وأشار الشاعر إلى توقيع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مرسوماً بالاعتراف بمرتفعات الجولان جزءاً من إسرائيل، وفرض العقوبات الأمريكية على طهران، وتوتر الصدام بين الولايات المتحدة وإيران حتى وصل لحافة العمليات العسكرية في مضيق هرمز في يونيو الماضي, وانسحاب القوات الأمريكية كأهم أحداث عام 2019.

ورأى الشاعر المقرب من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أهم الأحداث الإيجابية، كان الحفاظ على اتفاق “أستانا” بين روسيا وتركيا وإيران، الذي تحول إلى ضمانة قوية وأكيدة، لإحلال السلم والاستقرار في سوريا تدريجيا، رغم كل الصعاب التي يواجهها تحقيق هذا الهدف.

وأكد الشاعر أن حل المشكلة السورية يتوقف الآن على تنفيذ كل أطرافها لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الصادر في ديسمبر عام 2015، وعلى نجاح عمل اللجنة الدستورية المناط بها وضع دستور جديد لسوريا، يراعي مصالح كل أطياف المجتمع السوري.

وانتقد الشاعر نظام الأسد والمعارضة, مبيناً أنهما لا يسعيان إلى تحقيق أي تقدم تجاه البدء العملي في الوصول إلى التسوية السياسية المنشودة، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

ولفت الشاعر إلى أن هذا الأمر يعني استمرارا للأزمة بلا حل وازدياد معاناة الشعب السوري. كما حمل الشاعر مسؤولية فشل عمل اللجنة الدستورية إلى رأس النظام بشار الأسد بشار الأسد بالدرجة الأولى، وحكومته.

إعادة إعمار سوريا

وأبدى المحلل السياسي المقرب من روسيا استغرابه من تصريحات الأسد لقناة “فينيكس” الصينية حول إعادة إعمار سوريا، وقوله بأن المشاريع الاستثمارية لإعادة البناء في سورية هي عملية مربحة جدا، وليست عملية قروض أو مساعدات بدون مقابل، في وقت يعيش فيه السوريون أوضاعاً معيشية قاسية منذ سنوات الحرب.

وقال الشاعر مستغرباً حديث الأسد: “هل تتوفر لدى الشعب السوري الإمكانية لشراء بيوت ومساكن بعد هذا الدمار، الذي دفع السكان إلى التشرد والجوع بعد فقدهم كل ممتلكاتهم؟ اعتقد أنه كان من الأجدى للرئيس السوري استغلال أي لقاء مع وسائل الإعلام، لتوجيه مناشدة إلى المجتمع الدولي بأجمعه لتقديم العون والمساعدة للشعب السوري، بدلا من التفكير في الربح والعائد المجزي للشركات الأجنبية”.

عقود للتنقيب عن النفط

كما أشار الشاعر إلى مشاريع قوانين التصديق على عقود للتنقيب عن النفط مع شركتين روسيتين، وهو ما تزامن في نفس اليوم مع وصول نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي إلى دمشق لمناقشة التحضير لانعقاد للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين روسيا وسوريا.

واعتبر الشاعر أنه كان من الأولى على مجلس الشعب أن يناقش خطة كيفية خروج سوريا من أزمتها الاقتصادية والسياسية والإصرار على البدء بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 بوصفه الطريق الوحيد لإنقاذ سوريا وتخفيف معاناة شعبها.

واستدل الشاعر على كلامه بتساؤلات عدة وصلته من سوريين تقول: هل من المعقول في مثل هذا الوقت العصيب الذي يعاني فيه الشعب السوري من الجوع والحرمان والموت، أن يولى الاهتمام بهذا الموضوع الذي يخص شركتين روسيتين، تسعيان إلى الحصول على جزء من الكعكة السورية دون أي اهتمام بوضع شعبنا.

مشاكل الإقتصاد السوري

وأجاب الشاعر على تساؤلات سوريين بالقول: أجبت بحسرة بأن ما صدر عن مجلس الشعب السوري، هو محاولة لحرف الأنظار عن الفساد الذي يسود المؤسسة الرسمية السورية حاليا، والتي لا تريد أي تغيير ممكن أن يمس مصالحها.

وأضاف الشاعر أن الوفد الروسي وصل الى دمشق لمناقشة العديد من المشاكل الحيوية للشعب السوري وللاقتصاد السوري، والإجراءات العملية الضرورية الواجب اتخاذها لإحراز تقدم نحو حل المشكلة السورية، وانتشال الاقتصاد السوري من أزمته ومشاكله الحادة.

وأما بشأن الشركتين فهما غير حكوميتين، تؤولان للقطاع الخاص الروسي والسوري على حد سواء، ولا علاقة لهما بالحكومة الروسية.

نظام الأسد بعيد عن السياسة الخارجية لروسيا

ولام الشاعر بشار الأسد على تجاهله لقرار مجلس الأمن 2254، يشاركه في ذلك وزير خارجيته، بسلوكه الخارج عن الأعراف الدبلوماسية، خلال زيارته الاخيرة لموسكو، حينما تعمد تجاهل قرار مجلس الأمن وأهمية عمل اللجنة الدستورية.

وبين الشاعر أن هذا التجاهل دليل على أن قيادة النظام السوري بعيدة كل البعد عن معرفة السياسة الخارجية لروسيا، المبنية على احترام جميع قرارات مجلس الأمن الدولي وأن التعاون الاقتصادي والعسكري اليوم مع سوريا يهدف الى مساعدتها لكي تخرج من العزلة والحصار الاقتصادي، والذي لا يمكن تحقيقه دون تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254

كما تحدث الشاعر عن قضية ليبيا ومخاوف أردوغان من الوضع المأساوي الذي وصلت إليه ليبيا، حيث ضاعت الدولة الليبية، وبات الشعب بائساً شبابه مبتورو الأطراف، وأطفاله لا يعرفون طعم الطفولة، وفق تعبيره.

إقرأ أيضاً: بشار الأسد يتخذ قراراً حازماً تقديراً لجهود “بوتين”

وتأمل الشاعر في ختام مقاله أن يصبح العام الجديد 2020 عاماً لتحقيق الوفاق بين كل الأطراف المتصارعة وبين كل أبناء الوطن الواحد المختلفين فيما بينهم، سواء كانوا ليبيين أو سوريين أو عراقيين أو يمنيين أو لبنانيين أو فلسطينيين أو خليجيين، لنشهد الاستقرار والأمن يسودان منطقتنا، لتنعم شعوبها بالسلام والطمأنينة.

كما لم يفوت الشاعر تمنياته في العام الجديد إيلاء كل الاهتمام أيضاً لمشكلة بالغة الأهمية، وهي المشكلة الكردية التي تتعلق بمصير شعب كامل، تعداده يزيد على 43 مليون نسمة، حسب التقديرات الأولية, على حد زعمه.

زر الذهاب إلى الأعلى