أردوغان وبوتين يتنافسان في سوريا وليبيا.. هل من صفقة في إدلب؟
سلطت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية الضوء على إمكانية استطاعة تركيا وروسيا على التوصل إلى اتفاق حول ليبيا وسوريا.
وأشارت الصحيفة بحسب ما ترجم لبنان 24 ورصدت الوسيلة إلى أنّ البلديْن يسعيان إلى لعب دور حكميْ السلام في الشرق الأوسط، بعدما كانت الولايات المتحدة القوة المهيمنة.
لكن الصحيفة الإسرائيلية حذرت من “تغيير غير مسبوق” في ديناميكيات المنطقة.
واستهلت الصحيفة تقريرها بالحديث عن ارتباط روسيا بتركيا إلى جانب إيران في مسار أستانة ومن مصالحهما في ليبيا.
وأضافت الصحيفة أنّ تركيا تريد دعم حكومة فايز السراج المعترف بها دولياً، في وقت يبدو فيه أنّ روسيا تدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر؛ علماً أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقّع اتفاقية أمنية وعسكرية مع السراج وطرح إمكانية إرسال قوات تركية إلى طرابلس.
تركيا تحتاج إلى روسيا
ووفق رأي الصحيفة فإنّ تركيا تحتاج إلى روسيا في إدلب، كاشفةً أنّ أنقرة تريد التخلي عن مقاتلي المعارضة السوريين في إدلب مقابل السماح لها بالسيطرة على المناطق الكردية في عفرين وتل أبيض.
وشددت الصحيفة في هذا الخصوص على أنّ تركيا أرسلت وفداً من وزارة الخارجية إلى موسكو تحضيراً لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا في الثامن من كانون الثاني المقبل.
ورأت الصحيفة أنّه يتعين على تركيا السماح لموسكو بمهـ.اجمة المعارضة في إدلب مقابل الحصول على حقوق في تل أبيض وسواها.
وأضافت الصحيفة بأنّه على الرغم من حصول تركيا على منظومة الـS-400، لكنها “لن تقدر على استعمالها في المجال الجوي السوري”.
وأوضحت الصحيفة أنّ تركيا استثمرت مصالح اقتصادية في أجندتها وتحدّثت عن نيتها دعم حكومة السراج، على الرغم من تعهّد حفتر بهزيمة الحكومة التي تتخذ طرابلس مقراً لها.
وقالت الصحيفة حول ذلك: “لا يمكن لتركيا السماح لتلك الحكومة بالسقوط كلياً. كما لا يمكن لتركيا السماح لإدلب بالسقوط كلياً”.
وأضافت الصحيفة أنّ تركيا تريد أن تصبح هاتان المنطقتان الضعيفتان معتمدتيْن كلياً عليها.
روسيا أيضاً تحتاج إلى تركيا
كما أنّ السماح للمجموعات المدعومة روسياً بمحاصرة المنطقتيْن سيجبرهما على الالتفات إلى أنقرة، محذرةً من أنّ المقاتلين المتبقين في طرابلس وإدلب سيقدّمون تنازلات كثيرة للاحتفاظ بـ”شيء ما”, حسب الصحيفة.
وتوقعت الصحيفة أن يقوّي هذا التطور موقف موسكو في وجه أنقرة، مستدركةً بأنّ موقف أنقرة سيتعزز أيضاً، وذلك لأنّ موسكو بحاجة إلى إحراز تقدّم سلس على هاتيْن الجبهتيْن؛ تريد موسكو تحقيق نصر بطيء في سوريا ودعم دمشق وإهانة واشنطن، وبالتالي جعل نفسها القوة التي يلجأ إليها الجميع لحل نزاعات المنطقة.
وأكدت الصحيفة “روسيا تحتاج إلى تركيا لإبقاء إدلب تحت السيطرة، كما يبدو أنّها لا تريد انتشاراً تركياً واسعاً في طرابلس.
وبينت الصحيفة أنّ الوجود التركي المحدود قادر على أن يرسي وضعاً “تتحقق بموجبه مصالح الجميع”.
واستدركت الصحيفة: “ثم، بناء إلى نصيحة روسية، قد يكتفي الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر بإحراز بعض المكاسب”.
واستطردت الصحيفة بالقول: “ومن ثم تفوز موسكو، وتقول تركيا إنّها أنقذت إدلب وطرابلس، ويكون الجميع سعداء”.
إقرأ أيضاً: وليد المعلم يتحدث عن محاصرة القوات التركية في إدلب وقانون قيصر.. ماذا عن الهدنة؟
كما خلصت الصحيفة إلى أنّه يمكن لتركيا “مواصلة الترويج لنفسها في أوروبا باعتبارها تقف في وجه تدفق اللاجئين السوريين إلى القارة العجوز”، وهذا واقع “من شأنه أن يقوي موقف تركيا في وجه أوروبا”.
وأكّدت الصحيفة أنّ خط أنابيب “ترك ستريم” (سينقل الغاز الروسي عبر البحر الأسود إلى تركيا)، يقع في صلبه، مبينة أنّ كلاً من أنقرة وموسكو يريد المضي قدماً بهذا المشروع.