شابة سورية تبهر الأوساط الرومانية بمهارات وخبرات غير عادية.. هكذا حققت حضوراً لافتاً في رومانيا!
تقف المدربة السورية “ولاء جمعة” بثقة واقتدار أمام عشرات الطلاب الرومانيين, لتدريبهم على مهارات التفكير والتواصل والتحدث أمام الجمهور لكسـ.ر حاجز الخـ.وف أمام الآخرين.
واستطاعت جمعة عبر هذا المشروع الذي نذرت نفسها له منذ سنوات، أن تحقق حضوراً لافتاً في أوساط المجتمع الروماني.
واحتفت وسائل إعلام رومانية بفيديوهات لـ”جمعة” على موقع “يوتيوب” ومواقع إلكترونية أخرى, إذ خصصت تقارير وأخبار تتحدث عن حياة المدربة الشابة ونجاحها مثل “Sud vest ،tv TVR ،Timisoara UVT TV”
وقالت “ولاء” لـ”زمان الوصل” بحسب ما رصدت الوسيلة أنها اعتادت ومنذ اليفاعة على المشاركة بكل المناسبات الاجتماعية أو التي تخص موضوع علم النفس وتطوير الذات والنمو البشري بشكل عام وهو المجال الذي استهواها وبرزت فيه فيما بعد.
شغف كبير
وأشارت ولاء إلى شغفها الكبير بدراسة آليات التفكير ولهذا قرأت العديد من الكتب لفهم كيفية عمل النفس البشرية.
وأضافت “ولاء” أنها تعرفت على إعلامي يعمل في راديو روماني فعرض عليها الانضمام إلى فريق الراديو، ولم تكن قد بلغت السادسة عشرة من عمرها آنذاك, إذ أنها اكتسبت خبرة من عملها في الراديو من خلال اللقاءات التي كانت تجريها مع أناس ناجحين في رومانيا والجالية العربية.
وتابعت ولاء أنها اكتشفت بأن لديها رغبة في التواصل مع المجتمع ككل، وليس بشكل فردي فبدأت بإلقاء محاضرات في علم النفس أمام الجمهور وتقديم تدريبات في إلقاء الخطابة وفي موضوعات التحكم بالمشاعر وكسر حاجز الخوف والرهبة أمام الآخرين وطريقة تكوين الخطاب وكيف يُكتب ومن أين يتم البدء، ووضع النهاية وكيفية استخدام لغة الجسد والصوت والتحكم بمستوياته.
ولكن تجربتها الإذاعية لم تطل كثيراً, -كما تقول- إذ لم تلبث أن انصرفت عنها لظروف خاصة لتشارك بعدها في العديد من مسابقات الخطابة ونالت المركز الأول على مدينتها “تيميشوارا Timisoara” لثلاث مرات والمركز الثاني على مستوى رومانيا وبلغاريا ومولدوفا بالخطابة باللغة الإنكليزية.
وأوضحت “ولاء” أن المسابقات المذكورة تم تنظيمها من قبل مؤسسة “toastmasters” للخطابة والقيادة ولها فرع في كل دول العالم وهي تنظم مسابقات سنوية تتضمن تقييماً حول رسالة الخطابة والثقة بالنفس وطبيعية الحركة والحركة على المسرح ولغة الجسد ونال المركز الأول فيها منذ سنوات السعودي “محمد القحطاني” كما قدمت عدداً من الكورسات في المجال الذي أحبته ومنها ورشة عمل بعنوان “أعد التفكير بحدودك” من خلال منصة “TEDx”
صعوبات اللاجئ في رومانيا
وتحدثت ولاء ذات الأصل السوري عن أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجه الشباب اللاجئين في رومانيا, مبينة أن أن من أبرز هذه الصعوبات الانفصام عن الواقع الاجتماعي فاللاجئ عندما يأتي إلى محيط مختلف تماماً عما اعتاده وألفه يُصاب بما يشبه الانفصام، ويعيش حالة من التناقض لأنه ينحدر من بيئة تضم معتقدات معينة وينخرط في مجتمع مليء بالمعتقدات المتباينة والمختلفة والمخالفة تماماً لما تربى عليه.
وأصرت “ولاء” على الانفتاح والتأقلم في المجتمع الروماني ليس على المستوى الاجتماعي فحسب بل نفسياً لتكون متقبلِة لهذا المجتمع ومقبولة منه في الآن ذاته, حسب إفادتها.
المزيد من الطموحات
وكشفت المدربة السورية الرومانية عن طموحها بإكمال تعليمها والحصول على شهادة عليا في مجال اهتمامها حيث تدرس حالياً السنة الاخيرة بجامعة “West University of Timisoara” طامحة إلى المساهمة في تنمية الوعي من خلال التدريبات التي تحاول تقديمها وخصوصاً لدى الناس الذين يشعرون بالرهبة من الظهور على المسرح لوجود مخاوف في العقل الباطن تجعلهم أسرى هذه المخاوف التي لا أساس لها وليس لها معنى.
كما تنوي المدربة الشابة أن تدرس في مجال المخ والأعصاب لتفهم آلية تفكير الإنسان بطريقة علمية معمقة.
من هي ولاء؟
“ولاء” من مواليد مدينة تيميشوارا -غرب رومانيا- لعائلة سورية هاجرت من سوريا قبل ربع قرن، وكانت تتردد مع عائلتها إلى بلادها أثناء العطل السنوية لزيارة الأقارب.
وبعد انطلاق الثورة السورية عام 2011, امتنعت ولاء عن زيارة سورية وعاشت لسنتين في الأردن وتنقلت في الصفوف الدراسية الأولى ما بين رومانيا والأردن بحكم عمل والدها، و تم قبولها بعد ذلك في مدرسة “C. D. Loga في تيميشوارا، وكانت الفتاة العربية الوحيدة فيها.
إقرأ أيضاً: لاجئ سوري ينجح في زراعة “الملوخية” ويبهر الألمان بطعمها.. شاهد
يشار إلى أن عدد السوريين في رومانيا بلغ نحو 15 ألفا، يقيمون في المدن الكبيرة ومنها تيميشوارا – كرايوفا – كلوج – كونستانتسا – ياش – براشوف، بينما يسكن غالبيتهم في العاصمة بوخارست، قرابة ستة آلاف، أغلبهم يحملون الجنسية الرومانية، وآخرون يحملون إقامات دائمة لأسباب عائلية وتجارية.
كما تجاوز عدد الطلاب المتخرجين من الجامعات الرومانية نحو 35000 طالب خلال السنوات الأخيرة, بحسب إحصاءات رسمية.
(Zolpidem)