الضغوط التركية أجبرت بوتين على إعلان التهدئة في إدلب.. فما مصير هيئة تحرير الشام؟
أكد المحلل السياسي المختص في الشؤون التركية، مهند حافظ أوغلو أن ضغوطاً تركية مورست من قبل الجانب التركي, هي التي أجبرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القبول بإعلان التهدئة في محافظة إدلب.
وبحسب ما رصد موقع الوسيلة, قال حافظ أوغلو لـ “روزنة” إنه ورغم الآمال بصمود واستمرار الهدنة حفاظاً على المدنيين، إلا أنها قد تتعرض لاحقاً لانتكاسة من روسيا والنظام السوري.
واعتبر حافظ أوغلو أن “الهدنة هي ورقة مؤقتة تستخدمها روسيا لتكسب من تركيا بعض المصالح سيما في السيطرة على نقاط محددة على الطريق الدولي M4-M5، لكن بالمقابل لدى روسيا مطالب تريدها من تركيا وأهمها رفع اليد إن لم يكن إعلانا صريحا ضد هيئة تحرير الشام”.
وأشار حافظ أوغلو أن تركيا تعلم جيدا بأن روسيا تريد أن تخلي المنطقة هناك من أي قوة قد تؤرق جنودها وجنود النظام؛ وقد تذهب بعدها إلى إحـ.راق إدلب بالمعنى الحرفي، لذلك تحاول تركيا ان تقارب وتسدد بحيث أن تبقى ضمن القوانين الدولية وأن تكون سندا للمدنيين حال أي نكث بالعهد.
الروس ينفذون تفاهمات سوتشي
من جانبه, رأى الكاتب السوري فراس علاوي، أن التصعيـ.د الروسي على أرياف إدلب وبخاصة منطقة معرة النعمان، كان قد جاء كنتيجة واضحة لاتفاقات أستانا وتوافقات سوتشي، حول السيطرة على الطرق الدولية وتأمين نطاق حماية لها.
واعتبر علاوي أن “التصعـ.يد العسـ.كري والغارات الجوية وممارسة سياسة الأرض المحـ.روقة من قبل الروس يأتي لضمان نزوح أكبر عدد من الأهالي من المنطقة؛ وبالتالي ضـ.رب الحاضنة الثورية والتأثير على أي مقاومة محتملة ومحاولة رسم حدود الاتفاق وتهيئة الأجواء لإنهاء تواجد هيئة تحرير الشام في إدلب”.
ولفت علاوي إلى أن ذلك هو “ما نصت عليه توافقات أستانا وسوتشي من توزيع للأدوار في المنطقة”.
لا تهدئة ببقاء تحرير الشام
وسبق أن أكد المحلل السياسي، محمد بلال العطار، أن استمرار تواجد “هيئة تحرير الشام” بشكلها الحالي و الموضوعة على لوائح الإرهـ.اب لن يسمح لتركيا بالإبقاء عليها، لأن المنطقة سيستمر تعرضها لاعتـ.داءات من قبل النظام السوري بحجة أنه يقـ.اتل الإرهـ.اب.
وقال العطار إن محاربة الإرهـ.اب نقطة استثمرها النظام قبل ذلك بشكل كبير جدا ونجح فيه. وأضاف العطار أن روسيا وأوروبا وأميركا ايضا لن يوافقوا على بقاء هيئة تحرير الشام بشكلها الحالي.
العمل على حل هيئة تحرير الشام
بينما رأى مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي في “لواء المعتصم”، أن المرحلة الحالية تتطلب بذل مزيد من الجهود باتجاه حل “هيئة تحرير الشام” (تنظيم جبهة النصرة سابقاً) بشكل سلمي؛ ضمن اعتبار التعقيدات في المشهد بمدينة إدلب و ما حولها، وتداخلات الأطراف الدولية و الإقليمية.
وأشار سيجري المدعوم من أنقرة؛ في حديث سابق، إلى مخافة الدخول في معارك اسـ.تنزاف ضمن مسار إنهاء “جبهة النصرة” عسـ.كرياً؛ والذي قد لن ينتهي بالمدة القصيرة، على اعتبار أن آليات وصول الدعم للشخصيات المتنفذة داخل التنظيم ما تزال متاحة، معتبراً أن تلك الشخصيات تنفذ الأجندات الخارجية.
ومن وجهة نظر سيجري, لا بد أن يكون هناك مـ.واجهة عسـ.كرية ولكن يختلف هنا أعداد هذه القوة و إمكانياتها, مضيفاً: “إن استطعنا ألا ندفع باتجاه تخندق مزيد من الشخصيات والشباب السوري خلف هذا التنظيم أعتقد بأنه سيكون ذلك مصلحة أبناء هذه المناطق، نحن نتحدث عن منطقة باتت مكتظة بالسكان فيها أكثر من 4 ملايين مواطن مدني”.
واعتبر سيجري أن الدخول بمعـ.ارك مفتوحة على صعيد ملف إنهاء “النصرة” سيكون له سلبيات على اعتبار أن التنظيم سعى للتحصن خلف المدنيين في المناطق التي يتواجد بها.
وتابع سيجري: “أعتقد أنه يقع على عاتقنا بذل مزيد من الجهود لحل التنظيم أو الكتلة الصلبة لهذا التنظيم بشكل سلمي”.
إقرأ أيضاً: نظام الأسد يتخذ إجراءات جديدة تخص قيمة “البدل المالي للخدمة العسكرية” في سوريا
وتكررت انتهـ.اكات قوات الأسد وروسيا لاتفاقات التهدئة المعلنة أكثر من مرة في إدلب والتي آخرها في آب الماضي، إذ شهدت مدن وبلدات إدلب تصعـ.يداً عسـ.كرياً برياً وجوياً غير مسبوق خاصة في الأسابيع الأخيرة.
واستطاع النظام التقدم في المنطقة بفعل القصف المكثف وسيطر على مساحات واسعة من مناطق ريفي إدلب الجنوبي والشرقي, فضلاً عن مقـ.تل العشرات تحت الأنقاض ونزوح أكثر من 250 ألف مدني من منازلهم.
وفد تركي يزور روسيا
وذكرت وسائل إعلام تركية رسمية ، أمس الجمعة، أن الوفد يضم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير الدفاع، خلوصي آكار، ورئيس الاستخبارات، هاكان فيدان، ويصل الأحد المقبل.
وأمس، قالت وزارة الدفاع التركية في بيان لها، إن روسيا وتركيا اتفقتا على وقف إطلاق النـ.ار وإيقاف الهجـ.مات البرية والجوية في منطقة “خفض التصعـ.يد” في إدلب.
وأضافت الوزارة أن التهدئة ستبدأ الساعة 12:01 من فجر الأحد المقبل، 12 من كانون الثاني الحالي.
وجاء إعلان وزارة الدفاع التركية عن موعد الهدنة مخالفة روسيا التي أعلنت على لسان رئيس مركز المصالحة التابع لروسيا، اللواء يوري بورينكوف، أن “العمل بنظام وقف إطلاق النـ.ار بدأ في منطقة خفض التصعيـ.د في إدلب السورية ابتداء من الساعة الثانية فجر يوم الجمعة 10 من كانون الثاني”.