
يلجأ السوريون في الداخل السوري لابتكار مبادرات اجتماعية بطرق مختلفة للتصـ.دي للأزمات التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية نتيجة الضائقة الاقتصادية وارتفاع أسعار صرف الليرة السورية أمام الدولار وانخفاضها لمستويات تاريخية تخطت الألف ليرة للدولار الواحد.
ناشطون موالون أطلقوا حملة “خبز حاف” على مواقع التواصل الاجتماعي, بهدف مواجهة مشكلة ارتفاع أسعار المواد الأساسية وأملاً في تحقيق الفائدة للمواطنين من ذوي الدخل المحدود, وفق القائمين على الحملة.
وتأتي هذه الحملة “الحاف” مع قلة حيلة السوريين القابعين تحت سيطرة نظام الأسد وحكومته الغارقة في ملفات الفساد وفي ظل عجزها عن ضبط الأسعار ومراقبة الأسواق التي تشهد ركوداً بسبب الغلاء وفوضى السوق.
بيع وشراء حقيقي دون وسيط
وقال مطلق الحملة, جميل قزلو, بحسب ما رصدت الوسيلة: “وسط حالة التخبط بالأسعار التي تشهدها البلد وربطها بارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بدأنا بحملة خبز حاف بسيطة عبارة عن خلق حالة بيع وشراء حقيقية وبدون وسيط والذي هو يكون المتسبب بزيادة السعر”.
منافذ بيع بسعر التكلفة
وأشار قزلو إلى أنهم في “خبز حاف” سيتواصلون مع الشركات التموينية لخلق منافذ بيع مباشرة بدون حالة دعائية، وبسعر التكلفة الحقيقي.
وبين مطلق الحملة أنهم سيسعون “لنشر أسعار المؤسسات الحكومية بالمرحلة الأولى، والمادة غير الموجودة يبحثون عن بديلها من المنتجات الوطنية”.
وأكد قزلو تجاوب عدد من التجار مع الحملة وإمكانية طرحهم مواد بسعر التكلفة عن طريق منافذ بيع مباشر سيتم الإعلان عن أماكنها لاحقاً.
وشدد مطلق الحملة على ضرورة أن تلعب الشركات دوراً حتى تبيع بسعر التكلفة وبالمقابل المطلوب من الشعب أن يسخر الجهد البشري لهذا الموضوع.
وتأتي هذه المبادرة في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق السورية بفارق كبير عن الأسعار المحددة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، في 4 من كانون الأول الحالي.
زكاتك خفض أسعارك
وكانت وزارة الأوقاف التابعة لنظام الأسد قد أطلقت في 20 من كانون الأول الماضي, حملة تحت عنوان “الدين أخلاق.. زكاتك خفض أسعارك” في صالة الرحمة بمدينة طرطوس, وذلك لمواجهة ارتفاع الأسعار في الأسواق السورية .
وبحسب ما نشرت وكالة أنباء النظام سانا ورصدت الوسيلة, قال وزير الأوقاف، محمد عبد الستار السيد، اليوم الجمعة، 20 كانون الأول، إن إطلاق المبادرة جاء بناء على دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال لقائه بمعلمات التعليم الشرعي على “محاربة الفساد ومواجهة ارتفاع الأسعار من خلال نشر القيم والأخلاق”.
وأهاب السيد بالتجار أن يخفضوا الأسعار زكاة وصدقة عن أموالهم كما أمر الإسلام وكما جاءت الأديان والقيم الأخلاقية وكذلك التعاون والتعاضد والتكاتف في مواجهة الحرب”.
وأوضح الوزير السيد أن هذه المبادرة بسيطة جداً وهي مبادرة اختيارية وكيفية لكل حي من الأحياء وحسب رغبة التجار فهم يستطيعون أن يقدروا ما هي المواد التي يمكن أن تباع بسعر الكلفة وأن يكون هذا الأمر عاماً في كل سورية.
الدولار يتجاوز الـ1050 ليرة
وانخفضت أسعار صرف الليرة السورية بشكل متسارع أمام الدولار وباقي العملات الأجنبية, مسجلة أرقاماً تاريخية هي الأولى في تاريخ البلاد.
وبحسب موقع “الليرة اليوم”, فإن سعر الدولار الواحد ولأول مرة في تاريخ الليرة السورية يتجاوز الألف ليرة بأكثر من خمسين ليرة.
وبلغ سعر الليرة السورية مقابل الدولار الواحد 1075 ليرة للمبيع و1060 ليرة للشراء, في حين سجلت الليرة السورية أمام اليورو 1196 ليرة للمبيع و1177 للشراء.
إقرأ أيضاً: فيصل القاسم يقدم نصيحة من هالدقن لـ”بشار الأسد”.. هذا ما دعاه لفعله عاجلاً
فيما وصل سعر غرام الذهب الواحد عيار 21 في دمشق إلى 45919 ليرة وغرام الذهب من عيار 18 إلى 39359 ليرة.
وتسارع انخفاض الليرة السورية أمام الدولار منذ مطلع العام الجديد 2020 بدءاً من 915 ليرة وبشكل يومي دون استقرار.
ولا زالت أسعار الدولار مقابل الليرة السورية ثابتة في مصرف النظام المركزي عند 434 ليرة سورية للدولار الواحد.