ملك الأردن يحدد موقفه من إعادة العلاقات مع بشار الأسد ويدعوه للتحرك بهذه الخطوات المصيرية
الوسيلة - خاص:
أجرت قناة “فرانس 24” الفرنسية لقاء مطولاً مع الملك الأردني عبد الله الثاني، تضمن الحديث عن العديد من الملفات الداخلية والخارجية وموقف الأردن من الحوار مع النظام السوري والوضع الحالي في سوريا.
وأكد الملك الأردني أن إعادة استئناف علاقات بلاده مع نظام الأسد تتطلب التحرك من قبل النظام السوري نحو دستور جديد وحكومة جديدة وحياة أفضل في سوريا.
وأشار الملك عبد الله بحسب ما رصدت الوسيلة إلى أن نظام الأسد أقوى على أرض الواقع خلال هذه الفترة, منوهاً إلى أن الطريق أمام النظام ما زال طويلاً.
موقف الأسد أقوى
وقال الملك عبد الله رداً على سؤال حول انتصار بشار الأسد وأسباب عدم الاعتراف بذلك: ” لقد أشرت إلى حقيقة نراها على أرض الواقع، وأعتقد أن المجتمع الدولي يراها أيضا كحقيقة”.
وأضاف الملك الأردني: “إن موقف النظام أقوى الآن، وما يزال الطريق أمامهم طويلا، ولكن يجب أن نتذكر أنه على النظام السوري التحرك نحو دستور جديد وحكومة جديدة”.
ولفت الملك الأردني إلى ضرورة “إبقاء الجزء الثاني المتعلق بسوريا في الاعتبار، وهو الحـ.رب على داعش, حيث أنها عادت لتظهر مجدداً”.
حوار بين الأردن والنظام السوري
وبين الملك الأردني أن “هناك تحدياً كبيراً في إعادة إعمار سوريا ومنح السوريين فرصة لحياة أفضل”، معتبراً أن “هذا الأمر سيستغرق وقتاً طويلا”.
وأقر الملك عبد الله بوجود حوار لبلاده مع نظام الأسد في دمشق, مبيناً أن هذا الحوار هو اتجاه تسلكه عدة دول بناء على تصور دولي لما ستؤول إليه الأمور في سوريا.
وتابع الملك عبد الله الثاني: “من وجهة نظر أردنية، هناك حوار بيننا وبين دمشق، ولكن هذا هو الاتجاه الذي تسلكه العديد من الدول حول العالم حاليا بناء على تصور دولي للاتجاه الذي تسير فيه الأمور في سوريا”
الملك الأردني يشكو عبء اللاجئين
وأبدى الملك الأردني تذمراً من عبء استقبال اللاجئين على أراضي بلاده, مشتكياً انخفاض الدعم المخصص لبلاده لقاء استقبال 1.3 مليون لاجئ سوري.
وأوضح الملك عبد الله: “ما وصل الأردن من الدعم كان الأقل العام الماضي، وهذا يعني أننا اضطررنا للجوء للاقتراض من المجتمع الدولي لتوفير المسكن والرعاية للاجئين الذين يشكلون 20 بالمئة من سكاننا”.
وعبر الملك عبد الله الثاني عن إحباطه من زيادة أعباء اللاجئين, منوهاً إلى أن بلاده وفرت كماً هائلاً من الضغط على الدول الأوروبية عبر استضافة اللاجئين.
وتابع العاهل الأردني: “تخيل أثر زيادة 10 بالمئة من السكان على أي دولة أوروبية. إننا محبطون، ولكننا ممتنون لأن هناك العديد من الدول التي تساعدنا… إننا نوفر على أوروبا كما هائلا من الضغط باستضافتنا اللاجئين”.
قلق من عودة داعش
وتحدث الملك الأردني بقلق شديد عن “عودة وإعادة تأسيس لداعش (تنظيم الدولة)، ليس فقط في جنوب وشرق سوريا، بل وفي غرب العراق أيضا”.
ودعا الملك الأردني دول المنطقة وأوروبا لمـ.واجهة خطر العناصر الأجانب الذين غادروا إدلب وتوجهوا إلى ليبيا لإعادة تمركزهم بقوة.
وأردف العاهل الأردني: “العناصر الأجانب الذين خرجوا من سوريا يعيدون تمركزهم في ليبيا بقوة.. عدة آلاف من العناصر الأجانب قد غادروا إدلب وانتهى بهم المطاف في ليبيا، وهذا أمر علينا جميعا في المنطقة وعلى أصدقائنا في أوروبا مواجهته في عام 2020”.
واشتكى الملك من عبء اللاجئين السوريين الذي أثقل كاهلهم على حد تعبيره. واستدرك الملك بالقول: “إننا في منطقة تسودها الصعوبات وعبء اللاجئين السوريين أثقل كاهلنا بالفعل”.
إقرأ أيضاً: فيصل القاسم يقدم نصيحة من هالدقن لـ”بشار الأسد”.. هذا ما دعاه لفعله عاجلاً
ويعيش في الأردن قرابة 671 ألف لاجئ سوري وفق إحصاءات مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بينما تقدر الحكومة الأردنية عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ عام 2011.
واضطر بعض اللاجئين السوريين للعودة من الأردن بعد افتتاح معبر نصيب الحدودي بين البلدين في تشرين الأول الماضي.
وتتخوف المنظمات الإنسانية والحقوقية على مصير اللاجئين العائدين إلى سوريا، خاصة أن النظام السوري لا يسمح لتلك المنظمات، ومن بينها الأمم المتحدة، مرافقة اللاجئين في أثناء عودتهم والاطمئنان على أوضاعهم المعيشية والأمنية.