بشار الأسد يدعو الأكراد إلى دمشق من أجل هذا الأمر!
وجه نظام بشار الأسد دعوة إلى ما تسمى بالإدارة الذاتية في مناطق شمال شرق سوريا من أجل الحوار لبحث مستقبل المنطقة ودور الأكراد هناك.
وتأتي هذه الدعوة بعد أيام قليلة على اجتماع رئيس مكتب الأمن الوطني التابع لنظام الأسد علي مملوك مع هاكان فيدان رئيس الاستخبارات التركية برعاية روسية.
وكشفت شبكة «رووداو» الموالية للإدارة الذاتي بحسب ما رصدت الوسيلة أن علي مملوك وجه دعوة إلى عدد من الأكراد لزيارة دمشق للتفاوض بشأن حل المسألة الكوردية, وفق تعبيرها.
وقالت الشبكة إن النظام السوري أرسل دعوة إلى الإدارة الذاتية «بهدف الحوار مع دمشق بعيداً عن العرب والمكونات الأخرى».
وأكدت الشبكة الكردية أن المكتب الخاص لنائب رأس النظام السوري ورئيس جهاز الأمن الوطني السوري، علي مملوك، وجه دعوات في الأسبوع الأول من الشهر الماضي إلى كل من الحزب التقدمي والأحزاب الخمسة المنضوية في الائتلاف الديمقراطي الكوردي لزيارة دمشق.
النظام عجز عن تأجيج العشائر العربية ضد قسد
بدوره, أكد المدرس بجامعة الفرات في الحسكة، د. فريد سعدون، صحة هذا الكلام, مضيفاً: “بعد عجز النظام عن تأجيج العشائر العربية ضد قوات سوريا الديمقراطية، وجد نفسه مضطراً للتقرب إلى الأحزاب الكوردية، وخلا الأحزاب التي تشكل المجلس الوطني الكوردي في سوريا، وجه دعوات إلى كل الأحزاب الكوردية لزيارة دمشق. كما وجه دعوات مماثلة إلى شخصيات أكاديمية واجتماعية كوردية”.
ووفق معلومات الشبكة, طلبت الأحزاب الخمسة في الائتلاف، وقبل توجهها إلى دمشق، الإذن من مسؤولي الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية والحزب التقدمي، ومع أنها لم ترفض دعوة دمشق فإنها لم تجد تلبيتها في هذا التوقيت مناسبة.
وأضافت الشبكة أن القائد العام لقسد، مظلوم عبدي، طلب من الأحزاب الستة عدم زيارة دمشق حالياً والانتظار حتى تشكيل وفد موسع يضم كل الأحزاب والأطراف لزيارة دمشق.
الظروف الحالية ليست مناسبة
وقال عضو المكتب السياسي للحزب التقدمي، أحمد سليمان،: “وجهت إلينا وإلى الائتلاف دعوة قبل نحو شهر. لم نرفض الدعوة، لكن الظروف الحالية ليست مناسبة للذهاب إلى دمشق والدخول في حوار”.
وتابع سليمان: “نفضل تأجيل الزيارة، فروسيا متواجدة في المنطقة وتحاور الأطراف، وربما سيؤدي ذهابنا إلى دمشق إلى خلط الأوراق”.
أما نائب الرئيس المشترك للإدارة الذاتية بدران جيا, نفى صدور «أي دعوة رسمية لهم من دمشق حتى الآن من أجل الحوار، لكن روسيا تعقد اجتماعات وتجري محادثات مع كل من الإدارة الذاتية ودمشق، تمهيداً لحوار بين الطرفين”.
واعتبر جيا أن “خطاب دمشق موجه باستمرار إلى الكورد عموماً وليس إلى الإدارة الذاتية، وهو مسعى لحل هذه الإدارة وزرع روح الانقسام بين مكونات المنطقة».
إقرأ أيضاً: صحيفة تركية تكشف كواليس لقاء هاكان فيدان وعلي مملوك في روسيا.. وهذا هو القادم!
ورأى رئيس حزب كردي رفض الكشف عن اسمه أن «روسيا دخلت على الخط بصورة أكثر جدية من ذي قبل، ولديها مشروع لحل القضية الكوردية، لكن إيران تريد إفشال المسعى الروسي، ويتولى علي المملوك المقرب من إيران هذه المهمة».
ولم تنقطع مفاوضات الإدارة الذاتية وقسد في شمال وشرق سوريا مع نظام الأسد طيلة السنوات الأخيرة، وتكثفت تلك الاجتماعات بين الطرفين بعد إطلاق تركيا في تشرين الأول الماضي عملية نبع السلام في مناطق شرق الفرات بتشجيع روسي.
النظام ينفي التنسيق ضد الأكراد
وكان مسؤول تركي كبير قد أكد لوكالة “رويترز”, الثلاثاء بشرط عدم نشر اسمه إن محادثات مملوك وهاكان تضمنت ”إمكانية العمل معا ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية في شرقي نهر الفرات“.
فيما نفت وكالة سانا ما أوردته رويترز, مؤكدة بحسب ما رصدت الوسيلة, أن المحادثات مع الجانب التركي “انحصرت حول الانسحاب التركي من كامل الأراضي السورية”.
والتقى رئيس مكتب الأمن الوطني التابع لنظام الأسد، علي مملوك، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي، هاكان فيدان، الاثنين 13 من كانون الثاني في موسكو بحضور مسؤولين روس.
ووفق سانا, طالب وفد النظام السوري تركيا بالالتزام الكامل بسيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضاً وشعباً والانسحاب الفوري والكامل من الأراضي السورية كافة.
وأشارت الوكالة إلى أن وفد النظام شدد على أن “الدولة السورية مصممة على متابعة حـ.ربها ضد الإرهـ.اب وتحرير كل منطقة إدلب”.
ودعا وفد النظام تركيا إلى ضرورة وفائها بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي وخاصة ما يتعلق بإخلاء إدلب مما أسمتهم بـ “الإرهـ.ابيين” والأسـ.لحة الثقيلة وفتح طريق حلب اللاذقية وحلب حماة.
تركيا تؤكد اللقاء
ولم تنف تركيا عقد اللقاء مع علي مملوك في روسيا, مؤكدة على لسان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن الهدف من اللقاء هو “الحفاظ على المصالح التركية والإسهام إحلال السلام والأمن في المنطقة”.
وقال آكار الثلاثاء 14 كانون الثاني بحسب ما رصدت الوسيلة إن تركيا مستمرة في بذل الجهود من أجل إحلال السلام والاستقرار، مشدداً على دعم بلاده مبدأ حل المشاكل بالوسائل السياسية.