دراسة تكشف عن شبكة اقتصاد ضخمة يديرها ماهر الأسد
كشف دراسة لمركز “الشرق الأوسط للأبحاث “عن شبكة الاقتصاد التي تعتمد عليها “ماهر الأسد” لشقيق رأس النظام السوري وقائد “الفرقة الرابعة”.
وأوضحت الدراسة ورصدت الوسيلة أن الفرقة بدأت أنشطتها الاقتصادية غير الشرعية كتجـ.ارة الآثـ.ار، منذ تأسيس المكتب الأمني للفرقة الرابعة أواخر تسعينيات القرن الماضي.
الدراسة أشارت إلى “تنامي دور المكتب عقب اندلاع الثورة السورية في عام 2011، وتوسّع حينها نطاق صلاحياته وانتشاره الجغرافي، وبات فاعلاً مؤثّراً في اقتصاد الحـ.رب”.
ويقع مقرّ المكتب في منطقة السومرية في دمشق، وتحظى فرق النخبة المُكلَّفة بحماية النظام من أيّ مخاطر تتهـ.دّده، كالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، بمكاتب أمنية خاصة بها.
ويُعَدّ المكتب الأمني مسؤولاً أيضاً عن إدارة شبكة ماهر الأسد الاقتصادية، حيث يشكّل صلة الوصل بين ماهر ومجموعة رجال الأعمال الذين يديرون أعماله التجارية.
ويضطّلع المكتب بدور محوري في انتقاء المرشّحين للانضمام إلى الشبكة أو التعامل معها، أو الراغبين في ذلك من رجال الأعمال والوسطاء، أمثال رجل الأعمال أيمن جابر.
بيروقراطية الدولة
كما ويقوم أيضاً باقتراح مرشّحين لشغل مناصب معيّنة في بيروقراطية الدولة، كالمرافئ والجمارك، إضافةً إلى إدارته الأنشطة الاقتصادية غير الشرعية التي تضطّلع بها الفرقة.
وأدار المكتب الأمني للفرقة تجـ.ارة الآثـ.ار بحلول العقد الأول من القرن الحالي، مستعيناً بخبراء محليين وأجانب مقابل أجور يومية أو شهرية، لتحديد مواقع الآثـ.ار، بشهادة عنصر مخابراتي.
قال: “طُلِب منا متابعة وحماية سائحة أميركية، في منطقة صالحية دير الزور في العام 2010، ليتبيّن لي لاحقاً من خلال الحديث معها أنها خبيرة آثـ.ار تعمل لصالح ماهر الأسد”.
وأضاف أن التنقيب عن الآثـ.ار بعد تحديد مواقعها، يتم بإشراف المكتب تحت غطاء تنفيذ مهمّات عسـ.كرية أمنية أحياناً، كإقامة معسـ.كرات تدريبية للتمويه على عمليات التنقيب.
كما وأشرف المكتب على بيع الآثـ.ار في السوق السوداء، عبر وسطاء اختارهم بنفسه، وتهـ.ريبها عبر المرافئ السورية أو اللبنانية نحو الخارج.
الدراسة أوضحت عملياته تمت بالاعتماد على شبكات حزب الله في أميركا الشمالية والجنوبية، وضمان استلام ثمنها الذي كان يأتي على شكل حوالات مالية بين الأشخاص.
وقد عمل المكتب على حماية أمن هذه الأنشطة وضمان سرّيتها، وغالباً ما كان يعمد إلى اعتـ.قال الوسطاء أو إنهاء عملهم عند اكتشاف أمرهم، أو إفشائهم أسراراً متعلّقة بعملهم.
ترأّس المكتب منذ تشكيله الضابط غسان بلال، الذي كان يشغل مدير مكتب ماهر الأسد وصديقه منذ أيام الكلية الحربية في العام 1989، حيث تدربا بعدها على يد باسل الأسد.
وأضافت دراسة الشرق الأوسط أن بلال بقي على رأس المكتب، بالرغم من محاولات الروس لإقصائه ضغطاً على ماهر الأسد، الذي كان أكثر قرباً من إيران.
بعد الثورة
راكمت الفرقة الرابعة بعد الثورة أنشطة اقتصاد الحرب التي تعهّدتها، بالتعاون مع رجال أعمال ووسطاء مقرّبين منها، وعملت على توسيع شبكتها الاقتصادية وضمّ وافدين جدد إليها.
أبرز الأنشطة التي دارها المكتب الأمني، أولاً: تجارة الخردة والتعفيش، الذي يمكن تعريفه على أنه عمليات نهـ.ب الممتلكات العامة والخاصة في المناطق التي تُستعاد السيطرة عليها.
ثانياً، الترفيق، حيث تتولّى مجموعات عسكرية رسمية وشبه رسمية مرافقة وحماية شاحنات النقل التجارية من منطقة إلى أخرى، مقابل تقاضي أموالٍ من مالكي هذه البضائع.
ثالثاً، الترسيم، حيث يتقاضى القائمون على المعابر الداخلية، وهم من المجموعات العسكرية الرسمية وغير الرسمية، رسوم مالية على مرور البضائع والأفراد من منطقة إلى أخرى.
إقرأ أيضاً: بشار الأسد يصدر مرسوم ثانٍ بشأن الليرة السورية!
وتولي الفرقة أهمية خاصة لتجارة خردة المعادن (النحاس والحديد)، وينظّم المكتب التجارة “ويديرها بدءاً من الحصول على الخردة، وانتهاءً بشحنها عبر المرافئ وتقاسُم أرباحها.
والواقع أن للفرقة الرابعة شركاء عدّة في تجارة الخردة، منهم سامر الفوز وعماد حميشو، رجلا الأعمال المقرّبان من النظام السوري والشريكان في شركة صروح للإعمال.
وختمت بالتأكيد على أن الفرقة الرابعة عملت على تأسيس إدارة تابعة لمكتبها الأمني تتحكّم بجميع مفاصل العمل الإداري في مرفأي اللاذقية وطرطوس.
وتتولّى الفرقة إفراغ حاويات نقل البضائع العائدة إلى القصر الجمهوري والواردة من إيران، أو المملوكة لأحد التجّار الذين تقوم بترفيق بضائعهم، إضافةً إلى تفتيش الحاويات الأخرى، والإشراف على تفريغها”.