بوتين يُحذّر بشار الأسد من تخطي الدور المرسوم له من روسيا
كشف تقرير أمني مطلع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سارع إلى دمشق في كانون الثاني/يناير الحالي في زيارة مفاجئة بهدف منع رأس النظام بشار الأسد من الخروج عن الدور المرسوم له من قبل موسكو.
وبحسب المرصد الاستراتيجي فإن ذلك أتى بعد إجراء تقييم سريع لأثر التصعيد الأمريكي-الإيراني على المصالح الروسية في المنطقة عقب عملية قاسم سلـ.يماني.
وقال المرصد بحسب ما رصدت الوسيلة إن زيارة بوتين إلى دمشق جاءت في غضون ست سنوات بهدف وقف محاولات إيران إقحـ.ام سوريا في عملية التصعيـ.د التي تخطط لها في المنطقة.
وأشار المرصد في تقريره إلى أن هدف الزيارة أيضاً هو منع إيران من إفساد الإستراتيجية الروسية إزاء سوريا.
بوتين يأمر الأسد!
ولفت المرصد إلى أن بوتين “أمر” بشار الأسد بالمجيء إلى مقر القيادة الروسية في دمشق للاجتماع به بدلاً من زيارته في قصره؛ وذلك لتذكيره بأنه مدين للقوات المسـ.لحة الروسية في البقاء على سدة الحكم.
وتابع المرصد بأن “بوتين” يشعر بأن الإجراءات التصعيـ.دية التي تنوي كل من واشنطن وإيران اتخاذها ستهمش روسيا التي كانت سيدة الموقف في سوريا منذ تدخلها العسـ.كري عام 2015، وستهدد مصالحها الحيوية في المنطقة.
كما عرج تقرير المرصد على تأكيد مسؤول الأمن القومي الإيراني بشأن وجود 13 سيناريو للرد انتـ.قاماً لـ “سلـ.يماني” بما فيها اسـ.تهداف القوات الأمريكية شرقي سوريا.
وأوضح المرصد أن خيارات بوتين باتت محدودة للغاية في ذلك الصـ.راع؛ إذ إن بقاء روسيا على الحياد سيضعها في موقف المـ.واجهة مع كل من القوات الأمريكية والإيرانية في العمليات المزمعة لكليهما في سوريا.
ووفق المرصد وعلى الرغم من تعهد بوتين بالحفاظ على مصالح إيران في سوريا منذ تدخله العسـ.كري، إلا أن بوتين التزم بما اتفق عليه مع أوباما بشأن تقسيم النفوذ في سوريا بينه وبين الولايات المتحدة بحيث تسيطر قواته على المناطق الغربية وتبسط القوات الأمريكية سيطرتها على القطاع الشرقي من البلاد وتسهيل العمليات الإسـ.رائيلية ضد الأهـ.داف الإيرانية.
ونبه التقرير إلى احتمال انهيـ.ار تلك السياسة بالكامل إذا انتقلت المـ.واجهات الإيرانية-الأمريكية من العراق إلى سوريا، مبينة أن بشار الأسد يمثل الحلقة الأضعف في ذلك الصـ.راع.
بوتين يُحذر الأسد!
وحذر بوتين الأسد من مخاطر أن تؤخذ القوات الروسية على حين غرة نتيجة سياسات غير مدروسة يمكن أن يدفع إليها نظامه، وفق التقرير.
وأضاف التقرير: “ولتحقيق تلك التعهدات حرص بوتين على جلب بشار الأسد إلى مقر القيادة الروسية لحضور اتفاقيات تم فرضها على ضباطه من قبل القوات الروسية دون أن يكون له رأي في ذلك، وتوجيه عدة إهانات له عبر مخالفة البروتوكول المعمول به في الزيارات الرسمية، ودفع بشار للظهور وكأنه تابع روسي”.
ولعل تحذير بوتين الأهم للأسد هو إبلاغه أنه في حال انجرّ للوقوف مع إيران في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وتجاهل تحذيرات موسكو، فإن ذلك سيعرضه لنزع الحصانة التي حظي بها نظامه وفق تفاهمات عقدتها موسكو مع واشنطن وتل أبيب.
ورأى التقرير أن بوتين أراد الحصول على تأكيدات شخصية من بشار الذي يعـ.اني من موقف عصيب نتيجة الضغوط التي يتعرض لها من قبل إيران، وطلب منه أجوبة واضحة حول طبيعة الموقف الذي سيتخذه إزاء امتداد نطاق المواجهات الأمريكية-الإيرانية.
إقرأ أيضاً: روسيا تريد إدلب بالكامل.. محلل روسي يكشف موقف تركيا من تقدم قوات بشار الأسد في إدلب
وشهدت العاصمة السورية دمشق يوم الثلاثاء 7 من كانون الثاني الحالي مشهداً جديداً من مشاهد الإهـ.انة الروسية لرأس النظام السوري بشار الأسد خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا.
وبحسب الصور التي نشرتها صفحة ما تسمى بـ “رئاسة الجمهورية العربية السورية” ورصدها موقع الوسيلة, وبخلاف البروتوكولات المعروفة, التقى بوتين رأس النظام بشار الأسد في مقر تجمع للقوات الروسية العاملة في دمشق.
ولم يعلم الأسد بزيارة بوتين إلا بعد وصوله إلى المطار, حيث طلب منه الحضور إلى مقر التجمع الروسي, فامتثل للأوامر مصطحباً معه وزير الدفاع علي أيوب فقط, وجلس محاطاً بالضباط الروس من كل جانب وكأن روسيا تريد أن تقول أن الأسد تحت الجناح الروسي.