تفاصيل جديدة عن لقاء فيدان ومملوك.. وموقف أردوغان من بشار قد يتغير في هذه الحالة!
قال موقع “المونيتور” الأمريكي أن لقاء رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، ورئيس مكتب الأمن القوي للنظام السوري علي مملوك في موسكو في 13 كانون الثاني الجاري، يمكن أن يؤدي إلى مصالحة تغير مسار الحـ.رب المستمرة منذ 9 سنوات.
وأضاف الموقع في تقرير له رصدته الوسيلة أن الجهود الروسية المكثفة تحولت في النهاية إلى حوار مباشر رفيع المستوى بين تركيا والنظام السوري، مشيرة إلى لقاء فيدان ومملوك يمثل أول اجتماع رفيع المستوى بين الجانبين منذ عام 2011.
وتابع الموقع أن روسيا تدرك تماماً أن الأزمة السورية لا يمكن تسويتها دون إصلاح الجسور بين الطرفين، فلذلك تضغط لاستعادة العلاقات على أساس اتفاق أضنة لعام 1998 ، الذي ينص على تعزيز التعاون الأمني ضد المنظمات الإرهابية.
وأشار الموقع الأمريكي وفقاً لما قال أنها تقارير تركية حول اللقاء، إلى أن فيدان ومملوك اتفقا على خارطة طريق من تسع نقاط لدفع الحوار، بما في ذلك هدف التعاون ضد الإرهـ.اب.
مسؤولون شركس مهدوا للقاء
ونقل عن مصادر مطلعة على طبيعة الاتصالات التي تتم بوساطة روسية بين تركيا والنظام قولها: “إن بعض المسؤولين الأتراك رفيعي المستوى من أصول شركسية لعبوا دورًا في تسهيل عملية الحوار”.
وأضاف المصدر أن: “جنرالًا تركيًا من أصل شركسي ترأس أحد الاتصالات منخفضة المستوى بين البلدين وأجرى محادثات مع الوفد السوري برئاسة حسام لوكا ، ضابط مخابرات سوري رفيع المستوى”.
الموقع قال أن “فيدان ومملوك ناقشا أسباب التعاون المحتملة ضد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وجناحه المسـ.لح، وحدات حماية الشعب YPG, والمصنفة في تركيا والعديد من الدول الغربية كمنظمة إرهـ.ابية.
وتابع أن روسيا ترى في عودة العلاقات أمراً ضرورياً لسببين أولهما: “أن عودة العلاقات بين الطرفين ستوقف تركيا دعمها لفصائل المعرضة ما يدفعها على التسوية، وتقلل من احتمال نشوب صراع عنيف، ويحبط احتمال أي مـ.واجهة محتملة بين الجيش التركي وقوات النظام.
وأردف، “ثانياً: تساعد عودة العلاقات في تخفيف حدة المشاكل المالية للاقتصاد السوري، والتي تهـ.دد المكاسب العسـ.كرية التي حققتها قوات الحكومة السورية في ساحة المعـ.ركة، مشددة على أهمية مساهمة تركيا في جهود إعادة الإعمار في البلاد”.
مواقف لا تسمح بالمصالحة رغم الاتفاق
وأضاف المصدر: “على الرغم من أن الوضع على الأرض يملي اتفاقًا، فإن الموقفين الحاليين لتركيا والحكومة السورية لا يسمحان بالمصالحة”، وأشار الموقع إلى أن طلب مملوك الأول كان انسحاب القوات التركية من سوريا فوراً
المصدر أكد بعض الإمدادات الحيوية للنظام لا يمكن توفيرها إلا من تركيا، وأسار الموقع في ذلك على اعتقاد روسيا أن عملية إعادة الإعمار في سوريا لن تنجح دون مشاركة تركيا، بسبب الأزمة المالية العميقة في البلاد.
وأكد الموقع أن تركيا قد تفكر في سحب قواتها من شمال سوريا إذا وافق النظام على تنفيذ بعض التغييرات الهيكلية، كالحد من سيطرته على جنوب المنطقة الآمنة وأخذ وحدات حماية الشعب الكردية تحت سيطرتها الكاملة.
ورأى المصدر أنه: “لا ينبغي المبالغة في تقدير خارطة الطريق المؤلفة من تسع نقاط ويمكن اعتبارها أرضية مشتركة، لإطلاق حوار لأن الأسد قد لا يكون قادرًا على إقناع قاعدته على شرعية هؤلاء النقاط التسعة”.
واستدرك قائلاً: “القوات الإيرانية قد تختار الانسحاب التكتيكي من مواقعها في أعقاب مقـ.تل اللواء قاسـ.م سليـ.ماني وإن تركيا قد تحاول ملء الفراغ”، مردفاً: “إدارة ترامب لن توقف جهود تركيا لكبح جماح الإيرانيين ودفعهم إلى الوراء”.
إقرأ أيضاً: مصادر تكشف خطة قوات بشار الأسد في إدلب
ورأى الموقع الأميركي أن “الرأي السائد هو أن تركيا لن توافق على سحب وجودها العسـ.كري من البلد الذي مزقته الحـ.رب دون ضمان وجود آلية للقضـ.اء التام على حزب الاتحاد الديمقراطي وحرس حماية الشعب”.
وتابع الموقع أن النظام لا يملك القدرة وغير مستعد للقتـ.ال ضد حزب الاتحاد الديمقراطي لإصلاح علاقاته مع تركيا، مشيراً إلى أن الشاغل الرئيسي للنظام هو البقاء ؛ الحفاظ على سلامتها الإقليمية ليس أولوية، على الأقل حتى الآن.
وأضاف أن روسيا ترى “من الضروري أن يتمتع الأكراد بالاستقلال الثقافي على الأقل من أجل إنهاء الوجود العسـ.كري الأمريكي في سوريا، وخاصة حول حقول النفط الخاضعة لسيطرة الجماعات الكردية السورية”.
استراتيجيات روسية قد تغير موقف أردوغان
وقال أن “الجانب الروسي يطور استراتيجيتين لإحباط اعتراضات تركيا المحتملة على هذه الفكرة: إعطاء تركيا حصة في عملية إعادة الإعمار في سوريا وإنشاء كتلة تعاون بين سوريا وتركيا وروسيا لدعم سياسات أنقرة في حرب الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط “.
وهنا اعتبر المصدر أن “إستراتيجية تركيا أحادية الجانب لاستكشاف موارد الغاز الطبيعي في المياه تمنع سوريا من اتباع سياسة مستقلة وأن سوريا ستطور على الأرجح استراتيجيتها من خلال أخذ جميع اللاعبين في الاعتبار”.
وقال الموقع امن موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثابت قد يتغير إذا نظر إلى المشكلات الاقتصادية التركية، وقد يراجع سجله مرة أخرى في حال حصل على تأكيدات بأنه سيتم منح تركيا حصة في عملية إعادة الإعمار السورية.