طفل سوري يتمتع بذكاء غير طبيعي ومدارس الأسد ترفض استقباله.. شاهد
قبل 8 أعوام، كان حسان الأسعد على موعد مع مفـ.اجأة غير متوقعة، عندما اكتشف قدرات تدل على ذكاء مرتفع لابنه البالغ من العمر الآن 11 سنة، فالابن لا يمتلك فقط ملكة الرسم التسجيلي السريع، وإنما لديه القدرة على الحديث بلغات عديدة رغم عدم تعلّمه لها، وقدرات أخرى، سببها الرئيسي متلازمة تصـ.يب واحد من مليون إنسان على وجه الأرض، لا تحوّله إلى عاجـ.ز وإنما إلى شخص بقدرات فريدة.
الأب يكتشف سراً بابنه
حسان الأسعد والد الطفل عبد الرحمن، يقول إنه منذ سنوات تم إيقاظه في وقت مبكر وعلى عجل لمشاهدة طفله وهو جالس في غرفة بمفرده يقوم بكتابة الأحرف الإنكليزية وأرقامها مع اللفظ الصحيح لها، إضافة إلى الأحرف العربية بشكل مذهل، وفق موقع “سناك سوري”.
ويؤكد الأسعد أنه بعد ذلك عرض طفله على أطباء أخصائيين ليتبيّن بأنه يعاني من إحدى اضطـ.رابات طيف التـ.وحد عالي الأداء المسمى “متلازمة أسبرجر”.
ماذا يمتلك عبد الرحمن من قدرات أيضاً؟
عبد الرحمن نزح مع عائلته من بلدة الدار الكبيرة إلى شارع الدبلان في حمص عام 2014، وهناك حينما وقعت عيناه على أحد الأبراج التجارية، فوجئت العائلة بأنه قام برسم البرج بتطابق شبه تام من دون تحديق مستمر، وعندما تكررت الحالة اكتشفوا أنّ لديه ذاكرة بصرية عالية جداً، فمن خلال النظر لأي بناء لدقيقة أو دقيقتين يستطيع رسمه بدقة عالية وزمن قياسي لا يستغرق أكثر من ربع ساعة، وبجميع تفاصيله من حيث عدد النوافذ والفتحات ونوعية أبواب مدخله وحتى الزجاج المكسور.
أخصائية التربية الخاصة بعبد الرحمن، ميسم الحصرية، قالت إنها سمعت منه لغة غير مفهومة، مغايرة عن اللغات التي تعرفها، مما دفعها لتسجيل ما يقول وعرضه على مختصين، وهنا كانت المفاجأة بأنها لغة “تشيكية”، مضيفة أنه وفق الاختبارات التي خضع لها من قبل فريقهم تبيّن أن ذكاء الطفل يعادل ذكاء 3 أطفال طبيعيين.
يقول والد عبد الرحمن إن وزارة التربية رفضت إدخال عبد الرحمن إلى المدرسة بسبب إصـ.ابته بمـ.رض التوحّد، وبعد 3 سنوات استطاع الالتحاق بمدرسة خاصة، ليصبح كطالب في الصف الثاني رغم أنّ عمره 11 عاماً.
ماذا يقول الطب؟
الأخصائي النفسي بسام حوراني، يقول لـ”روزنة”: إن نسبة نادرة من الأطفال المصـ.ابين بمرض “اضطراب التوحد” يملكون قدرات خارقة، كالذاكرة السمعية والبصرية العالية.
وسابقاً كانت تسمى تلك المتلازمة بـ”متلازمة سبرجر” لكن العلم الحديث أدرج تلك المتلازمة ضمن مرض “اضطراب التوحد”، الذي يقسم بدوره إلى بسيط، أو متوسط، أو شديد.
وأوضح حوراني أن أولئك الذين يملكون قدرات خارقة كرسم بناء بمجرد رؤيته من أول مرة أو حفظ كتاب عن ظهر قلب من أول مرة، لا يملكون الذكاء، كأن يتناولون الطعام بأيديهم، وإنما فقط قدرات عالية ولدت معهم.
ويفتقر الطفل المصاب بـ”اضطراب التوحد”، بشكل متدني إلى التواصل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي، أو إقامة النشاطات والعلاقات، وفق حوراني.
ويفضل الطفل المصـ.اب بـ”اضطراب التوحّد” أن يبقى وحيداً، كما لا يفضل اللعب مع أقرانه، ولا يتجاوب مع الوسط المحيط، إضافة إلى فقدان قدرته على نطق كلمات أو جمل محددة، ويرفض التواصل الجسـ.دي.
وأشار حوراني إلى أن اضطراب التوحد الذي كان يتفرع منه “متلازمة اسبرجر” يتم تصنيفه ضمن التوحد البسيط، وفي حالة الطفل عبد الرحمن يطلق عليه “اضطراب توحد مع قدرات فائقة”، حيث يتميز الطفل في هذه الحالة بالقدرة العالية جداً على الحفظ والتذكر والتعرّف.
ولفت إلى أن 75 في المئة من الأطفال المصـ.ابين بمرض “اضطراب التوحد” عندهم إعاقة فكرية، و25 في المئة عندهم ذكاء طبيعي أو فوق الطبيعي، وفق حوراني.
ويحتاج مريض التوحد إلى رعاية خاصة من خلال مراكز متخصصة، تقدّم له أنظمة غذائية محددة، إضافة إلى علاجات دوائية ومتممات غذائية في حالات معيّنة كوجود فرط نشاط.
حالات مشابهة
ومن الحالات المشابهة لعبد الرحمن، ابن الولايات المتحدة الأميركية، كم بيك الذي ولد عام 1951، وهو مصـ.اب بـ”اضطراب التوحد مع قدرات فائقة” أو ما يعرف بـ”متلازمة الموهوب”، حيث لاحظت عائلته، وهو في السنوات الأولى من عمره، أن بإمكانه تذكر الكتب التي تقرأ له مرة واحدة.
ومع مرور الوقت بدأت تأخذ حالة كيم منحى أكثر صعوداً، حتى وصل به الأمر إلى تذكر نحو 12 ألف كتاب كامل، مع تمكنه من قراءتها بسرعة متناهية، بطريقة غريبة، تتطلب مطالعة كل صفحتين متجاورتين في نفس الوقت، واحدة باستخدام العين اليمنى والأخرى عن طريق العين اليسرى، إضافة إلى حفظ النوتات الموسيقية، والطرق والعناوين بأي دولة بالعالم.
استلهم الكاتب السينمائي، باري مورو، فكرة فيلم “رجل المطر” من خلال كيم، بعدما قابله صدفة، لينتج الفيلم بالفعل عام 1988، ويحصد الفنان العالمي داستين هوفمان جائزة الأوسكار، عن تأديته لشخصية كيم المثيرة بأحداث الفيلم. وتوفي كيم عن عمر يناهز الـ 58 سنة، عام 2009.
ولا توجد أي إحصائيات عن عدد الأطفال السوريين المصابين بالتوحد، لكن تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ طفلاً واحداً من بين كل 160 طفلاً يُصاب بأحد اضطرابات طيف التوحد في العالم.
إقرأ أيضاً: ظاهرة فريدة من نوعها في سوريا والهدف ديون الفقراء
ويعرّف التوحّد بأنه نوع من الإعـ.اقة التطورية، تحصل نتيجة عطب محدد في الجهاز العصبي المركزي، ما يؤدي إلى عدم المقدرة على التكيّف مع العالم المحيط، والانعزال وتراجع المهارات اللغوية والاجتماعية.
ومن السمات المميزة لظهور مرض “اضطراب التوحد” وفق منظمة “الصحة العالمية” التأخر أو التراجع المؤقت في تطوير الطفل لمهاراته اللغوية والاجتماعية، وتكرار القوالب النمطية في سلوكياته، مشيرة إلى أن من الصعب تحديد المرض قبل بلوغ الطفل عامه الأول.