باحث أمني تركي يكشف عن ثلاث خطوات يمكن أن تتخذها تركيا لوقف تقدم قوات بشار الأسد في إدلب
تحدث الباحث الأمني التركي, متين غورجان، عن خيارات تركيا الحالية والخطوات العسـ.كرية التي قد تتخذها تركيا لوقف عمليات قوات الأسد المدعوم من روسيا، كتزويد المعارضة السورية بصـ.واريخ مـ.وجهة مضـ.ادة للـ.دبابات، وأنظمة دفـ.اع جـ.وي محمولة على الكتف.
وقال غورجان في تقريره نشره موقع المونيتور بحسب ما رصدت الوسيلة إن التطورات الأخيرة في إدلب خلال الأسابيع القليلة الماضية تشير إلى أن موسكو اختارت النظام السوري على حساب فقدان أنقرة في شمال غرب سوريا.
وأشار غورجان إلى أن تصعـ.يد قوات الأسد، مدعومة بالطـ.ائرات الروسية، عملياتها على إدلب متقدّمة من جنوب المحافظة وغرب حلب، وضع العلاقات التركية الروسية أمام اختبار جاد.
وأضاف غورجان أن تقدم قوات النظام على الجـ.بهة الجنوبية، بمساعدة الطـ.ائرات الحـ.ربية الروسية والقوات الخاصة، في 28 كانون الثاني/ يناير أدى إلى خسـ.ارة معرة النعمان، معقل المعارضة ذات الأهمية الاستراتيجية والرمزية.
وأوضح الباحث التركي بالنسبة لسراقب الجـ.بهة الثانية في الجنوب، فيبدو أن أنقرة مصممة على عدم التنازل عنها.
وتابع غورجان: في الوقت نفسه، فتحت ميليـ.شيا موالية لإيران جـ.بهة جديدة في المنطقة الواقعة بين غرب حلب وشمال غرب إدلب، ما زاد من الضغط على مدينة إدلب.
آمال أنقرة تحولت إلى خيبة أمل كبيرة
وستحاول قوات النظام المدعومة من روسيا والميليـ.شيا الموالية لإيران توحيد الجـ.بهتين بحلول نيسان/ أبريل والسيطرة الكاملة على الطريق السريع M4 إلى الجنوب والطريق السريع M5 إلى الشرق الذي يربط حلب بدمشق، وفق غورجان.
واعتبر غورجان أن سيطرة النظام على الطريق السريع يعني خسارة المعارضة نحو 45٪ من الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا في منطقة إدلب.
ويلفت غورجان إلى أن الهجـ.وم المضـ.اد الذي شـ.نه عناصر الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا من جنوب الباب باتجاه حلب يمكن أن يتصـ.اعد لتخفيف الضغط على إدلب.
ونوه غورجان إلى أن أن استمرار هجـ.وم النظام على إدلب قد يؤدي إلى توسع القـ.تال عبر شمال غرب سوريا.
ورأى غورجان، أن آمال أنقرة تحولت إلى خيبة أمل كبيرة بعد عدم جدوى اجتماع الثامن من كانون الثاني/ يناير بين أردوغان وبوتين في إسطنبول.
بوتين وعد أردوغان شخصيًا بالهدنة.. ولكن!
ونقل المونيتور عن مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: “نعلم أن بوتين وعد أردوغان شخصيًا بالهدنة، لكن يبدو أن القوات الجـ.وية الروسية إما غير مدركة بوجود هدنة أو أنها لا تطيع نداءات بوتين”.
أنقرة كانت تميل بالفعل حتى الأسبوع إلى الاعتقاد بوجود نوع من الاختـ.لاف بين بوتين ومساعديه العسـ.كريين حول قضية إدلب، كما يقول غورجان, حيث أشار أردوغان مرارًا إلى ثقته في أن علاقته الشخصية مع بوتين ستحل أي مشكلة على الأرض.
وبين غورجان أن لهجة أردوغان والإعلام التركي قد تغيرت بعد أن انتقـ.د أردوغان روسيا لأول مرة الأسبوع الماضي.
وتابع غورجان أن أنقرة وموسكو يفقدان فيما يبدو الاهتمام المتبادل في مواصلة جهود تطبيق الهدنة ووقف التصعـ.يد في إدلب.
وأكد الباحث التركي أن أمام أنقرة ثلاثة خيارات للتعامل مع الوضع في إدلب ومنع تقدم النظام السوري.
التعاون مع أمريكا غرب الفرات
وبين غورجان بأن خيار أنقرة الأول هو السعي إلى تعاون عسـ.كري مع أمريكا إلى الغرب من نهر الفرات.
وحسب مصادر في أنقرة فإن محادثات الجنرال تود وولترز، قائد القوات الجـ.وية الأمريكية والقائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا، مع وزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس الأركان العامة يشار غولر، ركزت على مناطق غرب الفرات وشرقه، حيث يتركز الوجود العسـ.كري الأمريكي.
وأضافت المصادر أن هناك منطقا عسـ.كريا في سعي تركيا إلى التقارب أكثر من الولايات المتحدة، إذا تعمق الخـ.لاف مع روسيا في شمال غرب سوريا.
ويعتقد غورجان أن وقف زحف قوات النظام المدعومة من روسيا في إدلب من شأنه أن يخدم المصالح الأمريكية ، لأنه كلما بقيت دمشق مشغولة في الشمال الغربي، كلما طال تأجيلها التحركات العسـ.كرية في الشمال الشرقي، وخاصة حقول النفط في دير الزور ورميلان.
تزويد المعارضة بصـ.واريخ مضـ.ادة للـ.دبابات
ويوضح غورجان أن الخيار الثاني الذي تملكه أنقرة، هو تزويد المعارضة بأسـ.لحة أكثر تطورًا، حيث إن أكثر ما تحتاج إليه المعارضة هو الصـ.واريخ الموجهة المضـ.ادة للـ.دبابات مثل AT-3 Sagger وAT-4 Spigot وAT-5 Spandrel وTOW.
ويؤكد غورجان أن الصـ.واريخ المـ.وجهة المضـ.ادة للـ.دبابات ستكون سـ.لاحًا عالي الكفاءة في إعاقة هـ.جمات النظام أو جعلها أكثر تكلفة، حتى لو لم يوقفها بالكامل.
تزويد المعارضة بأنظمة دفاع جوي
واعتقد غورجان أن أنقرة قد تلجأ إلى الورقة الأخيرة عبر تزويد المعارضة بأنظمة دفاع جـ.وي قصيرة المدى محمولة على الكتف كحل أخير لإضعاف الهيـ.منة الجوية الروسية السورية عندما تتعرض المعارضة المسـ.لحة في الشمال الغربي لضغط شديد.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد حدد مهلة لقوات بشار الأسد خلال شهر شباط/فبراير الحالي للتراجع والانسحاب إلى خلف نقاط المراقبة التركية في الشمال السوري.
وقال أردوغان اليوم الأربعاء: “إذا لم يقم نظام الأسد بالتراجع عن محيط نقاط المراقبة التركية في إدلب خلال شهر فبراير/ شباط فإن تركيا ستضطر لتسوية هذا الأمر بنفسها”.
وهـ.دد أردوغان بالرد المباشر على جنود النظام السوري في حال تعرض الجنود الأتراك لأي هجـ.وم، ودون سابق إنذار وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجـ.وم.
اقرأ أيضاً: أردوغان يتحدث عن نشر منظومة جديدة على الحدود مع سوريا.. هذه ميزاتها (فيديو)
وعن وجود قواته في سوريا, اعتبر أردوغان أن اتفاق أضنة (بروتوكول أضنة) المبرم بين تركيا وسوريا عام 1998 يعطي تركيا الحق في تنفيذ عمليات عسـ.كرية ضد الإرهـ.اب عبر الحدود داخل الأراضي السورية.
وتعتبر تركيا تدخلها على الحدود السورية ضمن اتفاق أضنة ومن حقها الدفاع عن نفسها وأمنها القومي, في حين أن النظام يعده احـ.تلالاً وانتهـ.اكاً للأعراف الدولية.
توتر بين النظام وتركيا
وتوترت الأوضاع في إدلب بين النظام وتركيا بعد مقـ.تل 8 أتراك بينهم موظف مدني وإصـ.ابة سبعة آخرين، الاثنين الماضي، بقـ.صف لقوات الأسد على رتل تركي غرب سراقب.
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مساء الاثنين عن تحيـ.يد 76 عنصراً لنظام الأسد إثر اسـ.تهداف مواقعه في المنطقة رداً على اسـ.تهداف الجنود الأتراك.
وشهدت إدلب تطورات متسارعة بعد تقدم قوات الأسد بدعم روسي وسيطرتها على معرة النعمان ووصولها إلى سراقب, ما دفع الجيش التركي لإنشاء نقاط مراقبة أحاطت بالمدينة من أربع جهات.