بوتين لا يستطيع إغضاب أردوغان والأخير لا يريد خسارة علاقاته مع روسيا
أكدت مجلة بلومبرغ الأمريكية أن التوتـ.رات الكبيرة الحاصلة بين بين تركيا وروسيا بشأن ملف إدلب حتماً ستفضي إلى تفاهمات.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن روسيا لا تستطيع إغضـ.اب تركيا أكثر من ذلك، بالمقابل لا تريد تركيا أن تخسر علاقاتها مع روسيا.
وقالت المجلة بحسب ما ترجمت “نداء سوريا”, ورصدت الوسيلة: إن “استجابة الكرملين الصامتة غير المعتادة تظهر أيضاً كيف يمكن أن يتغير التوازن في العلاقة الدقيقة بين الرئيسين”.
وأضافت المجلة أن الجانبين يمران بأسوأ التوتـ.رات منذ إسقاط طائرة حـ.ربية روسية من قِبل تركيا عام 2015 وقد شهدت العلاقة تفاهماً بينهما عقب الحـ.ادثة.
وأشارت المجلة إلى أن “الاستجابة الصامتة استمرت حتى بعد أن رفضت أنقرة الحجج القائلة بأن روسيا لا تسيطر على قوات النظام في إدلب, وبعد أن أبلغ أردوغان بوتين صراحة في محادثة هاتفية بأن تركيا سوف ترد (بأقسى الطرق) على اسـ.تهداف قواتها”.
ووفق تقرير المجلة, فإن بوتين “كتم نفسه حتى عندما أصدر أردوغان يوم الأربعاء إنذاراً لبشار الأسد بسحب القوات التي تقـ.اتل في إدلب بدعم جـ.وي روسي بحلول نهاية هذا الشهر”.
وقال “جليب بافلوفسكي” مستشار الكرملين السابق: “من الصعب على بوتين العمل مع أردوغان، الذي أغضبه بشدة، لكنه لا يملك أي خيار؛ إذ لا يمكن لروسيا أن تعمل في الشرق الأوسط إذا دخلت في صـ.راع مع تركيا”.
وتابع بافلوفسكي أنه “رغم امتلاكه لسلطة أقوى, بوتين لا يستطيع تهدئة أردوغان والذي يمكنه الاستفادة من علاقات تركيا مع أمريكا لمناورة روسيا”.
وما يحدث بين البلدين هو “تنافس يعود تاريخه إلى الإمبراطوريتين العثمانية والروسية، وفق “بافلوفسكي”.
الشراكة الروسية التركية لا توقف على إدلب
وبين المستشار الروسي أن روسيا وتركيا تنظران إلى شراكتهما الأخيرة باعتبارها أداة رئيسية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية وسط تراجع نفوذ أمريكا في المنطقة، كما أنها أيضاً مصدر لصفقات الطاقة والأسـ.لحة المربحة.
ونقلت المجلة عن مسؤول تركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته, قوله: “لا نريد أن نرى علاقاتنا الإستراتيجية مع روسيا تتدهور حول سوريا، ولكن أولويتنا هي مصالحنا الوطنية”.
من جانبه, قال “مسؤول تركي كبير آخر”: إن “علاقة تركيا بروسيا قد وصلت إلى أصعب نقطة منذ سنوات ويبدو أنها تزداد سوءاً”.
كما أن روسيا “مصممة على الحفاظ على شراكتها مع تركيا بعد التقدم بعقد بقيمة 2.5 مليار دولار لشراء S-400، وفقاً لـ”مسؤول روسي كبير”.
ولفت المسؤول الروسي أنه من المهم للغاية أن تتقارب روسيا مع عضو رئيسي في الناتو يتحدى الولايات المتحدة.
وكشف المسؤول الروسي أن بلاده تقوم “ببناء أول محطة نووية في تركيا بتكلفة 20 مليار دولار، وقد فتحت خط أنابيب TurkStream الشهر الماضي لنقل الغاز الطبيعي تحت البحر الأسود إلى تركيا وعدة دول في جنوب شرق أوروبا”.
واعتبر المسؤول الروسي أن ذلك ما قلل من اعتماد موسكو على شبكة أوكرانيا، وحالياً تعد تركيا من بين أكبر ثلاثة مشترين للغاز الروسي.
تركيا تدير موقف صعب
من جهته, أكد مسعود حقي كازين أستاذ القانون بجامعة يديتيب بإسطنبول وعضو مجلس الأمن والسياسة الخارجية الذي يقدم المشورة لأردوغان أن تركيا “تسعى إلى إدارة موقف صعب مع روسيا في إدلب”.
غير أنه إذا تعارضت مصالح كلا البلدين فلن يتمكن أي منهما من الظهور كفائز, وفق حقي كازين.
ويزور تركيا يوم السبت وفد روسي سيبحث الوضع في إدلب والتطورات الحاصلة بين تركيا وروسيا بحسب ما ذكرت الرئاسة التركية.
وتأتي هذه التطورات بعد توتـ.رات شهدتها إدلب عبر تصعـ.يد عمليات قوات الأسد وروسيا وعدم التزامهما بالاتفاقات المبرمة مع تركيا, ما أدى لتقدمها في المنطقة وسيطرتها على مدن استراتيجية أبرزها معرة النعمان.
اقرأ أيضاً: روسيا تكشف حيلة إسرائيل لإعاقة عمل دفاعات الأسد الجوية أثناء تنفيذ عملياتها في سوريا
وطلب الرئيس التركي من نظيره الروسي أمس الأربعاء تفهُّم حساسية موقف تركيا في سوريا, مؤكداً عدم الحاجة للتصعيـ.د وأن النظام يتحرك بأوامر من روسيا.
وأمهل الرئيس أردوغان، الأربعاء، قوات الأسد حتى نهاية فبراير/شباط، للانسحاب خلف نقاط المراقبة التركية في إدلب.
وتوعـ.د أردوغان بتنفيذ عمليات عسـ.كرية واسعة في سوريا وخاصة إدلب مستنداً لاتفاق أضنة بين سورية وتركيا الذي يسمح لتركيا بالدخول إلى عمق الأراضي السورية.
وقال أردوغان إنه أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يتوجب على قوات الأسد الانسحاب من حدود “اتفاق سوتشي”، وإن لم تنسحب هذه القوات فإن تركيا ستتكفل بذلك وستضطر لفعل ما يجب.