بوتين يمنح بشار الأسد ضوءاً أخضر للضغط على أردوغان من أجل تنفيذ هذا الأمر في إدلب!
أكدت وكالة الصحافة الفرنسية أن نظام الأسد لا يملك في الوقت الراهن الموارد اللازمة لاستعادة محافظة إدلب كاملة، فيما يجد آخر العناصر والمدنيين المعارضين في المنطقة أنفسهم أمام خيارات محدودة أحلاها مرّ، وفق محللين.
وبحسب ما رصدت الوسيلة, قال مدير قسم الشرق الأوسط في معهد دراسات الحرب نيكولاس هيراس: «لا يملك نظام بشار الأسد راهناً العديد أو الموارد اللازمة للسيطرة على كامل إدلب في هجـ.وم واحد».
وأضاف أن النظام «يحتاج دعماً روسياً من مستشارين وقوات جوية ودعماً مـ.دفعياً»، لكن «من غير المرجح» أن تحظى به «في هذه المرحلة من الحملة».
وأوضح هيراس أن ذلك كون المحافظة ومحيطها مشمولان باتفاق أبرمته روسيا، أبرز حلفاء النظام، وتركيا الداعمة للفصائل المعارضة في سوتشي في سبتمبر (أيلول) 2018.
ويشير هيراس إلى أن الاتفاق نص على إقامة منطقة منزوعة السـ.لاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل.
كما نصّ الاتفاق على فتح طريقين دوليتين، تسيطر الفصائل على أجزاء منهما، تمران عبر إدلب وتربطان محافظات عدّة، بعضها ببعض قبل نهاية العام.
ويتحدث تقرير الوكالة عن تراجع التوتر لبعض الوقت بعد توقيع الاتفاق، منوهاً إلى أن أي انسحابات لعناصر هيئة تحرير الشام لم تحصل، فيما استأنف النظام عملياته على مراحل، وتمكن من قضم مناطق واسعة.
ضوء أخضر روسي
واعتبر هيراس أن تقدم النظام في إدلب يتم بموجب «ضوء أخضر» روسي «لممارسة ضغوط كبيرة على تركيا وإجبارها على تحمل المسؤولية في نزع سـ.لاح هيئة تحرير الشام وحلفائها مقابل تعهد روسي بوقف الأعمال العـ.دائية».
ورأى هيراس أن ذلك دفع قوات الأسد في الوقت الراهن لاستعادة طريق «أم فايف» الاستراتيجية التي تربط محافظة حلب بدمشق، وتتفرع منها طريق ثانية تربط محافظة اللاذقية بإدلب, ما أدى لسيطرتها الجمعة على جزء كبير منها.
ويعتقد هيراس أن «كلفة المعارك» للسيطرة على المناطق الواقعة شمال هذه الطريق، وبينها مدينة إدلب، وصولاً إلى الحدود التركية، هي «أعلى مما يريد بوتين أو الأسد تحمّله في هذه المرحلة مع تمركز تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها بأعداد كافية فيها»، ما يمكنها من الصمود.
تركيا حازمة
وأشار تقرير الوكالة إلى أن تركيا بدت حازمة في تحـ.ذيرات وجهتها إلى النظام بعد تعرّض مواقعها في إدلب الاثنين لقـ.صف سوري أوقـ.ع 7 جنود أتراك؛ وعامل مدني.
وقال الباحث المتابع للشأن السوري سامويل راماني إنّ مواصلة قوات النظام تقدّمها «تعتمد على ما إذا كان الجيش السوري سيواجه مقاومة شديدة من القوات التركية» أم لا.
وأضاف راماني: «إذا كان الأمر كذلك، فقد يرغب الأسد في تجميد النـ.زاع مؤقتاً ثم إعادة تصعيـ.ده بمجرد تجاوز الأزمة الراهنة في العلاقة السورية – التركية».
ولفت راماني إلى أن الأسد الذي تسيطر قواته على أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد لطالما كرر عزمه استعادة إدلب.
وذكر التقرير بتصريح الأسد في شهر تشرين الأول, حين قال إنّ «معركة إدلب هي الأساس لحسم الفوضى والإرهـ.اب في كل مناطق سوريا».
منطقة عازلة جديدة في إدلب
وتخشى تركيا التي تستضيف حالياً أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، تدفق موجات جديدة من النازحين إلى أراضيها، فتغلق حالياً حدودها بإحكام.
ويعرب راماني عن اعتقاده أن يكون إقامة منطقة عازلة جديدة في إدلب الخيار الأكثر ترجيحاً، لكن من غير الواضح ما إذا كانت تركيا ستمضي في ذلك حتى النهاية، أم لا».
واكد راماني أن استمرار دعم أنقرة لعناصر المعارضة سيمكنهم من الصمود، وتخليها عنهم يعني أن «مستقبلهم سيكون أكثر غموضاً».
ورأى راماني في نهاية المطاف أنه «قد ينضم بعض السوريين إلى تركيا عناصر أجانب (..) لكن معظمهم، إما سيكونون تحت رحمة قوات الأسد، أو سيواجهون الحياة نازحين أو لاجئين».
اقرأ أيضاً: إيران تؤكد أن ملف إدلب سيحسم خلال هذه المدة!
وكان الرئيس رجب طيب إردوغان قد أمهل النظام حتى نهاية الشهر الحالي، لسحب قواتها من محيط نقاط المراقبة التركية في مورك والصرمان في جنوب المحافظة.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع استمرار تقدم قوات الأسد في ريف إدلب الشرقي ومواصلة أنقرة إرسال تعزيزات عسـ.كرية إلى محيط مدينة إدلب.
وتعتبر محافظة إدلب ذات أهمية كبيرة كونها المعقل الأخير لمعارضي الأسد، إذ إن نصف القاطنين فيها نازحون من محافظات أخرى، وضمنهم عناصر معارضون غادروا مناطقهم إثر اتفاقات إجلاء أعقبت عمليات واسعة لقوات النظام.