أخبار سوريا

قيادي معارض يكشف تفاصيل العمل العسكري التركي ضد قوات الأسد في إدلب

تحدث رئيس وفد “أستانة” العسـ.كري الأسبق، العميد الركن “فاتح حسون” عن التطورات الأخيرة التي تشهدها إدلب وحقيقة إقدام تركيا على تنفيذ عملية عسـ.كرية واسعة ضد قوات الأسد في حال رفضت الانسحاب إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية.

وأفاد حسون في لقاء مع وكالة ستيب رصدته الوسيلة بأنه “وبعد لقاء الوفد الروسي برئاسة مبعوث الرئيس الروسي، سيرغي لافرنتييف، بالفريق التركي الذي ترأسه معاون وزير الخارجية التركي، يوم أمس، كان بيان الخارجية التركية يدل على عدم التوصل لاتفاق مشترك، ورفض تركي للطرح الذي حمله الوفد الروسي”.

وأشار حسون إلى تصريحات وزير الدفاع التركي الصادرة لاحقاً بضرورة انسحاب قوات النظام قبل المهلة المحددة (نهاية شباط الجاري)، وبأن تركيا تمتلك “خطط بديلة” في حال عدم تنفيذ ذلك.

ورجح حسون أن الخيار العسكري لمجابهة قوات النظام هو من الخطط المعتمدة لدى تركيا بمشاركة قوى الثورة العسـ.كرية التي هي بطبيعة تخوض حاليًا معـ.ارك شـ.رسة وغير متكافئة ضد قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له بغطاء من الطيران الحـ.ربي الروسي الذي يعتمد سياسة الأرض المحـ.روقة مما يتيح تقدم للقوات البرية المعـ.ادية.

أهداف ونقاط العمل التركي المرتقب

وأكد حسون أن هدف أي معركة تخوضها تركيا مع الجبهة الوطنية للتحرير “أحد تشكيلات الجيش الوطني السوري” ضد قوات النظام لن يكون إلا لحماية المدنيين وتأمينهم، ودحر قوات النظام بعيدًا عن نقاط المراقبة التركية وإلى الحدود الجغرافية المتفق عليها في قمة سوتشي حول إدلب عام 2018 بين الرئيسين التركي والروسي.

ولفت العميد الركن إلى أن تركيا ما زالت ومعها قوى الثورة السورية ملتزمة باتفاقياتها وتعهداتها، وترى أن إجبار النظام السوري على تنفيذها حق يجب التوصل إليه بكافة السبل المتاحة.

حقيقة التوترات بين تركيا وروسيا

وعن حقيقة الخـ.لافات مع تركيا والتي دفعت روسيا للتصعيـ.د في إدلب, أوضح حسون أن التصعيـ.د الروسي في منطقة إدلب ارتبط بدعم تركيا لحكومة فايز السراج في ليبيا، في الوقت الذي تدعم به روسيا قوات المشير،خليفة حفتر.

وأضاف حسون أن هذا الأمر قلب الطاولة وغيّر الموازين خلال أسابيع إن لم يكن أيام، ما استثار الروس بشكل كبير ومعهم مجموعة من المتضررين من التدخل التركي بهذه الطريقة في ليبيا، فارتفعت وتيرة التصعيد الروسي في منطقة إدلب بتنفيذ وتوجيه روسي كردة فعل.

العميد الركن “فاتح حسون”

كما نوه العميد حسون إلى باقي الملفات الخلافية بين روسيا وتركيا كملف أولويات تطبيق بنود اتفاقية قمة سوتشي حول إدلب، ومعـ.ارك شرق الفرات، وتعامل الروس مع “قسد”، وعدم اعتراف تركيا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وغيرها من الملفات التي تعتبر بمثابة الخـ.لافات القديمة المتجددة.

واعتبر حسون أن تلك الملفات الخلافية لم يكن لها التأثير الأكبر في التصعـ.يد الروسي في منطقة إدلب مقارنة بالخـ.لاف حول الملف الليبي.

تحرك تركيا سيجبر روسيا على المفاوضات

وحول طبيعة العمل العسـ.كري التركي المتوقع, بين حسون أن تركيا بمجرد بدء عملية عسـ.كرية ضد قوات النظام المحيطة بنقاط المراقبة التركية كمرحلة أولى، فإن روسيا لن تشارك في التغطية الجوية لقوات النظام وستأخذ دور الوسيط “غير الموثوق” بين الطرفين.

وأشار حسون إلى أن هذا سيجعل روسيا تجلس مجددًا على طاولة المفاوضات لمحاولة إيقاف العمليات العسـ.كرية، إن لم يكن بالعودة إلى اتفاقية سوتشي حول إدلب.

وبرأي حسون, فإن عودة روسيا للتفاوض مع تركيا سيكون بتحقيق مكاسب ترضي تركيا وتحقق معظم أهدافها.

مصير نقطة المراقبة في مورك

أما بالنسبة لمصير نقطة المراقبة التركية بمورك في ظل التحركات التركية الأخيرة, فيرى رئيس اللجنة العسـ.كرية السابق أن قوات النظام والميليشيات الداعمة لها لن تبقى قريبة من نقاط المراقبة التركية، وستبتعد عنها فور البدء بالعملية العسكرية التركية.

واعتقد حسون بأن العملية العسـ.كرية التركية لن يوقفها سوى التزام روسيا مجددًا بتطبيق اتفاقية قمة سوتشي حول إدلب.

اقرا أيضاً: مصدر عسكري يحذر من تبعات تمديد المفاوضات الروسية التركية بشأن إدلب

والأحد, حذّر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار, من أن تركيا ستغير مسارها في شمال غربي سوريا إذا تواصل خرق الاتفاقات في محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة.

وقال أكار، لصحيفة “حرييت”: “إذا تواصل خرق الاتفاق، لدينا خطة ثانية، وخطة ثالثة”. ولوح بتنفيذ خطتي “ب” و “ج” في محافظة إدلب على غرار ما جرى في درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام.

وأضاف أكار: «نقول في كل مناسبة «لا تضغطوا علينا، وإلا فخطتنا الثانية وخطتنا الثالثة جاهزتان».

وتواصل تركيا إرسال تعزيزات جديدة إلى نقاط مراقبته المنتشرة داخل محافظة إدلب شمال غربي سوريا، حيث دخلت أمس الأحد، قافلة تشمل قاذفات صواريخ ودبابات وعربات مدرعة وناقلات جند وذخيرة اتجهت إلى نقاط المراقبة في إدلب.

وتأتي هذه التعزيزات بشكل غير مسبوق, إذ وصل أكثر من 1240 شاحنة وآلية عسكرية تركية إلى الأراضي السورية، تضم دبابات وناقلات جند ومدرعات و«كبائن حراسة» متنقلة مضادة للرصاص، ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة ما لا يقل عن 5 آلاف جندي، قسم كبير منهم من القوات الخاصة (الكوماندوز).

وفشلت السبت محادثات تركية روسية في أنقرة حول الوضع بإدلب (شمال)، ركزت على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان عودة الهدوء على الأرض ودفع العملية السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى