لقاء أردوغان وبوتين لن يكون سهلاً.. مراقبون أتراك يكشفون التفاصيل!
توقع الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، أن يتوصل الرئيسان التركي والروسي إلى التهدئة الدائمة، والإعلان عن منطقة آمنة بالشمال السوري.
وقال في مقال ترجمته “عربي21” عن “حرييت”، “لقاء الرئيسين، لن يحدد مسار الوضع بإدلب فقط، بل أيضا مسار علاقات البلدين”.
وبحسب سيلفي, استطاع الرئيسان تجاوز عدة أزمات، من حادثة الطائرة الروسية، وعملية “درع الفرات”، و”غصن الزيتون”، و”نبع السلام”.
واعتبر سيلفي بحسب ما رصدت الوسيلة أن تركيا وروسيا أصبحتا المهندستين لمسار أستانا في سوريا.
وسيضع الرئيسان مشكلة إدلب على الطاولة، في الوقت الذي تتغير نظرة بوتين حولها.
إلا أن التعليقات في أنقرة تقول: إن بوتين يتصرف كرئيس للمخابرات الروسية “الكي جي بي” هذه المرة.
وأضاف أن عبارة “صديقي بوتين” لم تتحول إلى “السيد بوتين” في خطابات أردوغان بعد، ولكن ثقته به قد اهتزت مؤخرا.
ونقل سيلفي عن مصادر, أن أردوغان لن يضع فقط مسألة إدلب على الطاولة، بل ستشمل محادثاته العلاقات الاقتصادية بحزمة واحدة.
كما أشارت مصادر الكاتب إلى أن المحادثات ستشمل أيضا موضوع الغاز التركي، ومحطة الطاقة النووية، ومنظومة “أس400”.
وأوضح سيلفي أنه سيتم توجيه رسالة مفادها أن العلاقات التركية الروسية ليست إدلب فقط، ولكنها قد تتضرر من هناك.
وأكد سيلفي أن أنقرة ترى مسألة إدلب نقطة تحول.
وحذر سيلفي من تراجع بلاده عن إدلب ما يعني أن القادم سيكون بمناطق “غصن الزيتون”، و”درع الفرات”، و”نبع السلام”.
مخططات أردوغان ومقترحات بوتين
وبين سيلفي أن الإعلان عن منطقة آمنة بإدلب، يعني إغلاق المجال الجوي على المقـ.اتلات التركية، ومقاتلات الأسد وروسيا.
ولفت أن أردوغان يحمل بحوزته مخططات لمـ.واجهة مقترحات بوتين، التي قد تتضمن “السيطرة على مركز إدلب”، أو “مشاركة الجانبين”.
ووضع الكاتب احتمالين تساءل من خلالهما إن كانت الحبال ستقطع بين البلدين أم أن عملية جديدة ستكون بين الطرفين.
ورجح في الوقت نفسه إحراز تقدم يشمل الإعلان عن وقف إطلاق نـ.ار، حتى لا تنقلب الطاولة بين الجانبين.
ميول تركيا وروسيا للمصالحة
اعتبر الكاتب التركي، محرم ساريكايا، أن العلاقات بين موسكو وأنقرة تتعرض لضغط شديد بسبب منطقة صغيرة مثل إدلب.
وقال في مقال نشرته “خبر ترك”، “هناك تصور بأنه إذا لم يتوصل الجانبان إلى حل وسط، فإن العلاقات بين البلدين قد تنتهي”.
وأوضح أن مشكلة إدلب بين أنقرة وموسكو، لا تكفي لإنهاء العلاقات التي تطورت بشكل تلقائي منذ عام 1990.
وأكد حاجة روسيا لتركيا بقدر حاجة تركيا لروسيا، لذلك استبدل بسيناريوهات الأزمة التي أثارها مسؤولون البلدين ليومين قبل الاجتماع، رسائل مصالحة.
وأضاف أنه في اجتماع الجانبين في موسكو نهاية شباط، حاولت روسيا عدم التنازل عن الخريطة التي تريد فرضها، ولكنها أبدت الأربعاء ميلها للمصالحة.
لقاء الرئيسين ليس سهلاً
ورأى الكاتب التركي سيدات أرغين، أن اجتماع الخميس يختلف عن الاجتماعات السابقة، بعد وصول العلاقات بين البلدين إلى “حد السـ.كين”.
واعتبر بمقال على “حرييت”، أن النتائج، ستحدد مسار عدة أزمات ساخنة، بدءا من الهجمات المتواصلة، وموجة اللاجئين، الأضخم، ومستقبل علاقات البلدين.
وقال أرغين “هناك ترقب من الجميع بما فيها “الناتو” و”الاتحاد الأوروبي”، والأمم المتحدة، لهذا اللقاء.
وتساءل أرغين بالوقت نفسه، عن إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة كما حدث في أيلول 2018 بسوتشي.
ولم يخف أرغين عمق الخلافات، مشيراً إلى أن اللقاء يأتي بعد مقتل 33 جنديا تركيا بقصف من طائرات روسية مع مقـ.اتلات النظام في إدلب.
ولفت أرغين إلى أن الأمر ليس من السهولة فيه رفع أثره في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف: “الاجتماع مختلف، لأنه يأتي في الوقت الذي انقلب فيه الوضع بإدلب رأسا على عقب، لاسيما بعد كانون الأول الماضي”.
وتابع: “روسيا حولت التوازن بإدلب لصالح الأسد، بوضع كل ثقلها في الحرب جواً، فيما تدخلت تركيا أيضا بالوضع الجديد ونشرت كتلة عسكرية بإدلب في شباط”.
ونوه الكاتب إلى أن كل ذلك “أدى إلى مواجهة البلدين وجها لوجه في الميدان”.
ويحتفظ كلا البلدين بموقف معارض عن بعضهما تماما، بشأن تفسير اتفاق سوتشي بإدلب، وفق الكاتب.
وبين أرغين أن أنقرة تنتقد موسكو لعدم الوفاء بالتزاماتها، في حين تحمل روسيا تركيا مسؤولية لعدم الإيفاء بتعهداتها بشأن تحرير الشام.
وأشار إلى أن تركيا اتخذت في شباط الماضي، سلسلة من الإجراءات لتغيير المعادلات العسكرية في إدلب، التي كبدت فيها النظام خسائر كبيرة.
اقرأ أيضاً: تركيا توضح الغاية من مباحثات أردوغان وبوتين.. هذا ما أكدت على وجوب تحقيقه!
وأكد أرغين، أن قمة اليوم ستكون الأصعب بين أردوغان وبوتين، ووقف إطلاق النـ.ار قد يسهم في توقف الاشـ.تباكات وإعادة فتح أبواب السلام.
كما أن كلا الزعيمين لا يرغبان في مغادرة القمة بينهما بقصة فشل، رغم كل الصعوبات الميدانية.