فقدت مدينة حلب يوم الاثنين منشدها “حسن حفار”, أحد الأعلام الذين سخروا حياتهم في مدح النبي محمد.
ونشر ناشطون وإعلاميون على صفحات التواصل الاجتماعي نعوات المنشد الذي ترك وراءه أثراً وإرثاً ثميناً للمنشدين الشباب.
وعبر الناشطون عن حزنهم لفقدان قامة من قامات الإنشاد التي رحلت عن عمر ناهز الثمانين عاما, أعطى معظمها للإنشاد والمديح النبوي والأذان في مساجد حلب بما فيها الأموي.
سخر حياته في مديح النبي
ونعى المنشد يوسف دهيبي، شيخه الحفار واصفاً إياه بأحد الأهرام والأعلام الذين سخروا حياتهم لمدح النبي.
وقال دهيبي في منشور رصدته الوسيلة على الفيسبوك, “الحفار واحد من الأهرام والأقطاب والأعلام الذين سخروا حياتهم في مدح النبي محمد”.
ومع لحظات إعلان وفاة الحفار, انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل مصور للمنشد حسن الحفار وهو يركز على موشحات مديح آل البيت.
الحفار يرفض تكريم بشار الأسد
وقال الحفار في ذلك التسجيل الذي لاقى صدى واسعاً بين السوريين إنه رفض تكريم بشار الأسد له حفاظاً على كرامته.
كما وصى الحفار في ختام ظهوره الإعلامي المنشدين الشباب بالمحافظة على التراث الذي عمل طوال حياته للحفاظ عليه.
واعتبر إعلاميون أن رفض الحفار تكريماً من الأسد يشكل صفعة قوية لموالي النظام ومؤيدي الأسد خاصة من الفنانين الذين يؤدون فرائض الطاعة ليل نهار.
هل اعتزل الحفار قبل وفاته؟
وبعد انتشار أنباء كثيرة عن اعتزاله الإنشاد بسبب غيابه لفترة طويلة آنذاك, نفى الحفار تلك الإشاعات المتداولة.
وأطل الحفار عبر إذاعة “نينار إف إم ”، لينفي كل ما تم تداوله حول اعتزاله الإنشاد.
وقال الحفار وقتها معرباً عن مشاعره تجاه مدينة حلب إن دمي معجون بالمدينة.
سنوات من العمل والإنشاد
الحفار, درس أصول الإنشاد والتجويد ومقامات الموسيقى العربية الكلاسيكية, وعمل لسنين طويلة مع كبار المنشدين في حلب، أمثال الراحل صبري مدلل وعبد الرؤوف حلاق وعمر البطش.
وبعد 17 عاماً من العمل والإنشاد كون فرقته الخاصة التي أحيا معها عشرات الحفلات داخل سوريا، وخارجها في العديد من الدول العربية والأجنبية.
ولعل أبرز الحفلات التي أحياها الحفار خارج سوريا في بيروت عام 2006، وفي المغرب والبحرين، وحفلات باريس في عام 2009
وصلات حلب
وسجل الحفار خلال زيارته باريس مع المنشد صبري مدلل عام 1999، أسطوانة “وصلات حلب”، والتي صدرت في عام 2009
وشملت أسطوانة وصلات حلب على موشحات من ألحان عمر البطش وداوود حسني وسيد درويش.
مسقط رأس الحفار
الحفار, ولد في “ساحة بزة” التي تقع ضمن حي باب المقام الشعبي التاريخي عام 1943.
ودخل الحفار في “الكتّاب”، وتلقى علومه فيه حيث تتلمذ على يد المنشد “عبد القادر حجار” الذي علمه فن الموشحات والأناشيد
حياة طويلة في الإنشاد الديني.