الواقع الصحي في سوريا… هذا ما كشفته دكتورة سورية عن موعد نهاية “كورونا” ونصائحها للسوريين!
خاص الوسيلة - صهيب الابراهيم
مع اتساع دائرة انتشار فيروس كورونا المستجد وتزايد عدد حالات الإصابات، تزايدت حالة الهلع والخوف بين الناس, وصارت ممارسات النظافة العامة وطرق الوقاية أمراً لا مفر منه.
واضطرت جميع حكومات وقيادات في أنحاء العالم لإعلان الاستنفار التام في مواجهة هذا الفيروس الذي يحصد المزيد من الأرواح على مدار الساعة.
ولمعرفة مدى خطورة الفيروس على السوريين وإجراءات التصدي له وتداعيات ذلك على السكان بمناطق المعارضة والنظام, التقت الوسيلة مع الدكتورة الصيدلانية غادة حمدون.
وتأخر نظام الأسد في الإعلان عن أول إصابة كورونا في مناطق سيطرته حتى الأحد الماضي, بعد إصرار ونفي وجود أي إصابات.
وتعليقاً على إعلان النظام ارتفاع عدد إصابات كورونا لأربع حالات في سوريا, قالت د.حمدون: “طبيعة نظام الأسد في الأصل لا تعتمد على الشفافية وكلنا يعلم حقيقة تصرفه في بداية الثورة”.
وأشارت حمدون إلى محاولة النظام تضليل السوريين وإخفاء الحقائق عن الشعب.
وذكرت حمدون ببداية مظاهرات السوريين وتغطية الفضائيات مباشرة من مكانها عبر كاميرات الناشطين, فيما يصر النظام أن الناس خرجت تدعو الله لينزل المطر”.
واعتبرت حمدون أن إجراءات النظام السوري التي يقوم بها الآن من منع التجول وإغلاق المدارس وأماكن التجمعات ما هي إلا لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي.
ورأت حمدون أنه لو كان النظام جادا في حماية الناس من الكورونا لحمى كبار السن في الدرجة الأولى.
وأشارت بهذا الخصوص لتسجيل مصور انتشر قبل يومين أمام بريد حمص يظهر تجمع المئات من الموظفين المتقاعدين ليقبضوا رواتبهم.
ولفتت حمدون أنه كان الأولى بحكومة النظام وضع رجلين من الشرطة فقط لتنظيم استلام الرواتب لمنع التزاحم أو توزيع الرواتب على عدة أيام.
وانتقدت الدكتورة حمدون مشاهد الازدحام أمام المخابز في حلب وعدم سعي النظام لتجنيب الناس هذه الازدحامات.
وأكدت الصيدلانية حمدون أن هذا التناقض مابين قرارات الحجر الصحي والواقع المعاش يجعلنا لا نثق بإجراءات الحماية التي يقوم بها.
وأشارت حمدون إلى وجود آلاف الإصابات ومئات الوفيات التي يتكتم عنها النظام ويطلب تسجيلها تحت بند التهاب رئوي وفق وثائق مسربة بالأرقام والأسماء.
وأوضحت حمدون أن الواقع الصحي في سوريا قبل الثورة كان سيئا بالأصل وغير مهيأ للتعامل مع أي وباء فمنظومة الفساد تطال القطاع الصحي وتحكمها المحسوبيات والواسطات.
وبينت حمدون أن سوريا بعد ١٠ سنوات من الحرب والتهجير والاعتقال والقتل تشكو المنظومة الصحية من أبسط وسائل السلامة للكادر الصحي.
وكشفت الصيدلانية عن نقص كبير بالكمامات والقفازات الطبية للأطباء العاملين في مؤسسات النظام, بحسب تأكيدات من داخل تلك المؤسسات.
وتطرقت حمدون للحديث عن واقع سجون الأسد سيئة الصيت, مبدية قلقها من تدهور الأوضاع الصحية للموقوفين والمعتقلين هناك.
وأكدت الدكتورة الصيدلانية أن سجون نظام الأسد تشكل بؤرة لانتشار مرض الكورونا.
ما الذي يمكن أن تقدمه حكومات النظام والمعارضة لمواجهة كورونا؟
وشددت حمدون على استطاعة حكومات النظام والمعارضة تقديم الكثير إن كانت لديها الرغبة في ذلك وخاصة إذا سمح للمجتمع المدني بالمساعدة.
وتابعت حمدون أن المعروف عن الشعب السوري حب المبادرة وقت الكوارث.
وأشارت لوجود معوقات تواجه أي مبادرة بالنسبة لمناطق النظام بسبب الموافقات الأمنية واحتمالية الاعتقال أو الإخفاء كما رأينا سابقاً.
وبحسب حمدون, فإن مناطق المعارضة بالأصل لا تعتمد على إدارة واحدة بل إدارات تتبع للدول المانحة لدعم القطاع الصحي.
وبرأي حمدون, سيكون الاعتماد بمناطق المعارضة على المجتمع المدني ومؤسساته الطبية والدفاع المدني لنشر الوعي لضرورة الحجر ومخاطبة المجتمع الدولي بتقديم وسائل الفحص.
ما التأثير المحتمل لفيروس كورونا على السوريين ؟
ورداً على سؤال الوسيلة عن تأثير كورونا المحتمل على السوريين, أجابت حمدون بأن السوريين تعودوا بالتأكيد على استقبال الفيروسات ومحاربتها بكل الوسائل منذ بداية الثورة.
واستطردت حمدون: “فيروس الأسد بكل طياراته, إلى فيروسه الكيميائي لم يستطع أن يقضي على الشعب السوري.
وحذرت الدكتورة حمدون من مأساة إنسانية كبيرة إن لم يتحرك تحرك المجتمع الدولي لمساعدة الشعب السوري الذي يعيش ظروفاً سيئة جدا والتي تعد مهيأة لانتشار كل الأمراض.
مخاوف كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة
وأكدت الدكتورة حمدون حقيقة المخاوف الموجودة لدى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة المعرضين أكثر من غيرهم للإصابة بهذا الفيروس.
ونصحت حمدون هذه الفئات من السوريين باتباع وسائل الحماية من النظافة الشخصية والحجر الصحي وتناول الطعام الصحي والتحصن بالدعاء والصلاة.
وحثت الصيدلانية جميع السوريين على ضرورة مساعدة كبار السن.
واستدركت حمدون: “مجتمعاتنا تحب وتحترم الكبير وتعتني بهم جدا فهم بركتنا, ومسؤليتنا, وخاصة الذين لم يبق لهم معين”.
وتوقعت حمدون بقاء احتمالية انتشار فيروس كورونا حتى ٢٠ من شهر نيسان القادم والله أعلم بالقياس إلى تجربة الصين.
وأردفت حمدون أن الفيروس له دورة حياة ١٤ يوماً ليظهر وبعدها يتعافى الإنسان منه خلال أسبوع لأسبوعين.
ومع اتباع تعليمات الحجر الصحي ستقل الحالات الخطرة ومن أصيب بهذا الفيروس ولم تظهر عليه أعراض المرض فقد اكتسب مناعة ضده, وفق حمدون.
ولم تخف الدكتورة حمدون توقع احتمالية موت الفيروس بدرجات حرارة عليا, إلا انها ركزت على أن الأمر حتى اليوم الأمر غير مؤكد بانتظار ما ستؤول غليه الأيام القادمات.
نصائح وإرشادات للسوريين
وجهت الصيدلانية حمدون العديد من النصائح والإرشادات للسوريين للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا, أهمها:
-الالتزام بتعليمات مؤسسات الصحة الرسمية والعالمية
– الاعتناء بالنظافة الشخصية وخاصة غسل اليدين بالماء والصابون قبل الطعام وقبل لمس الوجه.
– الابتعاد مسافة متر ونصف عن الأشخاص وخاصة المصابين بالرشح والعطاس أو السعال.
أما إذا ظهرت على الشخص أعراض كارتفاع الحرارة أو العطاس عليه الاتصال بمقدمي الرعاية الصحية ببلده, وعزل نفسه ريثما يتم التأكد من عدم إصابته بالفيروس.
-أخذ المعلومات الصحيحة عن الفيروس من مواقع الصحة المعتمدة في مكان تواجدهم أو موقع منظمة الصحة العالمية
-عدم نشر وتداول الشائعات غير الصحيحة لأنها تثير الخوف لدى الناس وتضر بصحتهم
– عدم الخوف.. والحفاظ على الهدوء فالراحة النفسية لها دور كبير في شفاء معظم الأمراض وأما التوتر والخوف فيزيد حالة الانسان سوءاً
– اغتنام فترة الحجر الصحي لترميم الذات وتوطيد العلاقة مع الأسرة فهي فرصة لتجلس الأسرة هذه المدة الطويلة مع بعضها..
وختمت حمدون نصائحها بالإشارة إلى أن من كان وحيدا فعليه محاولة التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أهله وأصدقائه.
كما أنه بإمكان أي شخص سواء كان وحيداً أم لا أن يعمل عن بعد ليرمم ما ينقصه من مهارات ويكون قادراً على العيش الجيد.
وكانت حكومة الأسد قد اتخذت إجراءات احترازية لمنع تفشي فيروس “كورونا”، معلنة إغلاق المطاعم والمقاهي والأسواق.
كما أوقفت النقل العام والخاص في المحافظات، وفرضت حظر تجوال جزئي من الساعة السادسة مساء حتى السادسة صباحًا.
وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية من “انفجار” عدد حالات الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) في سورياز
اقرأ أيضاً: وزير الصحة في المعارضة السورية يتحدث عن الواقع الصحي في الشمال السوري.. فهل سجلت إصابات بـ “كورونا”؟
وبدأ فيروس “كورونا” بالانتشار منذ نهاية العام الماضي (2019) في الصين قبل انتقاله إلى غالبية دول العالم.
وبحسب منظمة الصحة العالمية, سجلت حتى الآن 375 ألفًا و498 إصابة بفيروس “كورونا”، توفي منهم 16 ألفًا و362 شخصًا.
وتعافى من الفيروس حتى اليوم 109 آلاف و145 شخصًا وفق ما ذكر موقع “Gis And Data”، الذي تديره جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية للأبحاث والبيانات.