تركيا تؤجل فرض حظر التجول الشامل لمواجهة “كورونا”.. لماذا؟
أكد المحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، أن فرض حظر التجول، يعد آخر إجراء قد تلجأ الحكومة التركية إلى فرضه، لمواجهة انتشار كورونا.
وقال كاتب أوغلو لـ “اقتصاد” بحسب ما رصدت الوسيلة إن الصحة التركية لا زالت قادرة على التعامل مع أعداد الإصابات.
ووفق أوغلو, لا زالت الحكومة التركية تعول على وعي المواطن التركي، لتطبيق العزل الاجتماعي بشكل طوعي، تجنباً للآثار السلبية الكبيرة لفرض حظر التجول بعموم البلاد.
وأضاف أوغلو أن الاقتصاد التركي يعمل 20% من طاقته في الوقت الراهن، بسبب كورونا، وهذه النسبة تخص الصناعات الضرورية من مواد غذائية وطبية.
واعتبر المحلل السياسي التركي أن إعلان الحكومة عن حظر للتجول يعني توقف هذه القطاعات عن العمل أيضاَ.
ورأى أوغلو أن خسارة هذه النسبة الضئيلة التي لم تتوقف عن الإنتاج يلقي بأعباء كبيرة على الحكومة والشعب معاً.
وتابع أوغلو أن هذا يعني أن الدولة لن تقدم على إعلان حظر التجول، إلا إذا كانت الضرورة قصوى.
كما أن فترة الأزمة غير معروفة، حسب أوغلو الذي أضاف: “نحن نتعامل مع أزمة مبهمة، غير واضحة المعالم”.
وأوضح أنه “غير المعقول أن تعلن الدولة حظراً للتجول، وتعلقه بعد شهر أو أكثر، والأزمة لازالت موجودة، والوضع لازال خارج السيطرة”.
وأضاف أن الدولة التركية عموماً شكلت خلية أزمة، داعياً الشعب التركي والجاليات الأجنبية بتركيا، للالتزام بالتعليمات الصادرة.
وطالب أوغلو بضرورة الامتثال المطلق لما تطالب السلطات به، وتحديداً الحد من الحركة، والحرص على عدم الاحتكاك مع الآخرين.
ورأى أن “تركيا التي تستورد البترول، استفادت كثيراً من هبوط أسعاره، وهناك نشاط واضح للشركات الطبية، وحركة طلب خارجي كبيرة على المنتجات التي تصنعها الشركات”.
وشدد على قدرة تركيا على تحويل محنة كورونا إلى منحة، لافتاً أنه بالمقابل ألقت الأزمة بظلالها على قطاعات عديدة، بمقدمتها السياحة والطيران.
حظر تجول شامل ليس سهلاً
وقال الصحفي التركي، عبدالله سليمان أوغلو، “فرض حظر تجول شامل ليس سهلاً، لما يترتب عليه من أضرار اقتصادية كبيرة وشلل للحياة الاجتماعية والتجارية”.
وأضاف أنه “ربما لا تستطيع دولة كتركيا تحمل تبعات هذا الإجراء، على المدى الطويل، ولا سيما مع توقعات باستمرار خطر الفيروس لمدة قد تزيد عن أشهر”.
وبين سليمان أوغلو أن “الحكومة تسعى لتقليل مخاطر الانتشار بالتزام الناس طوعياً، وتشديد الإجراءات مع ازدياد المخاطر”.
ولفت أن حزمة اقتصادية بمقدار 100 مليار في بلد سكانه 83 مليون بالتأكيد لا تساوي شيئاً مقابل حزم دعم بمليارات الدولارات بدول أصغر مساحة وسكاناً من تركيا.
ورأى اوغلو أن “فرض حظر تجول تام يعني أن على الدولة تعويض ودعم الجميع مادياً حتى يستطيع الناس الاستمرار بالحياة”.
وكثفت الحكومة التركية من اجراءاتها وقراراتها للحد من التجمعات وانتشار فيروس كورونا عبر سلسلة من التدابير الصارمة لوزارة الداخلية.
وتزداد مطالبات الرئيس أردوغان وكبار المسؤولين للشعب التركي بضرورة الحجر المنزلي الطوعي وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى.
اقرأ أيضاً: كورونا يطال حاكم ولاية تركية و4 مسؤولين بوظيفة قائم مقام
وكانت وزارة الصحة التركية قد أعلنت ارتفاع عدد الوفيات في البلاد إلى 214 بعد تسجيل 46 حالة وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال وزير الصحة فخر الدين قوجة إن عدد الإصابات ارتفع إلى 13531 شخصاً بعد تسجيل 2704 حالات خلال الساعات الماضية.
وأشار قوجة إلى تعافي 243 شخصاً من الفيروس بشكل إجمالي في البلاد.