أحد المقربين من “خالد تاجا” يكشف معلومات عن طبيعة وفاته.. ما دور بشار الأسد؟
كشف الصحفي “علي عيد” عن معلومات جديدة حول طبيعة وفاة الممثل السوري خالد تاجا الذي دعا إلى ثورة شعبية يتوحد فيها كل السوريون ضد نظام بشار الأسد.
وقال عيد في مقال نشرته “زمان الوصل” ورصدته الوسيلة تحدث فيه عن السنة الأولى من الثورة السورية وما أكده له أحد الناشطين بأنه لم يوفق في إخراجه إلى الحدود الأردنية.
ونقل عيد عن الناشط أن تاجا كان يتعرض لحالات اخـ.تناق وساء وضعه مع عدم وجود أدوات طبية للمساعدة.
وأشار الناشط أن الواقعة حصلت قبل وفـ.اته ببضعة أسابيع، أي في شباط عام 2012، وأن تاجا لم يكن يرغب بأن يعرف أحد بوجوده.
ولفت أن تاجا كان يتواصل مع شخص لانعرفه لتأمين الخروج، وفجأة طلب العودة لدمشق فتمّ تأمينه لآخر حاجز للجيش الحر على تخوم “إبطع” 80 كم جنوب دمشق.
الرواية الأقرب
ويعتقد عيد أن الرواية الأقرب في وفـ.اة تاجا هي لابن شقيقته إياد حجازي الذي لازمه طوال فترة مرضه بمستشفى الشامي، إذ ترد معلومة مفاجئة حول طبيعة الوفاة.
وقال حجازي إن خاله كان يعدّ لمعـ.ركة مصيرية مع النظام لدرجة أنه قبل دخوله الأخير للمشفى قام بتجهيز مزرعته بريف دمشق للانتقال إليها من شقته في حيّ دمر الدمشقي.
وأوضح حجازي أن تاجا كان يخطط لسكن طويل الأمد مع مؤنة كافية في تلك المزرعة، إذ اشترى كل ما يلزم له ولمن تبقى عائلة شقيقته بدمشق.
وأضاف إياد أن خاله بقي بمستشفى الشامي قرابة الشهر، وأن وزير الإعلام السابق عدنان محمود كان يزورهم بشكل مستمر للاطمئنان عن صحة تاجا.
الملك الأردني عرضاً لعلاجه
وبين إياد أن عرضاً جاء من الملك الأردني عبدالله بن الحسين لنقل تاجا بطائرة إلى الأردن والتكفل بعلاجه على نفقة الملك، الأمر الذي رفضع بشكل قاطع عدنان محمود.
وأشار إياد إلى أن العائلة كانت حجزت غرفتين بمشفى الشامي في طابقين متتاليين واحدة بالطابق السفلي لإقامة أخته والعائلة والأخرى بطابق علوي لخالد.
وتابع: إن الأطباء أفادوا باستقرار حالة تاجا بالليلة الأخيرة, ويمكن إخراجه من العناية، وكان وقتها عدنان محمود بغرفة العائلة وطلب المغادرة دون الإشارة لأنه سيمر بغرفة تاجا.
ليفاجأ إياد حجازي, كما يقول, وأفراد الأسرة بأن محمود توجه فور مغادرته غرفتهم إلى الطوابق العليا فدخل غرفة تاجا دون استئذان.
ويكمل إياد بأن محمود خرج من غرفة تاجا إلى غرفة الطبيب المسؤول بقسم العناية الفائقة ليفاجأ الجميع بعدها بوفاة خالد تاجا صباح 4نيسان 2012 دون تفسير.
وأكد إياد أن وفاة تاجا جاءت بشكل يتعارض مع توصية الأطباء الذين أكدوا استقرار حالته الصحية.
ورأى إياد أن احتمال تورط عدنان محمود وتكليفه بتصـ.فية تاجا تبقى فرضية كانت تحتاج لإثبات خبراء أدلة جنائية لكن ذلك كان متعذّرا في مشفى تراقبه أجهزة الأمن وتدير مفاصله بشكل دقيق.
عيد, أكد أن تاجا لم يكن مهادنا في معـ.ركته مع النظام، وكانت خساراته على المستوى العائلي الضيّق دافعا إضافيا لخوضه تلك المعركة.
زوجة خالد تاجا
وذكر عيد من تلك الخسارات ما حصل مع زوجته التي قتـ.لها عنصر بمرافقة رفعت الأسد قائد سرايا الدفاع التي عاثت فسادا في سوريا قبل أن يرحل إلى فرنسا.
وقال: إن زوجة تاجا هي المطربة سحر المقلي، واسمها الحقيقي فضيلة مقلي وتنحدر من محافظة حماة، قتـ.لها عنصر الحماية عام 1981.
وأوضح أن عنصر رفعت طلب منها الغناء لرفعت وحافظ الأسد خلال حفل بفندق سميراميس وسط دمشق، فتجاهلت طلبه ليقوم بإلقاء قنـ.بلتين مطلقا عبارة “من أنت لترفضي الغناء للمعلم”.
ولم يستبعد عيد أن يكون المرض أو الحزن من قـ.تل خالد تاجا، إلا انه يعود لفرضية عملية قـ.تل مدبّرة تبقى أمرا واردا يستحيل إثباتها جنائيا رغم وجود دلائل حسيّة.
عدو السوريين الأول والأخطر
وظهر تاجا بمقطع مصور عام 2009 واصفاً النظام السوري بـ”عدو السوريين الأول والأخطر”، ما لم يجرؤ أحد على قوله بهذه الحدّة والوضوح، ومن داخل دمشق.
ولعل هذا المقطع كفيل بتفسير موقف النظام ومخاوفه من فنان وصفه الشاعر “محمود درويش” بأنه “أنطوني كوين العرب”، دلالة على الأثر الذي تركه عن دوره في دراما الزير سالم.
ووفق الصحفي عيد, فإن الأثر الشعبي الذي تركه الراحل فنيّا وسياسياً جعله خصماً ثقيلا يصعب إزاحته بصورة اعتيادية.
خالد تاجا, شارك بمظاهرة المثقفين في الميدان في 13 تموز ـ يوليو عام 2011، وجرى توقيفه مع بعض الفنانين ومنهم الراحلة مي سكاف وفارس الحلو.
اقرأ أيضاً:
ولم يعـ.تقل تاجا بعد ذلك ولم يتعرض للتعـ.ذيب كما ورد من روايات، ومن الشهادات على هذا الأمر رواية ابن اخته مناع حجازي.
وفي مسيرة خالد تاجا الفنية مئات الأعمال الفنية والسينمائية والمسرحية الخالدة، وتاريخ من النضال العلني.
خالد تاجا, مواليد حي ركن الدين الدمشقي عام 1939 وهو الحي الذي دفن فيه وترك على شاهدة قبره عبارة اختارها: “مسيرتي حلم من الجنون، كومضة شهاب، زرع النور بقلب من رآها.. لحظة ثم مضت”.