تركيا ترغب برؤية زوال بشار الأسد.. فهل تتدخل روسيا نيابة عن النظام في إدلب؟
أكد “مايكل كوفمان” الباحث بمركز التحليلات البحرية والخبير العسـ.كري الروسي أن تركيا وروسيا تخوضان حالياً حـ.رباً باردة في إدلب.
وقال كوفمان لمجلة “ناشيونال إنترست” حسبما ترجمت “نداء سوريا” ورصدت الوسيلة: إن روسيا قوة عظمى سابقة تحتفظ بجيش كبير وأكبر ترسانة من الرؤوس الحـ.ربية النـ.ووية العالم.
وأضاف: “تركيا رغم كونها واحدة من أقوى أعضاء الناتو فهي قوة متوسطة الوزن تفتقر للأسلـ.حة النـ.ووية، ولكن “كما الحال في العقارات, الموقع هو كل شيء”.
واعتبر أن التفوق العسـ.كري العامّ لروسيا لا يُترجم إلى قوة متفوقة على الأرض في شمال سوريا.
وأوضح أن النظام نفذ هجـ.وماً للسيطرة على إدلب، إذ تمتلك روسيا قاعدة جوية رئيسية واحدة بسوريا -قاعدة “حميميم” قرب ميناء اللاذقية شمال غربي سوريا- وبحرية بطرطوس.
ولفت إلى أن هذا يخلق ضعفاً مع اعتماد القوات الروسية -التي تشمل عدة آلاف من القوات وعشرات الطائرات- على السفن لإحضار إمداداتها.
وبين كوفمان حاجة بلاده لعبور السفن من البحر الأسود -عبر البوسفور الذي تسيطر عليه تركيا- إلى الموانئ السورية شرق المتوسط.
وأشار كوفمان إلى أن روسيا على عكس الولايات المتحدة لا تمتلك قدرة كبيرة على الجسر الجوي لدعم قوة الاستطلاع الخارجية.
وتابع: روسيا لا تستطيع تعزيز قواتها بسوريا بما يتجاوز مستواها الحالي والحاجة إلى البوسفور للحصول على الدعم اللوجستي ما يضع قواتها بموقف ضعيف للغاية.
ورأى كوفمان أنه من غير المرجح أن يدعم حلف الأطلسي حملة تركيا في سوريا -التي تقع خارج منطقة الحلف- لكنه سيكون ملزماً بمساعدة عضو تعرضت أراضيه الوطنية للهجـ.وم.
واعتبر الخبير الروسي أن توجيه ضـ.ربة انتقـ.امية روسية إلى تركيا نفسها سيكون محفوفاً بالمـ.خاطر.
وأردف كوفمان: “يشبه الوضع الحـ.رب الباردة إذ تجنبت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الاشتـ.باكات المباشرة وبدلاً من ذلك قاتَـ.لَا عبر القوات بالوكالة”.
وأضاف: فيما تملك تركيا آلاف الجنود بإدلب مدعومين بطائرات بدون طيار؛ تدعم الطائرات الروسية النظام الذي يحاول السيطرة على إدلب.
وحسب كوفمان, من السهل تصور سيناريوهات متعددة عند انخراط القوات التركية والروسية في قتـ.ال مباشر، ورغم تجنبهما القتـ.ال المباشر فلا يمكنهما التراجع أيضاً.
واستدرك: “بينما يتجنب كِلا الجانبين الصـ.راع، لا يمكن لأي من الجانبين قبول الخسـ.ائر بالأرواح دون اتخاذ نوع من الإجراءات”.
ونوه إلى أنه لدى تركيا وروسيا تاريخ مضطرب ، بما في ذلك سلسلة من الحروب من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين.
وأضاف أن “هذه الحـ.روب لم تسر بشكل جيد لتركيا” ولكن المفارقات أن نقطة الانطلاق السورية تأتي مع التقارب الملحوظ بين البلدين بالسنوات الأخيرة.
ويرجح الخبراء, وفق كوفمان, أن أي اتفاق لوقف إطلاق النـ.ار في إدلب سيكون مؤقتاً في أفضل الأحوال.
وتساءل ما إذا كان الذي بين تركيا وروسيا لا يمكن فيه التوفيق بينهما، أم هي مجرد أهداف مختلفة يمكن تحقيقها بشكل متبادل.
ومن وجهة كوفمان, “المفهوم أن الجيش الروسي سيتدخل نيابة عن النظام إذا تهدد استقرار النظام وبقاؤه لكن لن تتدخل نيابة عنه في إدلب؛ لأن روسيا لا تحتاج إلى إدلب”.
وبالمقابل, يعتقد كوفمان أن تركيا ترغب برؤية زوال بشار الأسد على الأقل؛ لأن الهجـ.وم بإدلب دفع نحو مليون لاجئ نحو الحدود التركية.
اقرأ أيضاً: تركيا تباغت الوحدات الكردية بعملية خاصة للكوماندوز شمال شرق سوريا