روسيا تستطيع أن تفرض على النظام السوري ما تريده.. فلماذا يوبخ إعلامها بشار الأسد؟
فاجأ الإعلام الروسي متابعي الوضع السوري، الذي انتقـ.د فساد النظام وضعفه, فضلاً عن التشكيك بشعبية ومقدرة بشار الأسد على حكم سوريا.
وفتح الإعلام الروسي الباب واسعًا عن الهدف من تلك الحملة ودوافع روسيا لتوبيخ الأسد إعلاميًا وهي المتحكمة على الأرض عسـ.كرياً.
الإعلامي الخبير بالشأن الروسي د.نصر يوسف، قال لعنب بلدي، حسبما رصدت الوسيلة أن الحملة الأخيرة تحمل في طياتها شقين.
وأضاف: الأول اقتصادي، فتقارير “وكالة الأنباء الفيدرالية” جاءت بعد ملاحظة مالكها يفغيني بريغوجين، أن النظام يميل لإرساء المناقصات أوالمزادات على شركات صينية وإيرانية.
وأشار أن الأمر هذا جعل بريغوجين يشعر بنكران الجميل، من النظام، الذي قدم خدمات شركاته الأمنية الكثيرة للحفاظ على كرسي الأسد.
ووفق يوسف, واستناداً لذلك يعتقد بريغوجين أن له الحق في أن يفوز بأفضل الغنائم وبأحسن الشروط.
وأكد أن آمال بريغوجين تحطمت عندما هدأت الأمور قليلًا بسوريا، وكبر هامش المناورة لدى الأسد، ما اضطره لنشر التقارير ومن ثم حذفها.
ونوه يوسف أن هذه التقارير جاءت على شكل رسائل حـ.ادة اللهجة لنظام الأسد، ويذكره فيها بأن حريته ليست مطلقة.
وبين يوسف أن الشق الثاني، سياسي، فالحملة لم تقتصر على “وكالة الأنباء الفيدرالية”، إذ نشر “المجلس الروسي للعلاقات الدولية” تقريرًا بقلم كاتب رفيع المستوى وسفير فوق العادة.
واعتبر يوسف أن التقرير ”مهم جدًا”، أعطى توصيفًا سياسيًا لرأس النظام السوري.
ويضاف هذا الهدف السياسي, حسب يوسف, إلى الأهداف الاقتصادية التي جاءت في تقارير “وكالة الأنباء الفيدرالية”.
ويؤكد يوسف أن هذين الهدفين يؤشران معًا على أن شهر العسل بين روسيا والنظام السوري بدأ بالانحسار.
روسيا تفرض ما تريد على الأسد ولكن!
وأوضح يوسف أن بإمكان روسيا أن تفرض على النظام وعلى رأسه بشار ما تريد، لكنها تتبع سياسة “الكي يأتي آخر طريقة في العلاج”.
واستدل على ذلك بالإشارة إلى استعانة النظام بالشبيحة وأجهزة المخابرات والشرطة والجيش، ومع ذلك لم يسيطر على الثورة.
وتابع: “بعد ذلك استعان بـ”حـ.زب الله” الذي دخل بكامل قوته، وفشل هو الآخر في السيطرة على الوضع”.
وأشار يوسف أيضاً إلى استنجاد “إيران بروسيا التي صارت بنظر النظام المخلص، ومن المعلوم أن المخلص هو صاحب الكلمة الألى”.
واعتقد أن النظام “لم يبق في يده أي ورقة، غير المناورة بالتقرب من إيران تارة ليثير غيرة الروس، والتقرب من روسيا ليثير غيرة إيران”.
ويرى يوسف, أن أكبر دليل على خروج بشار من المعادلة, عدم حضوره بأي اتفاق سياسي متعلق بسوريا سواء على المستوى الثلاثي (روسيا، ايران وتركيا) أو الثنائي روسيا وتركيا.
اقرأ أيضاً: فيصل القاسم يتحدث عن موقف بوتين من بشار الأسد.. فهل يسعى لإزالته عن حكم سوريا؟
وكان المجلس الروسي للشؤون الدولية قد أصدر تقريراً يكشف استعداد روسيا لإزالة بشار الأسد عن السلطة، وتشكيل حكومة انتقالية.
وقالت وكالة الأناضول إن روسيا تبدو أكثر جدية بشأن تغيير الأسد، لأسباب عدة، أبرزها توافق تركي أمريكي روسي على تنحية الأسد.
وحسب التحليل, تغيير الأسد سيكون مقابل تشكيل حكومة انتقالية تشمل المعارضة والنظام وقوات “سوريا الديمقراطية”.