صحيفة: روسيا لن تبيع “بشار الأسد” وهذه طريقة إزاحته.. ماذا عن الشخصية التي ستخلفه؟

تحدثت صحيفة “عكاظ” السعودية عن الإشاعات التي انتشرت في الآونة الأخيرة حول إزاحة رأس النظام السوري “بشار الأسد” عن الحكم من قبل روسيا.
وتطرقت الصحيفة في مقال رصدته الوسيلة إلى ما جاء فيها حول “استبدال بشار بنائبه للشؤون الأمنية والرجل الثاني في النظام اللواء علي مملوك”.
وقالت أن تغريدات الكاتب الإسرائيلي “إيدي كوهين” حول إزاحة بشار الأسد وتعين “فهد المصري” الشخصية محدودة الشهرة زادت تلك الإشاعات.
ووصفت حديث كوهين بـ”الشو الإعلامي”، مستدركة بأنها ذات أهمية من زاوية تزامنها مع استبدال الأسد بمملوك وخصوصاً أنها خرجت من إسرائيل.
الصحيفة السعودية أشارت إلى تكرر شائعة تولية “مملوك” خلفاً لـ”الأسد” بين الحين والآخر، معتبرة أنه الحديث الأكثر جدية والقابل للنقاش والتساؤل.
وتابعت أن جوهر المشكلة من الناحية السياسية في بداية الثورة السورية وانطلاق المظاهرات عام 2011 ليس في شخص بشار الأسد حتى يتم استبداله.
وأضافت “على الرغم من أن مطالب المعارضة كانت تتمحور حول إزاحته، لكن القرار الدولي 2254 وتشكيل اللجنة الدستورية لا تركز على الأسد بشخصه”.
وأوضحت أنها تتركز على المنظومة المحيطة به والبدء بعملية انتقال سياسي وانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة “ما يعني أن إزاحة الأسد ستكون نتيجة في العملية السياسية وليس غاية”.
بشار وجه المشكلة والحل
وقالت الصحيفة السعودية أنه ثمة تعقيد كبير في الحالة السورية تسعى الدول الكبرى لفكه، فـ”بشار الأسد” هو المشكلة وفي الوقت ذاته هو الحل.
وأوضحت أن “بشار” يعتبر وجه السلطة والمسؤول عن كل ما جرى، رغم أنه خلف وجهه ثمة شبكة علاقات مافيوية أمنية أججت هذا الصـ.راع بقيادته.
ويكمن وجه الحل في رضوخه للضغوط الروسية ومن خلفها الدولية، إذ إن رضوخه يضمن عدم تمرد الطائفة التي أصبحت تسيطر على كل مفاصل الدولة.
ورأت أن هذا من أكبر نجاحات الأسد الذي أحسن ربط الطائفة به، وبالتالي أية عملية انتقال سياسي يجب أن تمر عبر مصالح الطائفة، وبالتالي عبر بشار.
مملوك غير مؤهل لخلافة بشار
وأضافت أن كل ما سبق لا يؤهل “مملوك” لقيادة سوريا، على المستوى التاريخي والطائفي أو على مستوى دعم القوى المالية “الدمشقية” حليفة آل الأسد.
ورأت الصحيفة إن شخصية مثل مملوك لا يمكنها من دون منظومة محيطة به تبدي الولاء أن تطرد إيران، وتفكك عشرات الميليـ.شيات التي تضم آلاف المقـ.اتلين.
وأضافت عليها أنه لا يمتلك لعبة المال التي يديرها الأسد عبر رجال أعمال مرتبطين عضوياً ببقائه، مشيرة إلى أن روسيا لم تتمكن من تغير البيئة الطائفية للنظام.

وقالت أن التغيير في الحالة السورية يرتبط بالحالة الطائفية التي أسسها حافظ الأسد وتعززت بعد الحرب، وبات بعدها أقوى مكونات الدولة السورية.
وأضافت أن المشكلة السورية لم تعد مرتبطة بشخص الأسد فقط، الذي كان ممكناً في البداية، لكنه اليوم بعد تدويل وأقلمة الصراع وتمزيق البلاد لم يعد إزاحة الأسد الحل الأمثل.
روسيا لن تبيع بشار الأسد
واستدرك: “حتى روسيا من الصعب أن تفكر باستبدال الأسد باللواء علي مملوك، إذ إن مثل هذا النوع من الحلول السياسية ليس في قاموس العقيدة الروسية”.
ورأت أن موسكو ستفقد بذلك مصداقيتها، وسيقال أن بوتين أنه باع حليفه الأسد في سورية بعد أن نجح عسكرياً في استعادة مساحات واسعة للدولة السورية.
وقال الصحيفة السعودية أنه من الصعب فكرة الإزاحة أو البديل، ما لم يكن هناك مسار سياسي واضح المعالم يضع سورية على سكة معروفة النهاية.
وأضافت: “على الأرجح لن تكون هذه السكة من عالم المفاجآت السياسية، بل ثمة مسار سياسي ترسمه موسكو بتوافق دولي عبر اللجنة الدستورية”.
أضافت: “وإن تعثرت قليلاً لكنها السكة الأكثر متانة في رحلة الحل السياسي السوري”، وختمت أنه لا بد أن يكون للشعب رقماً فاعلاً في أية معادلة جديدة للبلاد.
اقرأ أيضاً: إسرائيل تنذر بشار الأسد.. فهل يأخذ التصريحات على محمل الجد؟ أم أن مفاوضات سرية قادمة؟