روسيا تحضر سيناريو لإزاحة القوى التي تعرقل التغيير في سوريا.. فهل يفعلها بوتين ويزيح بشار الأسد؟
نأت أوساط روسية عن «الرسائل الإعلامية» التي عكست استياء روسياً من بشار الأسد، واتجهت لوضع تصورات لطبيعة العلاقة مع النظام.
واعتبرت تلك التصورات أنها محاولة «ضبط إيقاع الموقف الروسي» حيال رأس النظام السوري بشار الأسد.
وقللت أطراف روسية مؤيدة للنظام، من أهمية تصريحات المعارضة بتحول الموقف الروسي، وفق ما نشرت وكالة «نوفوستي».
وندد عضو مجلس الدوما الروسي ديمتري سابلين بالحملات الإعلامية, بحسب ما رصدت الوسيلة.
واعتبر سابلين أن الأسد ما زال يحظى بشعبية واسعة، و«سيفوز بالانتخابات المقبلة إذا رشح نفسه».
وعاد النائب الذي شارك في زيارات «تضامنية» إلى سوريا سابقاً، للقول: «لا بديل عن الأسد».
لا بديل عن الأسد
وأيد الباحث زاور كارايف في شبكة “سفوبودنايا بريسا” المستقلة؛ سابلين بعبارة لا بديل عن الأسد متعاملاً معها من زاوية أخرى.
وقال: إن “عدم وجود بديل، عملياً يشكل عنصر القوة بيد الأسد، ويحاول اسـ.تغلال ثغرات العلاقة بين موسكو وطهران، والابتعاد عن موسكو”.
وهذا يعني, حسب كارايف أنه لن يستسلم للإصلاحات المطلوبة دون مقـ.اومة ضـ.ارية، وهذا أمر يزيد صعوبة الموقف لموسكو.
والتطور اللافت, حسب الشرق الأوسط، دخول الباحثين بمكتب «كارنيغي» في موسكو: أنطون مارداسوف، وكيريل سيميونوف على خط النقاشات.
وقدما في مقالة مشتركة حملت عنواناً لافتاً: «روسيا من دون الأسد» وضعا فيها قراءة شاملة للوضع.
وأشارا إلى المرحلة السياسية التي تشير لفشل النظام بإدارة المرحلة، وعجزه عن مواجهة الوضع المتفاقم، ووجوده عقبة أمام تسوية جدية.
الفساد في نظام الأسد
واعتبر الباحثان أن المهم أنها كشفت «الفساد في نظام الأسد، وضعف إمكانياته، وقلة حظوظه في كسب الانتخابات القادمة».
وأضافا: أن الوضع الاقتصادي المتردي جداً في سوريا يهـ.دد بشكل جدي بانفجـ.ار الموقف.
وأردفا: كما أن «نظام الأسد كان مقبولاً في زمن الحرـ.ب؛ لكنه لن ينجح في مرحلة البناء والإعمار».
ولفت الباحثان أن النظام يعتبر أنه انتصر، ولا يمكن أن يتنازل؛ بل يتصور أنه قادر على أن يعيد البلاد لقبل 2011، وأن كل ما جرى هو مؤامرة كونية.
وتابع الباحثان: «إنهم يدركون في موسكو جيداً أنه ما دامت عائلة الأسد في السلطة فلن تتحقق أي إصلاحات جدية».
ورسم الباحثان إطاراً عاماً للتحرك الروسي في المرحلة المقبلة، عبر “دفع النظام نحو الإصلاحات السياسية والاقتصادية”.
وبينا أن موسكو «تحضر سيناريو إزاحة القوى والشخصيات التي تعرقل الإصلاح والتغيير»، منوهين أن روسيا فشلت في تشكيل نخبة سياسية موالية لها.
ورأى الباحثان أن روسيا أخفقت جهودها في الاعتماد على «الفيلق الخامس»، ولم تنجح محاولتها في تشكيل «الفيلق الرابع».
اقرأ ايضاً: “احترم شيبتك”.. حيدرة بهجت سليمان يتوعد بشار اسماعيل بكشف أسرار مهينة له!
وأكدا في ختام مقالتهما أن «هناك مبالغة في تقدير حجم الدور العسكري والأمني الروسي في سوريا».
واعترفا بأن المدخل السوري عزز الحضور الدولي لروسيا؛ إلا أنهما حذرا من أن يطرح المأزق الحالي تساؤلاً جدياً حول فعالية السياسة الخارجية الروسية.