مرحلة تكسير العظم بدأت ورامي مخلوف نجح في نقل صراعه مع بشار الأسد للعلن.. فمن يكسب؟
اعتبر باحثون أن تغييراً في بنية النظام دفع برئيسه بشار الأسد إلى مواجهة ابن خاله رامي مخلوف علناً، وبشكل غير مسبوق.
وتناول الباحث في مركز «عمران» للدراسات ساشا العلو في حديثه لـ”القدس العربي”، البعد السياسي للمواجهة بين الأسد ومخلوف.
وقال حسبما رصدت الوسيلة إن مخلوف تعرض خلال العامين الفائتين لحملات مُنظّمة، تعددت أشكالها غير الرسمية، لتنتهي بوضعه كغريم لـ «القانون».
وأضاف: مخلوف خاطب الدولة دون ذكر كلمة الحكومة أو أجهزتها المعنية بالإشكالية، لإدراكه بأن القرار بحقه سياسي، يتجاوز 233.8 مليار ل.س.
ويرى أن مخلوف كسر هالة التقديس والسريّة، عبر تصديره إشكالية مركّبة إلى مستوى مختلف تماماً، تمثل بالرأي العام والشارع.
وحسب العلو, فإن الاستثنائية لا تكمن برد فعل رامي فقط، وإنما تمتد إلى سلوك الأسد وعقلية السلطة والنظام، والذي لم يؤمن بهذا النوع من المحاسبة.
ولفت إلى خاصة العائلية والطائفية، إذ أن رفعت الأسد خرج بصفقة ضمنت لهُ امتيازات عدة، أقلها تحفّظ الإعلام عن تشويه سمعته.
نهاية غازي كنعان
وأشار أيضاً إلى نهاية غازي كنعان، الذي أتى بمالم يأتِ به رامي وهدد السلطة بانقلاب، ورغم تصفيته,حظي بجنازة عسكريّة.
ولا يعتقد العلو أن النظام قد غير في تلك العقلية ضمن ظروف أكثر حساسية واتجاه شخصيات أقل وزناً، كعاطف نجيب مطلع 2011.
ويتساءل العلو: كيف برامي محمد مخلوف ونفوذه؟ والذي لا يبدو ظهوره إلا ذروة لخلاف كان يتفاعل منذ وقت.
ورأى أن المواجهة تشير لملامح تغيير البنية الاقتصادية، “فعقلية السلطة لاتؤمن بالمحاسبة، بل بالتضحية برموزها دون تشويههم”.
اقرأ أيضاً: رامي مخلوف يوجه رسالة جديدة إلى بشار الأسد… هذا ما تمناه من الأجهزة الأمنية!
واعتبر ما حصل بقضية مخلوف سابقة لا يمكن التعاطي معه كشخص عادي، فهو جزء من مرحلة تحول رافقت حكم بشار وسلطته.
وتابع: رامي لم يكن الوحيد، ولكنه الأبرز، فقد تزامنت تلك الحملات مع أخرى استهدفت شرائح مختلفة من الشبكات الاقتصادية”.
وأكد العلو أن روسيا وإيران تتزاحمان على استرجاع فاتورة الحرب من خلال الدخول في قطاعات الدولة خاصة الاقتصاد.
وبين أن النظام يعطي عبر التضحية بأبرز رجاله، إشارات لسقف التغيير في بنيته لدفع العملية السياسية.
مرحلة تكسير عظم
بدوره, رأى الباحث أيمن الدسوقي، أنها «مرحلة تكسير العظام، وقد يلجأ النظام لتصفية رامي مخلوف».
وقال إن النظام بحاجة للاستحواذ على أموال النخب الاقتصادية، وهو ما حصل، إلا أن الأمر كان مختلفاً مع مخلوف لأنه يخفي أمواله بالخارج.
وحسب الدسوقي, نجح مخلوف بنقل الصراع للعلن ما أدى لانقسام العلويين الذين يتحدثون عن الانقلاب عليه، وإمكانية أن يؤدي لانقلاب الأسد عليهم.