هل سيتدخل بوتين لإنقاذ بشار الأسد ودعم الليرة السورية؟
يترقب السوريون جميعاً دخول قانون قيصر حيز التطبيق الفعلي في 17 من حزيران الحالي لمعاقبة نظام الأسد وكل من يدعمه عسكرياً وسياسياً.
ويتساءل الكثيرون عن إمكانية أن تتدخل روسيا لإنقاذ الأسد من ورطـ.ته بعد تدهور اقتصادي غير مسبوق وانهيار قيمة الليرة حتى قبل تطبيق القانون.
الباحث في الشؤون الاقتصادية “خالد تركاوي”, أكد وجود أربعة قيود ترسم حدوداً أولية ترى روسيا أن عليها تجاوزها لتتدخل وتوقف انهيار الليرة.
وأوضح تركاوي لموقع نداء سوريا حسبما رصدت الوسيلة أن هناك قيد داخلي يتعلق بقدرة روسيا على تأمين مبلغ التدخل، وهذا لا يُعَد كبيراً وغالباً سيكون متاحاً بحالة الاقتصاد الروسي.
وأضاف أن الاقتصاد الروسي رغم أزمته الأخيرة يمتلك احتياطات نقدية بقيمة 560 مليار دولار؛ ما يغطي وارداته لعامين تقريباً.
ولفت لوجوب الاعتبار أن المعونة لليرة ربما تكون مفيدة لوقت قصير، سرعان ما سيعود الوضع للسابق وبالتالي يشكل الأمر عبئاً على روسيا.
ووفق تركاوي, هناك قيد فني يتعلق بقدرة روسيا على ضمان أن هذا المبلغ سيستخدم للمساعدة عملياً بوقف تدهور الليرة وليس لأغراض أخرى.
وتابع أن هذا الأمر يتطلب عدداً كبيراً من الفنيين وقدرة أكبر على الإشراف والتحكم بالأجهزة الحكومية الاقتصادية.
وأما بالنسبة لقيد مدى استفادة الأطراف الأخرى من هذا التدخل، يبين تركاوي أنه في حالة الجنوب مثلاً نجد أن كثيراً من الدعم والإنجاز الروسي صب في صالح إيران وحلفائها.
كما أنه إذا ساعدت روسيا الأسد اقتصادياً فالاحتمال الأكبر أن يستفيد حلفاؤه وميليـ.شياتهم كثيراً نظراً لحجم انخراطهم ووجودهم.
بينما القيد الرابع, حسب تركاوي, أن قانون “سيزر” الذي لا يستهدف الأسد فقط بل يستهـ.دف كل مَن يدعمه بما فيهم روسيا التي ذكرت صراحة.
اقرأ أيضاً: “ما بخاف الله”.. أحد المصلين ينتفض بوجه خطيب جامع في حلب بعد دعائه لـ “بشار الأسد”
ويتوقع أن روسيا لا تزال في مرحلة تدرس فيها خياراتها، ومدى هذه العقوبات وتأثيراتها عليها في حال تدخلت أكثر, وفق كلام تركاوي.
وبناء على ذلك, يستبعد تركاوي أن تتدخل روسيا لإنقاذ تدهور الليرة على المدى القريب (شهرين إلى ثلاثة أشهر) على أقل تقدير.