موقع أمريكي يتحدث عن الفائدة التي ستجنيها روسيا من تدخلها في سوريا
أكد موقع “ناشونال انترست” الأميركي أن الاستقرار طويل الأمد في سوريا يبدو أمراً “شبه خيالي”، قد لا يتحقق بعقود من الزمن.
وقال الموقع حسبما رصدت الوسيلة إن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتقييم مدى “فوز” روسيا في سوريا.
وأضاف أنه بغياب نهاية سلمية وتضخم المساعدات الغربية، فالمخاطر السلبية على روسيا قد تؤدي لتفتح بعض ورودها بسوريا.
واعتبر الموقع أن تدخل روسيا في سوريا أفرز في وقت لاحق “مطالبات بالفوز”.
وتابع:رغم أن روسيا عززت مكانتها كقوة عظمى في الشرق، لكن ضعفها الاقتصادي يقلص الدعم لتدخلها، فيما سوريا فاشلة محاصرة بحرب.
وأوضح الموقع أن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، انسحبت إلى حد كبير من الشرق الأوسط.
وأردف: لاحقاً حفّز بوتين رغبات الروس الذين يريدون أن تكون بلادهم الأولى بين القوى العالمية القوة العسكرية الضخمة والطاقة هي المفتاح.
ورأى الموقع أن روسيا تستخدم القوة حتى ضد الأهداف المدنية, وأنها تخطط مع السعودية للتأثير على سوق النفط العالمي.
وبين أن الكرملين يمتلك في الشرق موهبة الدبلوماسية الماهرة، بعلاقات مع اللاعبين الرئيسيين، وأخذه المخاطر المحسوبة التي تثمر.
وحسب الموقع, كمكافأة لإنقاذ بشار الأسد، قد يُسمح لروسيا بإقامة المزيد من القوات البحرية والجوية في سوريا.
وأكد الموقع أن هذه القوات ستكون قادرة على تعريض قوات “الناتو” للخطر بجميع أنحاء منطقة شرق المتوسط.
واعتبر الموقع الأمريكي أن هذا هدف روسي رئيسي.
ونوه أن الكرملين يواجه مشكلتين رئيسيتين: ردة فعل داخلية ضد التدخل غير الشعبي، وعدم مساعدة سوريا بإعادة الإعمار.
وبرأي كثير من الروس, فالتدخلات العسكرية في سوريا وشرق أوكرانيا “مغامرات خارجية مكلفة”.
وهذا جزئياً, حسب الموقع, يعكس قلقاً متزايداً أن روسيا تعاني من “عصر ركود” آخر، عبارة تذكر بالفقر والعذاب بعصر بريجنيف.
وبين الموقع: “قد لا تفعل روسيا، العديمة الجدوى، سوى القليل لمساعدة سوريا على إعادة الإعمار”.
وأضاف: “قبل عام، قدّرت الأمم المتحدة أن الحرب كلفت سوريا 388 مليار دولار من الدمار المادي”.
كما أن تكاليف رأس المال البشري هائلة, إذ تقدر الأمم المتحدة تكاليف إعادة الإعمار ب250 مليار دولار،وفق الموقع.
ولفت الموقع إلى خطر آخر يتمثل بإمكانية أن تسيطر الجهات الفاعلة التي تستخدم العنف، كالميليشيات الإيرانية والشيعية و”داعش”، على الموارد.
وأشار أيضاً لإمكانية أن تعيق تلك الجهات إعادة الإعمار، أو تبتز أو تفرض ضرائب على السكان المحليين العاملين بمشاريع البناء.
وكشف الموقع عن شعور الكرملين بالإحباط لأن الغرب لا يدفع لإعادة إعمار سوريا.
وأشار لمزاعم السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني 2018 أن أوروبا “ستتحمل المسؤولية” إذا لم تبدأ خلال أشهر بإنفاق “عشرات المليارات من اليورو”.
كما أن وزير الخارجية الروسية حذر الأوروبيين من تأخير إعادة الإعمار الذي قد يؤدي إلى تردد السوريين بالعودة لبلادهم, وفق الموقع.
وشدد الموقع على أن روسيا ستستفيد أكثر من التدخل في سوريا إذا خمد القتال وبدأ التقدم الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تتوعد بشار الأسد وتكشف أن لديه هذا الحل الوحيد!
وتوقع أن يتطلب ذلك تسوية سياسية، بوساطة الأمم المتحدة، ما يخفف العنف وهذا أمر مقبول لدى الأطراف الرئيسية.
ويعتقد الموقع أن تحقيق ذلك سيكون أصعب إذا ظل الكرملين متردداً في الضغط على الأسد لتقديم تنازلات من أجل السلام.