رئيس وزراء سوري سابق أعطى معلومات حساسة لإسرائيل.. صحيفة إسرائيلية تتحدث عن دور سوري في قيام دولة إسرائيل!
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن دور رئيس الوزراء السوري الأسبق جميل مردم بيك في إمداد قياديين إسرائيليين بمعلومات وصفتها بـ”الهامة والحاسمة” أدت لقيام ما يدعى بدولة إسرائيل عام 1948.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر أمس الخميس إن مردم بيك الذي شغل منصب سفير سوريا في مصر ومندوب عنها في مجلس جامعة الدول العربية عام 1945 كان “عميلاً مزدوجاً” لصالح الوكالة اليهودية.
حيث تم تجنيد مردم بيك في صيف عام 1945 من قبل رئيس المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط، إيلتيد نيكول كلايتون ورئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري السعيد.
ولاء فرنسي – إسرائيلي
وأشارت هآرتس أن مردم بك سبق وأن زود الفرنسيين خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا بمعلومات حول نوايا الجيش البريطاني وأجهزة المخابرات في المنطقة بتأسيس مشروع “سوريا الكبرى” لكن بعيد تعيين مردم بك سفيراً لسوريا في القاهرة، واجه الفرنسيون “صعوبة في ابتـ.زازه”.
ولتلافي العثرة جنّدت باريس رئيس القسم العربي للدائرة السياسية في الوكالة اليهودية إلياهو ساسون سوري الأصل، لنقل المعلومات التي كانت في حوزة مردم بك إلى باريس دون إثارة الشكوك.
وبحسب الوثائق فإن جميل مردم بك التقى بساسون مرتين خلال أحد أسابيع تشرين الثاني عام 1954، وكان أحد لقاءاتهما في فلسطين، حيث زار مردم بك القدس على رأس وفد من جامعة الدول العربية، ليجتمع ساسون بعدها ببن غوريون، الذي أصبح لاحقاً أول رئيس وزراء لدولة إسرائيل.
وعززت الصحيفة من الوثائق الواردة في مقالها بالاستشهاد بيوميات موريس فيشر، وهو أحد ضباط المخابرات الفرنسية في بيروت، وأول سفير لإسرائيل في فرنسا بعد قيام الدولة، حيث كشف عن اطلاع مردم بيك لعملاء من الحركة الصهيونية في القاهرة عن خطة بريطانيا في لتأسيس دولة سوريا الكبرى.
لكن سرعان ما تشكلت ميليـ.شيات “الهاغانا” لإحباط خطة تنفيذ “سوريا الكبرى” بجهود العاهل السعودي آنذاك الملك عبد العزيز آل سعود، بعد نيله لضوء أخضر أمريكي من ئيس الولايات المتحدة وقتئذ هاري ترومان.
غباء بريطاني
بالعودة إلى مردم بيك، ذكرت الوثائق أن جميل مردم بيك سرّب للمخابرات الإسرائيلية قرارات مؤتمر سري لمجلس جامعة الدول العربية في أحد منتجعات بلودان بريف دمشق عام 1946 نصت على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية ضد الحركة الصهيونية.
وفي العام ذاته، مارس رئيس المخابرات البريطانية ألتيد كليتون ضغوطات على الرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي لتنحية رئيس الوزراء سعد الله الجابري وتعيين جميل مردم بك بدلاً عنه، لضمان موافقة أغلبية البرلمان على مشروع بريطانيا لتأسيس دولة سوريا الكبرى.
وبحسب الوثائق، كانت لاتزال المملكة المتحدة تعتبر جميل مردم بك “عميلاً موثوقا” دون أن يثير حوله الشكوك لجهودها في إحباط مخططها في المنطقة.
اقرأ أيضاً: مشرفون ومترجمون يسخرون من انعقاد مؤتمر عودة اللاجئين: عم نضحك ع حالنا (فيديو)
ومع هـ.زيمة الجيوش العربية في حربها عام 1948 وحدوث تغيير سياسي في هيكلية دول المنطقة، كان جميل مردم بيك بحسب الصحيفة أحد ضحـ.ايا الاضطرابات التي عمت سوريا في كانون الأول ليتوفى في القاهرة عام 1960.
وذكرت هآرتس أن بن غوريون أشاد بجميل مردم بيك خلال لقائه بوزير الخارجية البريطاني آنذال إرنست بيفين عام 1947، واصفاً مردم بيك بـ”زعيم عربي معتدل”. (أورينت نت)