كواليس إقصاء بشار الأسد لصهر عاطف نجيب وحجز أمواله.. فما علاقة أسماء الأخرس!
لم تعد صلة القرابة التي يرتبط بها رأس النظام السوري، بشار الأسد مع “آل مخلوف” كما عهدتها السنوات السابقة.
فالظرف الذي يمر به حاليا وسلسلة الضغوطات الاقتصادية ومعها السياسية دفعته للإقدام على قرارات وصفها مراقبون بأنه مجبر عليها للتكيف مع ما سيكون عليه غدا.
أبرز مثال على تلك القرارات هو الصـ.راع الذي بدأه مؤخرا ضد ابن خاله رامي مخلوف، والذي ما يزال مستمرا حتى اليوم.
وصولا إلى القرار الحديث الذي أصدره بإقالة محافظ ريف دمشق، علاء منير إبراهيم من منصبه، والذي يعتبر من أبرز المقربين له.
إبراهيم هو زوج ابنة خالته ريم نجيب، وهي شقيقة عاطف نجيب، وابنة فاطمة مخلوف (الأخت الصغرى لأنيسة مخلوف أم بشار الأسد).
القرار الخاص بعلاء منير إبراهيم لم يتوقف عند الإقالة فقط، ليتبعه قرار من وزارة المالية في حكومة الأسد قضى بإلقاء الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة له ولزوجته وأولاده.
وفي بيان لوزارة المالية في حكومة الأسد، سمّت الشخصيات التي تم الحجز على أموالها وهم: المحافظ السابق علاء منير إبراهيم، زوجته ريم حاج نجيب، وأولادهما باسل، فاطمة الزهراء، وبشار.
تحسين الصورة العامة
ومن وجهة نظر الخبير والاستشاري الاقتصادي، يونس الكريم، أن خطوة إقالة إبراهيم والحجز على أمواله ترتبط بعدة مسارات.
لعل أبرزها المحاولات التي يسعى بها بشار الأسد، ضمن “حملته الانتخابية غير المعلنة”، في الأشهر الخمسة الأخيرة ما قبل الانتخابات الرئاسية في أبريل 2021.
ويقول الكريم في تصريحات لـ “موقع الحرة”: “أيضا بشار الأسد يحاول التخلص من بعض الشخصيات التي يشكك بولائها له من جهة، ولإرسال رسائل للحاضنة الشعبية من جهة أخرى وللمجتمع ككل بأنه يعمل على تنظيف الدائرة المحيطة به، وذلك في خطوة قد تصب في تحسين الصورة العامة، بعد سنوات من الحرب”.
ويضيف المحلل الاقتصادي: “جزء من الحملة الانتخابية يحاول من خلاله الأسد إيصال فكرة بأنه تخلى عن عاطف نجيب بشكل غير مباشر”.
وعاطف نجيب هو أبرز الضباط في نظام الأسد، والذي كان سببا رئيسيا في الشرارة الأولى للثورة السورية، حين كان رئيسا لفرع الأمن السياسي في محافظة درعا، وما رافق ذلك من عمليات اعتقال وتعذيب للناشطين على يده، في بداية الحراك السلمي.
ونجيب كما ذكر سابقا هو أخ زوجة علاء منير إبراهيم، والتي حجز على أموالها أيضا بشكل كامل ضمن قرار وزارة المالية، رغم أنها ابن خالة بشار الأسد.
إرضاء لتيار أسماء
من زاوية أخرى لا يستبعد المحلل الاقتصادي يونس الكريم أن يكون قرار إقالة إبراهيم مرتبط بالصراع الدائر بين زوجة بشار الأسد “أسماء الأسد” وعائلة مخلوف، وهو أمر كان قد أكدته تقارير إعلامية سورية في الأشهر الماضية، وربطته بالصعود الإعلامي اللافت للأخيرة، بالتوازي مع محاولاتها للسيطرة على مؤسسات رجل الأعمال رامي مخلوف، عن طريق حملة تصفية تسير بها حتى الآن.
ويقول المحلل الاقتصادي: “قرار الإقالة والحجز قد يكون إرضاء لتيار أسماء الأسد، ولتحقيق انتصار ولو كان وهميا”.
مضيفا: “الأسد الآن قدم هذه الكبش ليجبر جميع الأطراف بأنه جدي بإعادة ترتيب الخريطة الاقتصادية في سوريا، ولابد للجميع أن يقدموا الولاءات له ويعيدوا الدعم له”.
أقراً ايضاً: ماهر الأسد يستنفر قواته ويرسل عشرات الآليات العسكرية إلى الحدود السورية مع لبنان!
وفي ديسمبر العام الماضي، أصدرت حكومة نظام الأسد سلسلة قرارات بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لعدد من كبار رجال الأعمال، بينهم رامي مخلوف وزوجته وشركائه. (الحرة)