جمال سليمان يحن إلى الوطن ويتحدث عن طموحاته المستقبلية!
أكد الفنان السوري جمال سليمان أن الأعمال الدرامية السورية التي تم تقديمها قبل عام 2011 عادت لتحتل صدارة اهتمام اللاجئين السوريين في كل مكان بالعالم، حيث تعيدهم لأيام سوريا الجميلة التي عاشوها.
مشيراً إلى أنه ينحني احتراماً لزملائه الفنانين الذين يكافحون لتبقى الدراما السورية قوية، وقال إن الأفلام التي قدمها سوريون خارج البلاد هي الأصدق -رغم بساطتها- في تناول قضية بلاده، التي تعد قضية حرية وكرامة.
وأضاف سليمان في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه مغرم بتجسيد الشخصيات التاريخية، وكشف عن استعداداته لتصوير مسلسل يجسد من خلاله شخصية الملك الليبي محمد إدريس السنوسي، أول ملك لليبيا بعد الاستقلال.
التاريخ يعيد نفسه
قدم سليمان عدداً كبيراً من الشخصيات التاريخية عبر أعماله الدرامية، على غرار «صلاح الدين الأيوبي» و«عبد الرحمن الداخل»، ويرى أن هناك فرقاً بين تقديم شخصية يعرفها الجمهور، وبين تقديم شخصية غير معروفة له، وأن الفيصل في ذلك هو التعبير عن روح الشخصية.
وعن هذا العمل الجديد يقول: “المسلسل كتبه فاضل عفاش، ويخرجه إلياس بكار، وسيجري تصويره في تونس، ويتناول فترة حكم الملك إدريس السنوسي التي شهدت صـ.راعاً شعبياً للتحرر من الاستعمار الإيطالي”.
وأضاف: “العمل يتعرض لتلك الحقبة بما فيها من صـ.راعات استعمارية، وهو أمر مهم، ليس فقط لأنه يلقي الضوء على التاريخ، لكن لأنه أيضاً يشبه الوضع الراهن في العالم العربي”.
وتابع: “فرغم التحرر الذي حققته الشعوب العربية، لكن لا يزال محاطاً بصـ.راع المصالح الدولية لبسط النفوذ عليه، هذا ليس جديداً فنحن نعيشه منذ قرون”.
وأردف: “وكما يقول ماركس إن التاريخ يعيد نفسه بأشكال أخرى، بينما يقول هيغل إنه يعيد نفسه، تارةً بشكل تراجيدي، وتارة أخرى بشكل كوميدي، غير أنني أراه الآن صـ.راعاً تراجيدياً للغاية”.
ورأى: “فالوضع صعب جداً ومأساوي في كل من سوريا وليبيا والعراق ولبنان، ولسنا متأكدين من الاحتمالات القادمة، وأصبح الخطـ.ر وجودياً بكل ما تحمله من معنى”.
حنين واحترام
وعُرفت الدراما السورية بأعمالها الاجتماعية والتاريخية المهمة، ويؤكد سليمان أن هذه الأعمال التي قُدمت منذ سنوات ما قبل الثورة تجد صدى أكبر واهتماماً أوسع الآن.
ويفسر ذلك قائلاً: “لأن ملايين السوريين باتوا لاجئين في كل دول العالم، يبحثون عما يربطهم بالأيام الحلوة في سوريا مثل مسلسل (الفصول الأربعة) الذي تم تصويره في سوريا قبل الحـ.رب والد,مار، صاروا يشاهدون شوارعها التي تمثل حنيناً لديهم”.
وبشأن رؤيته للأعمال الحديثة يقول: “لا أريد أن أُدلي بآراء نقدية مجردة عن الواقع، فأنا أنحني احتراماً لزملائي الفنانين السوريين الذين يكافحون لتبقى الدراما السورية قوية في ظل ظروف صعبة، لكنّ هناك منتجين أميين يستغلون الظروف ويدفعون القليل للفنانين”.
شيطان الصمت
كثير من الفنانين قد يتحفظون في إعلان رأيهم بشأن الأحداث السياسية في سوريا إيثاراً للسلامة وحفاظاً على مكتسبات تحققت لهم، لكن جمال سليمان أعلن رأيه بوضوح منذ اللحظة الأولى.
مؤكداً: “هذه بلدي وأنا مواطن سوري ومن حقي أن أقول الحقيقة كما أراها، ومن حق الناس أن تناقشني، المهم أن من ينتقد يتحدث بحرية وموضوعية، ولو أنني أردت الانطلاق من مصلحتي الخاصة كفنان كان عليّ أن أكتفي بالصمت”.
وأضاف: “لكن إذا ما التزمت الصمت سأكون مثل شيطان أخرس، وكنت منذ البداية ضد استخدام العـ.نف في حل القضية السورية من أي طرف، وأولها النظام لأنه هو من بدأ بالعـ.نف”.
وأوضح: “كما أنني ضد رفع أي شعارات دينية في هذا الصـ.راع، وضد التدخل الخارجي في سوريا بكل أشكاله السياسية والعسكرية، وقد حمّلت النظام مسؤولية ذلك لأنه لم يدخل في حوار وطني تكون فيه سوريا أولاً وثانياً وثالثاً، فالوطن أكبر من الجميع”.
ويشعر جمال سليمان بحنين كبير لسوريا قائلاً: “منذ بدايات عام 2012 لم أذهب إليها، ولم أغب عنها من قبل بهذا الشكل، أنا منتمٍ بشكل كبير لبلدي، مهما سافرت ومهما أُتيحت لي فرص الحياة”.
وأضاف: “لكن لا مكان يعادل موطن الإنسان، الارتباط بالوطن يظل شيئاً غير قابل للتفسير، فهناك حبل سُرِّي يربط الإنسان ببلده حتى لو عاش خارجه في قصور مشيّدة، ربما ليس لذلك تفسير عقلاني”.
وقال: “وهناك قائد روماني قال قبل نحو ألفي عام: لكل إنسان وطنان؛ وطنه وسوريا. ولا أعرف أحداً من عرب أو أجانب زار سوريا إلا ولديه حنين لكي يعود إليها”.
اقرأ أيضاً: زوجة باسم ياخور غاضبة وترد على انتقادات طالت ملابسها!