ميشيل كيلو يكتب وصيته للسوريين!
نشر المفكر السوري الدكتور أحمد برقاوي رسالة كتبها السياسي والمعارض السوري ميشيل كيلو، الذي يخضع حالياً للعلاج من فيـ.روس “كـ.ورونا” في أحد مستشفيات باريس، بدأها بجملة “وصيتي للسوريين، كي لا تبقوا ضائعين في بحر الظـ.لمات”.
وقال ميشيل كيلو في رسالته الموجهة للسوريين “لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، هي جزء أو يجب أن تكون جزءاً منها”.
وأضاف “لا تنظروا إلى وطنكم من خلال أهدافكم وأيديولوجياتكم، انظروا إليها من خلال وطنكم، فالتقوا بمن مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدواً لكم”، مردفاً “لن تقهروا الاستبداد منفردين، إذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سواء ونهائية، فإنه سيذلكم إلى زمن طويل جداً”.
وتابع كيلو “في وحدتكم خلاصكم، فتدبروا أمرها بأي ثمن وأية تضحيات، لن تصبحوا شعباً واحداً ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر إلى بعضكم وأنفسكم، وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد، الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتهم، وأنتم تعتقدون بأنكم تقاومونه”.
وشدد على أنه “ستدفعون ثمناً إقليمياً ودولياً كبيراً لحريتكم، فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلبياته أو تعزلها تماماً”، مضيفاً “لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف، ولديكم منهم كنز.. استمعوا إليهم، وخذوا بما يقترحونه، ولا تستخفوا بفكر مجرب، هم أهل الحل والعقد بينكم، فأطيعوهم واحترموا مقامهم الرفيع”.
“سامحوني”
وقال “سامحوني على أخطائي فالبشر خطاؤون”، مؤكداً على أنه “لن يحرركم أي هدف آخر غير الحرية، فتمسكوا به في كل كبيرة وصغيرة، ولا تتخلوا عنه أبداً، لأنه قاتل الاستبداد، أنتم الشعب وحده من صنع الثورة، فلا تدعوا أحد يسـ.رقها منكم”.
وختم ميشيل كيلو وصيته بالقول “اعتمدوا أسساً للدولة، تسيرون عليها ولا تكن محل خـ.لاف بينكم، وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لكم، لأن استقرارها يضمن استقرار الدولة، الذي سيتوقف عليه نجاح الثورة”.
وينحـ.در الكاتب والمعارض السياسي البارز ميشيل كيلو من مدينة اللاذقية، ولد فيها في العام 1940، عمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي، وترأس مركز “حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سوريا”، وعضو في “الائتلاف الوطني السوري” المعارض.
ويعتبر كيلو من الوجوه المعارضة البارزة في فترة ربيع دمشق، ومن الموقعين على وثيقة “إعلان دمشق”، وتعرض للاعـ.تقال عدة مرات بداية من السبعينيات حتى 2009، حيث أفرج عنه عقب اعتـ.قال دام ثلاث سنوات، بعد إدانته من قبل المحكمة العسـ.كرية بـ “نشر أخبار كاذبة، وإضعاف الشعور القومي، والتحريض على التفرقة الطـ.ائفية”.
كتب وترجم كيلو كتباً في الفكر السياسي، ويكتب بشكل متواصل في معظم الصحف والمواقع العربية والعالمية.
يشار إلى أن ميشيل كيلو ينقل عن والده أنه كان يقول “كيف تستطيع أن تكون مجرد مسيحي فحسب في بيئة تاريخية أعطتك ثقافتك ولغتك وحضارتك وجزءاً مهماً من هويتك”.
اقرأ أيضاً: مصادر روسية: مبعوث بوتين حـذّر بشار الأسد ودعاه لتنفيذ الأوامر الروسية!