وجبة السحور لمرة واحدة تعادل ثلث راتب موظف بمناطق سيطرة النظام!
ليست المرة الأولى التي يتوجب على سكان العاصمة دمشق وما حولها تقليص أطباق وكميات فترة السحور التي جرت العادة بتنوعها وتعدد أصنافها.
لكن، وفي ظل القفزات الواسعة التي طالت أسعار المواد الرئيسية المكونة للسحور سيكون السكان في الموسم الرمضاني الحالي، على موعد مع تقنين غير مسبوق نظراً للفارق الجنوني بين قدرتهم الشرائية وأسعار السوق.
يقول سكان من العاصمة لـ “اقتصاد” إن الأسعار غير مشجعة على الإطلاق على الرغم من حدوث انخفاض طفيف بالتوازي مع التصحيح السعري الخجول لليرة السورية.
ويؤكدون، بأنهم لم يشتروا جميع أصناف الوجبة الرمضانية الخاصة بالسحور، بل اقتصروا على صنفين أو ثلاثة واختاروا الأرخص ثمناً، وإن كانت جميع المواد باهظة الكلفة، ما يقلص من مساحة الاختيار.
15 ألف ليرة عن وجبة سحور
بحسبة بسيطة، تعادل وجبة السحور لعائلة مكونة من 6 أفراد لمرة واحدة ثلث الراتب الحكومي الذي يمنح شهرياً لموظف متوسط الدخل في دوائر الحكومة.
تحتاج الأسرة لـ 12 بيضة بـ 2000 ليرة، نصف قالب زبدة بقرية بـ 5000 ليرة، ربع كيلو جبنة بـ 1700 ليرة، ونفس المقدار من اللبنة بـ 1500 ليرة، وعلبة مرتديلا صغيرة بـ 1900 ليرة، وطبق حلاوة بـ 1500 ليرة، وجبنة مطبوخة بـ 1500 ليرة.
وهكذا تبلغ التكلفة الإجمالية لوجبة السحور الاعتيادية قرابة 15 ألف ليرة. وهو ما يتقاضاه أي موظف حكومي عن 10 أيام من الدوام في مؤسسات الدولة.
أعلى درجات التقشف
“المكتوب واضح من عنوانه”، بهذا المثل يبدأ “معتز” أحد سكان دمشق حديثه عن الوضع المعيشي الأكثر سوءاً الذي يستقبل به المواطنون الشهر الفضيل.
يقول معتز لـ “اقتصاد” إن المواطن لم يعد يتمكن من شراء لوازم سحوره في ظل الغلاء وضعف المداخيل ولامبالاة النظام السوري الذي لم يضع أي حلول جادة لمواجهة الأزمة المعيشية الخـ.انقة التي يعيشها المواطن.
بينما تبدي “ليلى” وهي إحدى السيدات الدمشقيات، في تصريح لـ “اقتصاد”، قلقها جراء عدم تمكنها من إطعام عائلتها الوجبات المعتادة في فترتي السحور والإفطار، وتقول إنها لا يمكن أن تتصور “التسحر على الزيت والزعتر وحبات الزيتون، والإفطار على المجدرة أو المفركة بالبطاطا”.
يبدو رمضان الحالي قـ.اسياً جداً على سكان دمشق، وإذا كان الحصول على وجبة بسيطة ومتواضعة كسلة السحور يعد أمراً بالغ الصعوبة؛ فكيف سيكون المشهد مع سائر اللوازم المعيشية الأخرى للشهر الفضيل.
لاسيما إذا عرفنا أن اللحوم بأنواعها والعصائر المختلفة والتبولة والبطاطا المقلية والمعروك والحلويات والتي تعد من مسلمات السفرة الرمضانية يمكن أن تعادل كلفتها أضعاف الدخل المادي للفرد، وقد يحتاج المواطن الذي يعيش في مناطق سيطرة النظام لإدخار 5 أو 6 رواتب شهرية لدفع الأكلاف الباهظة لسفرة رمضان، وربما لن تكفي هذه المبالغ. (اقتصاد)