لاجئون سوريون يصوّتون لأول مرة في الانتخابات الألمانية
يشارك العديد من اللاجئين السوريين في ألمانيا بالتصويت لأول مرة في الانتخابات التي ستجري على مستوى البلاد في 26 أيلول الجاري، حيث ستغادر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ولن تخوض السباق مجدداً.
ويحرص طارق سعد على مساعدة لاجئين سوريين آخرين للاستقرار في منازل جديدة بألمانيا ويرى أن الانتخابات التي تجرى على المستوى الاتحادي فرصة لذلك.
ويدعو سعد في الحملة الانتخابية بولاية شلسفيج هولشتاين المطلة على ساحل البلطيق لتأييد “الحزب الديمقراطي الاشتراكي” الذي انضم له في 2016 بعد عامين من وصوله إلى ألمانيا وعلى جسده جرحان من رصاصتين أصيب بهما في سوريا.
وقال طالب العلوم السياسية البالغ من العمر 28 عاماً لوكالة (روتيرز) “فكرت أن الأمور التي تجعل حياتي صعبة لا بد أنها تؤلم الآخرين أيضاً، وللتغلب عليها بأسرع ما يمكن، يجب أن ينضم المرء إلى حزب سياسي”.
وأضاف سعد الذي سيصوت للمرة الأولى مثل كثير من اللاجئين بعد أن حصل على الجنسية الألمانية “عاش آباؤنا في ظل نظام سياسي مختلف لسنوات طويلة (في سوريا)، وهذه فرصة لتنشئة جيل جديد في ألمانيا”.
وكان قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بفتح الباب لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين في 2015 ملفاً حاسماً في الانتخابات الاتحادية السابقة في عام 2017.
لكن ليس كل اللاجئين الذين استقروا في البلاد وحصلوا على الجنسية لديهم نفس موقف سعد الواضح فيما يتعلق بنواياهم في التصويت.
يقول ماهر عبيد (29 عاماً) الذي يعيش في مدينة زينجن قرب الحدود السويسرية “سعيد بأن تتاح لي هذه الفرصة، لكنني حذر وربما لن أصوت”.
ويضيف عبيد الذي حصل على الجنسية الألمانية في 2019 إن “عدم وضوح الصورة حول مواقف الأحزاب إزاء ملفات السياسة الخارجية خاصة سوريا هو السبب في تردده”.
وتظهر الإحصاءات على مستوى البلاد أن عدد السوريين الذين حصلوا على الجنسية الألمانية قفز بنسبة 74 بالمئة في 2020 إلى 6700 شخص فقط.
لكن العدد الإجمالي للاجئين السوريين أعلى بكثير وتضعه التقديرات عند 700 ألف تقريباً، إذ يتطلب الحصول على الجنسية الكثير من الوقت والجهد.
وخلصت دراسة في 2020 أجراها (مجلس الخبراء) المعني بالدمج والهجرة إلى أن 65 بالمئة من المواطنين ذوي الأصول غير الألمانية أدلوا بأصواتهم في 2017، مقابل نسبة بلغت 86 بالمئة بين الألمان الأصليين.
وكشفت الدراسة عن أن الطلاقة في اللغة والوضع الاجتماعي الاقتصادي عاملان فاصلان في مشاركة اللاجئين والمهاجرين، إضافةً إلى مدة إقامتهم في البلاد.
وذكرت الدراسة أنه “كلما طالت المدة التي قضاها الأشخاص في ألمانيا، كلما زادت احتمالات شعورهم بالتفهم وقدرتهم على المشاركة في الحياة السياسية”.
وعلى الرغم من مؤشرات في دراسات بشأن توجهات تأييد الأحزاب لدى اللاجئين والمهاجرين، إلا أن خروج ميركل من المشهد السياسي بعد 16 عاماً غيّر حسابات السوريين في ألمانيا.
وقال عبد العزيز رمضان، وهو مدير منظمة معنية بدمج اللاجئين في لايبزيج وحاصل على الجنسية في 2019 “على السوريين أن يتحلوا بالفطنة، ما فعلته ميركل كان صوابا، لكن ما الذي سيفعله من سيخلفها؟”.
وبحسب (رويترز) “أظهر استطلاع رأي غير رسمي بين لاجئين سوريين على فيس بوك أن الغالبية سيصوتون، إذا كان لهم الحق في التصويت، للحزب الديمقراطي الاشتراكي، ويليه حزب الخضر، وجاء خيار (لا أهتم) في المركز الثالث”.
اقرأ أيضاً: مصادر روسية تؤكد اتفاق بوتين وبشار الأسد بشأن السيطرة على مناطق سوريّة جديدة!
محمود القطيفان، طبيب يعيش في مدينة فرايبورج جنوب غربي البلاد وحاصل على الجنسية الألمانية، وشارك بالانتخابات السابقة في 2017، أوضح أنه “صوّت حينها بدافع عاطفي لحزب ميركل لأنها دعمت اللاجئين”.
وأكد أنه “لم يشعر بالندم على قراره، لكنه مثل كثيرين من الناخبين الألمان، تتصارع في رأسه الأفكار وهو يتطلع للمستقبل وينظر لحقبة ما بعد ميركل بلا إجابة واضحة للسؤال لمن يعطي صوته هذه المرة؟”، مضيفاً “موعد الانتخابات يقترب لكنني بصراحة لم أقرر بعد”.