جودت سعيد .. قصة الفيلسوف الإسلامي الذي لقب بـ “غاندي سورية”
وُلد المفكر والفيلسوف والداعية السوري جودت سعيد عام 1931 في بلدة بئر عجم التابعة لمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا.
ويملك الداعية السوري العديد من المؤلفات التي تناولت مواضيع وأبحاثاً فكرية و أبرزها “حتى يغيروا ما في أنفسهم”.
كذلك درس المؤلف السوري العلوم الشرعية في الأزهر الشريف الواقع ضمن العاصمة المصرية القاهرة.
الداعية السوري جودت سعيد
ومن أبرز الميزات التي يتمتع بها الفيلسوف السوري هو أنه يستطيع التحدث باللغتين العربية والشركسية فهو شركسي الأصل.
والشركس هم الذين هاجروا من بلاد القوقاز إلى مناطق الدولة العثمانية في القرن الثامن عشر بعد تعرضهم للأبادة من قبل الروس.
كذلك يعد المفكر السوري أحد أهم المفكرين الإسلاميين المعاصرين في الوقت الحالي فهو يمتد لمدرسة المفكر الباكستاني “محمد إقبال”.
ويعتبر باب التوحيد هو المنطلق الرئيسي في أفكار الداعية السوري الراحل حيث يعتبره مسألة سياسة اجتماعية وليست مسألة ميتافيزيقية.
ويشير الداعية السوري في مؤلفاته أن توحيد الله في السماء يعني المساواة بين البشر على الأرض.
فيساوي بين العبارات الثلاث في الآية القرآنية الكريمة: (ألّا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله).
“غاندي سورية” الفيلسوف جودت سعيد
ويتميز الفيلسوف السوري عن باقي الدعاة وفق كلام محبيه انفتاحه الفكري والذي يتناسب مع كافة فئات المجتمع.
أطلق عليه الكثير من المعجبين ب”غاندي سورية” بسبب نبذه للعنف وحبه للسلام كذلك عبَّر الداعية الراحل عن سعادته بهذا الوصف في عديد من المناسبات.
كتب الداعية السوري الراحل في مطلع الستينيات كتابه (مذهب ابن آدم الأول، أو مشكلة العنف في العمل الإسلامي)، وهو يناقش مبدأ اللاعنف وعلاقته الجذرية بالإسلام.
كان الداعية السوري متأثراً بفكر الإخوان المسلمين والسلفيين في بداية حياته باعتبارها التيارات الإسلامية الصاعدة.
وبعد وقت قصير تأثر المفكر السوري بكتابات المفكر الباكستاني الشهير محمد إقبال، وعلى نحو متزايد بالمفكر الجزائري مالك بن نبي.
حضر الداعية السوري منتديات ربيع دمشق التي شكلتها المعارضة السورية بعد وصول بشار الأسد إلى السلطة عام 2000.
لقي شقيق جودت سعيد حتفه بسبب قصف نظام الأسد ما أجبره إلى النزوح إلى دمشق، ومنها سافر إلى منفاه الأخير في تركيا.
وواصل الداعية السوري نشاطه لعدة سنوات عبر المحاضرات وإصراره على المنهج السلمي ونبذ السلاح والعنف ومعارضة النظام السوري.
ومن أبرز كتب بخصوص ذلك “حتى يغيروا ما بأنفسهم”، “العمل.. قدرة وإرادة”، “اقرأ وربك الأكرم”، “كن كابن آدم”، “مفهوم التغيير”،.
عن عمر يناهز 91 عاماً فارق جودت محمد سعيد، الحياة فجر اليوم الأحد، في مكان إقامته في مدينة إسطنبول التركية.
اقرأ أيضاً: فخري البارودي .. قصة مؤلف قصيدة “بلاد العرب أوطاني”