آخرهم تركيا .. 10 دول غيَّرت أسماءها لأسباب سياسية وتاريخية وحتى لتحسين سُمعتها
على مر التاريخ الطويل لحضارات البشر، قام العديد من الدول بتغيير أسمائها على مر السنين.
لماذا يحدث هذا؟ هناك في الواقع العديد من العوامل التي تجبر الدولة على تغيير اسمها. يمكن أن يكون رغبة في قطع العلاقات مع ماضيها عبر التاريخ، أو إحياءً لذكرى زعيم معروف، أو بسبب الانقسام الجغرافي والحروب وما إلى ذلك.
ومن بين 195 دولة حول العالم، تبنَّى الكثير من الدول أسماء جديدة منذ زمن بعيد، في حين أن الدول الأخرى ربما فعلت ذلك مؤخراً فقط.
1- تركيا الأحدث في تغيير اسم الدولة
على سبيل المثال، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء 1 يونيو/حزيران، أن اسم تركيا (Türkiye) سيحل محل Turkey، كلما أُشيرَ إلى الدولة.
وبحسب إذاعة DW الألمانية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما أصدرت حكومته مذكرة حول تغيير الاسم: “Türkiye أفضل تمثيل وتعبير عن ثقافة الشعب التركي وحضارته وقيمه”.
قد يكون تغيير الاسم هذا مرتبطاً بانزعاج أردوغان الواضح من علاقة البلاد غير المرغوبة بكلمة Turkey، التي تعني بالإنجليزية “الديك الرومي”.
ومع تنامي الدور الجيوسياسي للبلاد، يقال إن تركيا أصبحت أكثر وعياً بالصورة العامة لدولتها، ومن المحتمل أيضاً أن ترتبط حساسية أردوغان بشأن الكيفية التي يُنظر بها إلى البلاد بميوله القومية.
وكانت الديوك الرومية تستمد اسمها من تركيا الدولة بالفعل، لأن دجاج غينيا- الذي استُورِدَ في الأصل إلى أوروبا من تركيا- كان يُطلق عليه اسم الدجاج التركي أو (Turkey). ثم أطلق المستعمرون هذا الاسم أيضاً على طائر الديك الرومي الضخم الموجود بالفعل في الأمريكتين.
ومع ذلك، فإن تغيير اسم الدولة رسمياً ليس بالأمر السهل.
صعوبة وتعقيدات طويلة
ومن أجل تغيير اسم الدولة بشكل رسمي، هناك حاجة إلى محادثات حكومية رفيعة المستوى وإجماع من الأغلبية ومداولات مختلفة.
هذا إلى جانب التكلفة الباهظة التي ينطوي عليها الأمر. وليس هذا فحسب، فهناك تعقيدات أخرى مثل تغيير لوحات الترخيص في الدولة، وتغيير الأوراق الرسمية واللافتات الرسمية، وتغيير الزي العسكري والرياضي للدولة، والتغيير في العملات المحلية أيضاً
على الرغم من ذلك، هناك حالات غيرت فيها البلدان أسماءها بسبب الضرورات المطلقة. فيما يلي نستعرض بعضها:
تعد جمهورية مقدونيا الشمالية من أحدث الدول التي انضمت إلى عصبة الأمم التي غيرت أسماءها. في 13 فبراير 2019 ، اتخذت الأمة اسمها الحالي، ويمكن أن يعزى إلى ذلك عدة عوامل سياسية.
2- دولة مقدونيا الشمالية
بعد استقلالها عن يوغوسلافيا عام 1990، تبنت مقدونيا آنذاك اسم جمهورية مقدونيا، ولكنها تورطت في علاقة منفصلة مع اليونان المجاورة.
وهذا لأن اليونان لديها كذلك مكان يسمى مقدونيا في مناطقها الشمالية، والتي تضم ثاني أكبر مدينة في ثيسالونيكي وموقع اليونسكو للتراث العالمي فيليبي.
ونتيجة لذلك، منعت اليونان، العضوة في حلف الناتو، دخول مقدونيا الشمالية إلى الحلف. ومن أجل حل الوضع الجيوسياسي المتوتر لتلك المُعضلة، تم تغيير الاسم الرسمي للبلاد.
حينها أوضح المتحدث باسم الدولة مايل بوشنجاكوفسكي أنه يمكن الإشارة إلى البلاد باسم مقدونيا الشمالية. وقال أيضاً إن اللغة الرسمية للأمة لا تزال اللغة المقدونية ويشار إلى المواطنين أيضاً بالمقدونيين وليس من المقدونيين الشماليين.
3- هولندا تتحول إلى نيذرلاندز
تحوّلت هولندا (Holland) رسمياً إلى نيذرلاندز (Netherlands) عام 2020 لسهولة تعريفها في الأحداث الثقافية والرياضية الدولية.
كانت هذه الخطوة في الأساس تسويقية لتحسين العلامة التجارية للبلد. كما أنها كانت أيضاً خطوة نحو الشمول الجغرافي والاجتماعي؛ حيث تتكون هولندا من مقاطعتين- شمال وجنوب هولندا، وبالتالي كان اسم نيذرلاندز لسد تلك الفجوة.
على الرغم من استمرار تسمية موقعها الرسمي للسياحة والمعلومات باسم Holland.com، فقد تم تغيير شعاره إلى اللون البرتقالي NL وإضافة اسم الدولة الجديد كعنوان داخلي للموقع.
كما تستخدم جميع الوثائق والمراجع الرسمية هولندا أيضاً لمخاطبة البلد.
وكانت تكلفة إعادة تسمية الدولة في تلك الحالة حوالي 319.000 دولار أمريكي، بحسب موقع Prestige للمنوعات.
4- مدينة سيلان الماليزية تصبح سريلانكا
غيرت سيلان القديمة، سريلانكا الحديثة، اسمها الذي أطلقه عليها البرتغاليون عندما اكتشفوها عام 1505.
وقد أصبحت مدينة سيلان فيما بعد جزءاً من الإمبراطورية البريطانية، قبل أن تحصل على استقلالها عام 1948. ومع ذلك، مرت سنوات طويلة بعد ذلك على حكومة الجزيرة إلى أن قررت إجراء التغيير.
وفي عام 2011، تمت إزالة جميع الإشارات الرسمية في الدولة إلى اسم مدينة سيلان، وحُذفت من الهيئات الرسمية والشركات وغيرها.
5- مملكة سوازيلاند تُصبح إسواتيني
في أبريل/نيسان 2018، أعاد الملك مسواتي الثالث تسمية مملكة سوازيلاند الإفريقية إلى إسواتيني؛ مما يؤكد محاولة الحاكم التحرر من الماضي الاستعماري للبلاد عبر تاريخ المملكة.
وبحسب موقع Sky News الإخباري، يُقال إن الملك كان أيضاً غير راضٍ عن خلط البعض الاسم القديم بلاده (سوازيلاند) مع اسم سويسرا المنطوق باللغة الإنجليزية (سويتزرلاند). إلى أن أعلن في الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة الإفريقية أن إسواتيني- اسم الأمة ما قبل الاستعمار- يعني “أرض السوازيين” بلغتهم الأصلية وأنه الأنسب لتسمية البلاد.
6- التشيك تصبح تشيكيا
من أجل تسهيل تسمية البلد في الأحداث الرياضية، وكجزء من جهود التسويق أمام بقية العالم، اختصرت جمهورية التشيك اسمها إلى تشيكيا في أبريل/نيسان عام 2016.
وبحسب موقع Business Insider، قد تمت مناقشة الإجراء لمدة 20 عاماً حتى تقرر أخيراً تقصير الاسم بحيث يكون النطق أسهل في كل لغة من اللغات الرسمية الست للبلاد: الإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية والإسبانية والعربية.
على الرغم من أن الاسم الرسمي سيظل جمهورية التشيك، فقد أصبحت التشيك أو تشيكيا هو الاسم الرسمي المختصر للبلاد.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وبعض الشركات الكبرى تشير إليها بالتشيك- Czechia، لم يحظ الاسم بشهرة دولية، ربما يكون أحد الأسباب هو أنه من السهل جداً الخلط بين تشيكيا والشيشان، الجمهورية الروسية في القوقاز.
7- ألتو فولتا تصبح بوركينا فاسو
للاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لاستقلالها، تم تغيير اسم جمهورية ألتو فولتا إلى بوركينا فاسو، والتي تعني باللغة المحلية، “أرض الرجال الأقوياء”.
وفي فترة حُكمه، قام حاكم البلاد توماس سانكارا بإجراء التغيير عام 1984، إلى جانب تغيير العلم والنشيد الوطني. بعد أن كان يشير الاسم السابق إلى أحد الأنهار الرئيسية في المنطقة، لكنه كان يرتبط بالعهد الاستعماري الفرنسي للدولة الإفريقية.
8- بورما تصبح ميانمار
في عام 1989، كانت الحكومة العسكرية الرائدة في البلاد مصممة على تغيير الاسم من بورما إلى ميانمار في محاولة للحفاظ على طريقة كتابتها باللغة المحلية: ميانما.
ومع ذلك، لم يتفق الجميع مع هذا القرار. لهذا السبب، لا تزال بعض أجزاء العالم تصر على الإشارة إلى هذه الدولة الآسيوية باسم بورما.
9- تغيير اسم مملكة سيام إلى تايلاند
تغيير اسم سيام إلى تايلاند لم يحدث مؤخراً. فبعد أن تأسست عام 1939، استقر الأشخاص الذين يتحدثون إحدى لغات مجموعة تاي الأصلية على تسمية ما يعرف الآن بتايلاند منذ حوالي 1000 عام.
وجاء اسم صيام من كلمة سنسكريتية، هي (Syam) تم تبنيه من قبل البرتغاليين من القرن السادس عشر، وأصبح المصطلح الجغرافي المقبول للدولة.
وبعد أن نهضت الممالك وسقطت، حكمت سلالة شاكري سيام منذ ثمانينيات القرن الثامن عشر، وحددوا عاصمتهم في بانكوك.
إذ وسعوا نطاق دولتهم وصولاً إلى أجزاء من لاوس الحديثة وكمبوديا ومالايا، ولكن في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أُجبروا على تسليم أراضيهم هناك للفرنسيين.
وفي عام 1938 تولى زعيم حزب الشعب الراديكالي لوانغ فيبون زمام الأمور كديكتاتور للمملكة. ولكونه قومياً متشدداً، قام بتغيير اسم البلد إلى تايلاند.
في اللغة المحلية يُنطق الاسم Prathet Thai، التي تعني “بلد الأحرار”، في تكريم للمستوطنين الأوائل الذين وصلوا تلك الأراضي طلباً للتحرر من الصين.
10- الدولة الأيرلندية الحرة تغيرت إلى أيرلندا
في عام 1937، بهدف إزالة جميع علاقاتها وروابطها التاريخية مع المملكة المتحدة البريطانية التي خاضت معها البلاد حرباً شرسة لمدة عامين، أصبحت الدولة الأيرلندية الحرة هي دولة أيرلندا، أو إيري باللغة الأيرلندية المحلية بحسب موقع Brightside للمنوعات.