شابة أمريكية تعمل ساعتين في اليوم وتكسب 8 آلاف دولار شهرياً
أثرت جائحة كورونا على الملايين من البشر، ليس على مستوى الصحة والمرض فقط، بل على مستوى التوظيف والعمل أيضا؛ إذ فقد الملايين من الناس وظائفهم في ظل الركود الاقتصادي الذي تسببت فيه الجائحة.
وفي التقرير الذي نشره موقع “سي إن بي سي” (cnbc) الأميركي، قالت الكاتبة شانون سميث إنها -ومثل ملايين الأميركيين- وجدت نفسها عاطلة عن العمل أثناء الجائحة. ففي البداية، تم تسريحها من وظيفة عاملة في مطعم، ثم بدأت العمل مدربة لياقة بدنية عبر الإنترنت.
لكن ذلك العمل تطلب 10 ساعات من العمل يوميًّا، وكانت تكسب ما بين ألف وألفي دولار شهريًّا فقط، وفي يوليو/تموز 2021 قررت خوض تجربة جديدة في ريادة الأعمال، وبدأت في استخدام حسابها على تيك توك وإنستغرام بهدف التسويق للطرق التي تساعد على بناء ثروة والبرامج عبر الإنترنت.
وحسب الكاتبة، فإنه بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2021 ازدهر عملها ونما عدد متابعيها على تيك توك إلى أكثر من 40 ألفا. ومنذ ذلك الحين، صارت تجني نحو 8 آلاف دولار شهريًا من الدخل المتأتي من العمولة التي تتلقاها من منشوراتها، بما في ذلك المنشورات التي مضى عليها عدة أشهر والاشتراكات المتكررة في برامجها التعليمية. وتجدر الإشارة إلى أن سميث لم تعد تعمل سوى ساعتين في اليوم وتخصصها في أغلب الأحيان لمشاركة منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوضح الكاتبة أنه عندما يسأل الناس: كيف يمكنهم إنشاء عمل يجلب عليهم دخلا ثابتا منتظما، فعليهم أن يدركوا أن عليهم بذل كثير من الجهود في البداية، وستؤتي ثمارها على المدى الطويل.
العمل والتقنية
وتنصح الكاتبة بأنه لتحقيق دخل منتظم، يجب القيام بإعداد أنظمة تلقائية في بداية العمل، حيث سيوفر هذا كثيرا من الوقت لأن المهام الأساسية ستُنجز بشكل آلي.
قم بإنشاء منتج يتطلب صيانة محدودة
بدأت سميث رحلتها في ريادة الأعمال مدربة شخصية، لكنها اكتشفت أن تقديم خدمة تدريب فردية يعني أن تكرس جميع وقتها لجني المزيد من الدخل الإضافي؛ لذلك لتحقيق دخل مستقر ينبغي عليها تقديم منتج لا يتطلب الكثير من الطاقة لإنشاء المنتج وعرضه للمستهلك.
وتؤكد الكاتبة أن التسويق لمنتجات وخدمات من علامات تجارية أخرى ساعدها على ربح المزيد من المال، ويتمثل هدفها في إنشاء منتج مرة واحدة وبيعه فترة طويلة من خلال الدورات الرقمية واشتراكات المجتمع عبر الإنترنت والتطبيقات.
إنشاء مسارات المبيعات تلقائيًّا
وتشير الكاتبة إلى أن “مسار المبيعات” هو العملية التي يمر بها العميل قبل إجراء عملية الشراء. ومن خلال عملها يجده العملاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يتم دفعهم من خلال مسار المبيعات الخاص بها للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بها لإرسال عروض المنتجات لهم.
وأنشأت الكاتبة نظامًا على الموقع الإلكتروني الخاص بها يقوم بإنشاء مسار المبيعات لها، إذ تتم إضافة العملاء تلقائيًّا إلى قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بها الذين يتلقون عروضًا بشأن الخدمة التي تقدمها.
الرد التلقائي للبريد الإلكتروني
تعد عوامل نجاح التسويق السبعة من أقدم القواعد في التسويق، فاستنادًا إلى البحث الذي أجراه الدكتور جيفري لانت، فهو يقول إنك بحاجة إلى الاتصال بعميل محتمل 7 مرات في 18 شهرًا قبل أن يكون مستعدًا لشراء منتج.
وتلفت الكاتبة إلى أنه في ظل وجود كثير من الإعلانات عبر الإنترنت، قد تحتاج إلى الاتصال بالعملاء المحتملين العديد من المرات للنجاح في بيع منتجك له. وحسب الكاتبة، فقد كانت تستخدم تطبيق “أويبر” لإرسال رسائل متابعة يومية إلى العملاء المحتملين الذين لم يشتروا منتجها لتحفيزهم أكثر. وتجدر الإشارة إلى أن أصحاب أعمال تجارية آخرين يستخدمون خدمتي “غيت ريسبونس” و”ميل شيمب” لإرسال رسائل بريد إلكتروني تلقائية.
لا تهدر مجهودا بلا طائل
ونوهت الكاتبة إلى أن كثيرا من الأشخاص يحاولون جاهدين لشق الطريق من جديد عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على أعمالهم، مبينة أنه بعد اكتساب 109 آلاف و100 متابع على تيك توك تعلمت أن مفتاح الانتشار السريع وزيادة الجمهور هو دراسة ما ينجح مع الآخرين؛ فبالتأكيد يجب أن تكون أصليًّا، ولكن يجب أن تنشر محتوى يجده الأشخاص ممتعًا بالفعل.
استخدم هذه الآلية لوضع لمستك الخاصة على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنصح الكاتبة بدراسة ما يتحدث عنه الآخرون في مجالك. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تبيع منتجات صحية فهل هناك أي نقاشات تدور حول الصحة يمكنك إضافتها إليها، أو أسئلة يطرحها الأشخاص دائمًا في قسم التعليقات التي يمكنك الإجابة عليها؟ استخدم هذه الإحصاءات لتوضيح رسالتك أو المعلومات والنصائح التي ستشاركها.
وأوضحت أنه للبقاء على اطلاع دائم بالاتجاهات، فإنها تقوم بانتظام بمشاهدة برنامج “تيك توك للتسويق” الذي يشارك إستراتيجياته للانتشار السريع وتكوين جمهور متفاعل.
ركز على حل مشكلة ما
تذكر الكاتبة أن الهدف الرئيسي لأي عمل هو بيع منتج أو خدمة، لكن في نهاية المطاف لا أحد يهتم بما تبيعه؛ فالناس يهتمون بأهدافهم وأحلامهم ومشاكلهم الخاصة.
وبينت أنه يجب عليك تسويق منتجك بشكل غير مباشر بطريقة توضح كيف يمكن أن يساعد في تلبية احتياجات جمهورك أو مساعدتهم على تحقيق هدفهم.
التفاعل مع جمهورك
وأوضحت الكاتبة أن المنشورات الفردية على إنستغرام أو تيك توك تعد فعالة لتوفير القيمة والترفيه لجمهورك، ولكن يكاد يكون من المستحيل على جمهورك التعرف عليك من خلال هذه المنشورات.
وأفادت أنه من المهم وجود اتصال مع الجمهور، فعندما يتعرف الناس على هويتك، يبدؤون الوثوق بما تقوله وما تبيعه، مما سيؤدي إلى المزيد من المبيعات.
وتقول الكاتبة “أنا أتفاعل مباشرة مع جمهوري من خلال الرد على تعليقاتهم ورسائلهم، أو من خلال البث المباشر على إنستغرام وتيك توك. ويمنحني هذا فرصة لبناء اتصال شخصي معهم من خلال محادثة حقيقية”.
أحسن اختيار ما تروج له
تنصح الكاتبة من يخططون لبدء نشاط تجاري للتسويق بالعمولة، وتشير إلى أن هذه الأشياء الرئيسية التي توصي بالبحث عنها:
الجاذبية العالية: تعني الجاذبية لعدد الأشخاص الذين يروجون للمنتج بشكل فعال، وإذا كان العدد مرتفعًا فأنت تعلم أن المنتج جيد.
معدل استرجاع منخفض: نوهت الكاتبة إلى أنه إذا كان المنتج يحتوي على معدل استرجاع مرتفع، فهذا يعني أن كثيرا من الأشخاص لم يكونوا راضين عنه، لذلك يجب تجنب ذلك، حيث يمكن أن يؤدي الترويج للمنتجات ذات معدلات الاسترجاع المرتفعة إلى تقليل ثقة جمهورك بك.
الاشتراكات المتكررة: وتقول الكاتبة إن هذه هي أفضل أنواع المنتجات للترويج لأنك ستتلقى عمولة كل شهر في كل مرة يجدد فيها المشترك اشتراكه.
المراجعات الإيجابية: وأضافت أنها دائمًا تقوم بمراجعة “غوغل” للبرامج التابعة التي تبحث عنها قبل أن تقرر الترويج لها، للتأكد من أنه منتج مرغوب فيه على أوسع نطاق.