إقتصاد

تخمة المعروض “تقسم ظهر” النفط في 2018

فقدت أسعار النفط الخام نحو 22 بالمائة من قيمتها خلال 2018، بالنسبة لخام برنت، حيث أنهى جلسة 28 ديسمبر/كانون أول عند مستوى 52.2 دولارا للبرميل.

وحسب مسح للأناضول، يُعد هذ السعر أقل بـ 14.7 دولارا عن المستويات التي أنهى النفط عندها 2017 البالغة 66.9 دولار.

نتج تراجع النفط بشكل رئيس، من تخمة المعروض في ظل إنتاج قياسي لكبار المنتجين كالولايات المتحدة، وروسيا، والسعودية، إضافة لدول منظمة “أوبك”، وهو ما “قسم ظهر” الخام.

جاءت زيادات الإنتاج، بعد صعود النفط لأعلى مستوى خلال العام عند 86.7 دولارا للبرميل في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

يضاف لتخمة المعروض, عوامل أخرى أثرت على الأسعار بينها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتوقعات بتراجع نمو الاقتصاد العالمي، وبالتالي تأثر الطلب على النفط.

كذلك، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا، عبر “تويتر”، بضرورة انخفاض أسعار النفط، ما أثر سلبا على الأسعار.

والشهر الماضي، قالت شركة بريتيش بتروليوم “بي بي”، أن ترامب كان أحد العوامل المؤثرة بالسلب على سعر النفط.

* بداية مستقرة
بدأت أسعار النفط 2018 على استقرار قرب مستويات نهاية 2017، لتحوم حول 67 دولارا للبرميل، حتى التاسع من أبريل/ نيسان، ومنذ اليوم التالي بدأت الأسعار تتجاوز 70 دولارا للبرميل.

وتواصلت ارتفاعات الأسعار حتى أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مايو/أيار، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران، لينهي الخام شهر مايو فوق 77 دولارا.

وتعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط الخام في “أوبك”، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 3 ملايين برميل، وبحجم صادرات يومية 2.1 مليون برميل.

على وقع الانسحاب، والإعلان عن تقارير بإمكانية تأثر الإمدادات العالمية، يضاف له نجاح اتفاق خفض الإنتاج، صعد خام برنت في يونيو/ حزيران الماضي إلى متوسط 75 دولارا للبرميل.

* تحركات “أوبك” و”ترامب”
نهاية يونيو/ حزيران الماضي، وجد المشاركون في اتفاق خفض الإنتاج، حاجة إلى تقليص حجم الخفض، ليبلغ تقليص الإنتاج الجديد 1.2 مليون برميل، بدلا من 1.8، بدأ مطلع يوليو/ تموز 2018.

إلا أن أسعار النفط واصلت الصعود، مدفوعة بالعقوبات على إيران، إذ دخلت الحزمة الأولى منها في أغسطس/ آب 2018، متعلقة بعمليات مصرفية وصادرات صناعية.

وخلال أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، بلغ خام برنت 80 دولارا للبرميل، ما دفع الرئيس الأمريكي في ثلاث مناسبات للتغريد على تويتر، مطالبا “أوبك” بخفض الأسعار فورا.

لكن اجتماعا للمشاركين في اتفاق خفض الإنتاج، استضافته الجزائر يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، رفض فيه المجتمعون تنفيذ أية زيادات في الإنتاج، والإبقاء على الأرقام الحالية، حتى نهاية 2018.

وتفاعلت أسعار النفط مع التصريحات القادمة من الجزائر، ليسجل خام برنت 84 دولارا للبرميل، ثم 86 دولارا مع قرب دخول حزمة عقوبات ثانية على طهران، التي دخلت حيز التنفيذ 4 نوفمبر/تشرين الأول 2018.

وسجلت الأسعار أعلى مستوى لها خلال 4 سنوات عند 86.7 دولارا للبرميل في أكتوبر الماضي، مدعومة من العوامل سالفة الذكر.

* إنتاج قياسي
وشهد نوفمبر/ تشرين ثاني 2018، إنتاجا قياسيا لكبار المنتجين على رأسهم الولايات المتحدة.

وواصل الإنتاج الأمريكي الضغط على أسعار الخام، بتسجيل مستويات قياسية شهرا تلو الآخر حتى وصل مستوى قياسي عند 11.7 مليون برميل يومياً في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

بدورها، سجلت السعودية إنتاجا قياسيا أيضا خلال الشهر ذاته، عند 11 مليون برميل، لتعويض النقص المتوقع في الإمدادات العالمية، مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني.

وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية أن إنتاج البلاد اليومي من النفط بلغ 11.37 مليون برميل يومياً في نوفمبر الماضي، وهي مستويات مرتفعة للإنتاج الروسي.

في الشهر ذاته، ارتفع انتاج منظمة “أوبك” إلى 32.97 مليون برميل يومياً، وهو أعلى بأكثر من 1 بالمائة عن متوسط إنتاج المنظمة خلال 2017، الذي كان عند 32.62 مليون برميل يومياً.

* خيبة أمل
وتعرض منتجو النفط لخيبة أمل كبيرة خلال نوفمبر الماضي، في ظل بدء أسعار النفط في التراجع من مستوياتها المرتفعة، رغم بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني.

خيبة الأمل، جاءت نتيجة لاستثناء الولايات المتحدة ثمان دول من حظر استيرد النفط الإيراني، ما أفرغ العقوبات من مضمونها كثيرا.

وشهدت الأسواق تخمة في المعروض نتيجة الاستثناءات الأمريكية والإنتاج القياسي لكبار المنتجين، ما أطاح بالأسعار من مستويات فوق 86 دولارا إلى 59 دولارا بنهاية نوفمبر الماضي.

ونهاية تداولات الجمعة الماضية، وصل سعر برنت إلى 52 دولارا للبرميل.

ويبدأ مطلع 2019، تنفيذ اتفاق جديد لخفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، بين كبار المنتجين في “أوبك”، ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا، في محاولة لاستعادة استقرار السوق بعد التراجعات المتواصلة.

زر الذهاب إلى الأعلى