هل تلبي أمريكا مطلب تركيا وتسلمها غولن؟
يصل إلى العاصمة التركية أنقرة، الخميس 3 يناير/كانون الثاني 2018، وفد أميركي لعقد لقاءات مع مسؤولين في وزارات الخارجية والعدل والداخلية التركية.
وبحسب معلومات حصلت عليها الأناضول من مصادر رسمية تركية، فإن الوفد الزائر يضم مسؤولين من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
وسيبحث الوفد الأميركي مع المسؤولين الأتراك ملف التحقيقات الجارية حول منظمة غولن في تركيا والولايات المتحدة.
وتأتي هذه الزيارة بعد أنباء أشارت إلى تحرك ملف غولن بين تركيا وأميركا، كان آخرها ما كشفته أنقرة عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأن واشنطن تعمل على تسليم فتح الله غولن، رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه أنقرة بتدبير انقلاب فاشل في 2016.
وبحسب وكالة الأناضول التركية، فإنه من المنتظر أن يزوّد الوفد الأميركي المسؤولين الأتراك بمعلومات عن سير التحقيقات في ملف غولن بالولايات المتحدة.
وتسعى تركيا، منذ وقت طويل، لاعتقال غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ نحو عقدين. وكان غولن حليفاً لأردوغان، لكن السلطات التركية اتهمته بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل، الذي سيطر خلاله جنود مارقون على دبابات وطائرات هليكوبتر وهاجموا البرلمان، وأطلقوا النار على مدنيين عزل.
يجدر بالذكر أن وزير العدل التركي عبدالحميد غل أعلن الأسبوع الماضي عن زيارة مرتقبة لوفد أميركي إلى تركيا؛ بهدف بحث ملف التحقيقات الجارية بحق منظمة «فتح الله غولن» الإرهابية.
الخارجية الأميركية تدرس طلبات تركيا
كانت وزارة الخارجية الأميركية، قد أعلنت الخميس، 15 نوفمبر/تشرين الثاني، أن الولايات المتحدة تدرس طلبات تركيا لتسليم الداعية فتح الله غولن، لكنّ المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناورت قالت: «تلقينا طلبات عدة من الحكومة التركية تتعلق بالسيد غولن». وأضافت: «نواصل تحليل العناصر التي تقدّمت بها الحكومة التركية من أجل دعم طلبها بتسليمه» إليها.
غير أن ناورت شددت على أنه «لا توجد علاقة» بين قضية تسليم غولن والضغط التركي على السعودية بشأن مقتل خاشقجي في سفارة المملكة في إسطنبول.
وقالت إن البيت الأبيض «لم يشارك في أي محادثات تتعلق بتسليم فتح الله غولن».
لكن محطة (إن بي سي) ذكرت، الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن إدارة ترامب تدرس عدة سُبل لإخراج غولن من أراضيها، وإقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتخفيف الضغط على السعودية في قضية مقتل خاشقجي. وقال البيت الأبيض إن هذا التقرير «غير دقيق».
وقال مسؤولون أميركيون وأشخاص أُطلعوا على مضمون المناقشات للشبكة الأميركية إنَّ أحد الخيارات التي ناقشها المسؤولون الأتراك مع مسؤولي إدارة ترامب مؤخراً كان إجبار غولن على الرحيل إلى جنوب إفريقيا بدلاً من إرساله مباشرة إلى تركيا إذا كان تسليمه غير ممكن. لكن قالوا إنَّ الولايات المتحدة ليس لديها أي مبرر قانوني لإرسال غولن إلى جنوب إفريقيا، لذا فلن يكون ذلك خياراً قابلاً للتطبيق إلا إذا ذهب بكامل إرادته.
ترامب طلب من تركيا القائمة
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، سلّم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو خلال زيارة إلى واشنطن، السلطات الأميركية لائحة بأسماء 84 شخصاً تطالب بلاده الولايات المتحدة بتسليمها إياهم لانتمائهم إلى حركة غولن.
وقال تشاوش أوغلو إثر لقائه نظيره الأميركي مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون إنه لم يحصل على «ضمانات» بأن واشنطن ستمتثل لطلب أنقرة التي سبق لها أن طلبت مراراً من واشنطن تسليمها غولن لكن الأخيرة ترفض تلبية هذا الطلب حتى اليوم.
وصرّح الوزير التركي: «ما من ضمانات، لكننا أعطيناهم هذه القائمة بأسماء الأشخاص الذين نطلب من الولايات المتحدة تسليمهم إلى تركيا»، مشيراً إلى أن القائمة تتضمن أسماء 84 شخصاً بينهم غولن.